الميليشيات تنتقم من سكان تعز بعد خسارتها القصر الجمهوري

الميليشيات تنتقم من سكان تعز بعد خسارتها القصر الجمهوري
TT

الميليشيات تنتقم من سكان تعز بعد خسارتها القصر الجمهوري

الميليشيات تنتقم من سكان تعز بعد خسارتها القصر الجمهوري

أفادت مصادر محلية بمدينة تعز أن الميليشيات الانقلابية كثفت قصفها لمواقع الجيش الوطني وأيضاً للمناطق السكنية بدافع الانتقام بعد خسارتها «القصر الجمهوري» و«معسكر التشريفيات» في المدينة. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تبدي استماتة من أجل استعادة القصر الجمهوري، في الوقت الذي سُمع فيه دوي أصوات الانفجارات في أرجاء المدينة.
إلا أن تلك قوات الجيش الوطني ردت على ذلك بعملية تمشيط واسعة للمباني والجيوب التي تم دحر ميليشيات الحوثي وصالح منها. وتقدمت قوات الجيش أثناء عمليات التمشيط تلك باتجاه فرزة صنعاء وجولة القصر والحوبان شرقا. وجاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الجيش الوطني السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري، وشنه هجوما على الميليشيات في مدرسة محمد علي عثمان ومعسكر الأمن الخاص.
وذكرت المصادر أيضاً أن «قوات الجيش الوطني ضيقت الخناق على الميليشيات في مدرسة محمد علي عثمان، إضافة إلى دك مدفعية الجيش مواقع تمركز الميليشيات في تبتي السلال وسوفياتيل، بالتزامن مع شن مقاتلات التحالف العربي المساندة للجيش غاراتها على مواقع الميليشيات في تبة ذات التباب». وأكدت أن العمليات العسكرية التي نجحت بفضل الإسناد الجوي من طيران التحالف العربي «ما زالت تسير وفق خطط عسكرية مرسومة من قبل الألوية العسكرية وبإشراف من قيادة محور تعز العسكري». ونفت المصادر ما تناقلته وسائل إعلام تابعة للميليشيات حول «استعادتها المواقع التي استردها الجيش الوطني في تعز بما فيها القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، وأن كل ما تقوم به (الميليشيات) هو إرسال تعزيزات كبيرة إلى من تبقى من مقاتليهم في الجبهة الشرقية وفي الحوبان، معقلهم الأساسي شرق المدينة».
من جهة أخرى، زاد السخط الشعبي لدى أهالي محافظة المحويت، الخاضعة لسيطرة الميليشيات، جراء استمرار هذه الأخيرة في انتهاكاتها بمديريات ومدن المحافظة، وإجبار التجار على دفع مبالغ مالية تحت مبرر دعم ما يسمونه «المجهود الحربي» بالميليشيات.
وأفاد شهود عيان بأن الميليشيات «أجبرت التجار في المحويت على دفع مبالغ مالية كبيرة بحجة (الزكاة) بعدما كانت تأخذها منهم بشكل شهري لما تسميه المجهود الحربي، ما تسبب في سخط شعبي في أوساط المواطنين والتجار، إضافة إلى إقدام الأعيان الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، على دفع أبناء المحافظة من الشباب والأطفال إلى الانضمام لصفوفهم والدفع بهم إلى جبهات القتال في تعز». وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «فرض الميليشيات للجبايات والمبالغ المالية الباهظة بشكل مستمر، وآخرها فرض مبالغ كبيرة كزكاة من التجار بقوة السلاح بعد إرسالها لحملة عسكرية، تسبب في نشوب مواجهات مسلحة في سوق الظاهر بمديرية الخبت بينما كانت الميليشيات تفرض المبالغ المالية على أحد التجار الذي رفض ذلك، وأدت الاشتباكات إلى سقوط جريحين من المواطنين الذين كانوا في السوق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.