انتقد الرئيس السوداني عمر البشير، في كلمته لقمة دول «الإيقاد»، إيواء دولة جنوب السودان المعارضة المسلحة، معتبرا الحرب الجارية في الدولة الوليدة مهددا للاستقرار في دول الجوار، ودعا الفرقاء الجنوبيين إلى الالتزام باتفاقية السلام بمشاركة القوى الفاعلة كافة، مؤكدا استمرار دعم حكومته لدولة الجنوب، واستقبال اللاجئين الفارين من الحرب والمجاعة ومعاملتهم معاملة المواطنين.
وعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أول من أمس، قمة مجموعة دول «الإيقاد» الواحدة والثلاثين، والمتعلقة ببحث تطور الأوضاع في جنوب السودان، والتي استمرت ليوم واحد، بمشاركة الرؤساء؛ السوداني عمر البشير، والأوغندي يوري موسفيني، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، ونظيره الصومالي حسن علي خيري، والنائب الأول لرئيس جنوب السودان تعبان دينق، ووزيري خارجية كينيا أمينة محمد، وجيبوتي محمود علي يوسف.
وقال مدير الإدارة السياسية بالقصر الرئاسي السوداني عبد المليك البرير، في تصريحات صحافية بمطار الخرطوم أمس، عقب عودة البشير من المشاركة في القمة، إن خطاب السودان في القمة تضمن تأثير الأحداث في جنوب السودان على دول الجوار، ودعوته إلى تطبيق اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الفرقاء الجنوبيين، بمشاركة القوى الفاعلة كافة.
وجدد البشير، في كلمته، اتهامات السودان لجوبا بمواصلة دعم التمرد، وإيواء الحركات المسلحة، بما يهدد الأمن في البلاد، لا سيما في منطقة دارفور، والذي كشفته المعارك الأخيرة التي دارت في الإقليم، على الرغم من الدعم الذي يقدمه السودان للجنوب، واستضافة مئات الآلاف من اللاجئين ومعاملتهم معاملة المواطنين.
ووفقا للبرير، فإن البشير أجرى سلسلة لقاءات مع زعماء «إيقاد» على هامش القمة، تضمنت مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس «إيقاد» هايلي ماريام ديسالين، بحثا خلالها العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ولقاء مع رئيس الوزراء الصومالي الجديد حسن علي خيري، بحثا خلاله تطور الأحداث في الصومال والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.
وخلال القمة دعا رؤساء دول الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا، المعروفة اختصارا بـ«إيقاد»، الأطراف المتحاربة في دولة جنوب السودان إلى الالتزام بوقف إطلاق النار وإحياء عملية السلام المتعثرة.
وتدور في جنوب السودان حرب أهلية بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير ميارديت، والقوات المعارضة الموالية لنائبه السابق رياك مشار، تحولت إلى حرب قبلية بين عشيرتي «دينكا» التي يتحدر منها ميارديت، و«نوير» التي يتحدر منها مشار منذ عام 2013. وأدت إلى مقتل الآلاف والتسبب في موجات نزوح، ولجوء مئات الآلاف من مواطني الدولة الوليدة.
ودعا رئيس القمة الإثيوبي ديسالين الفرقاء إلى تجنب حسم النزاع عسكرياً، وحذر من التصعيد العسكري الذي تشهده الدولة، معتبرا التحدي الرئيسي الذي يواجه جنوب السودان هو تدهور الوضع الاقتصادي ونقص التمويل، وقال إن القمة تستهدف دعم الجنوب بمواجهة الأوضاع الحرجة وإحياء تنفيذ اتفاق السلام.
من جهته، فإن النائب الأول لرئيس جنوب السودان، تعبان دينق، اعتذر للقمة عن غياب الرئيس سلفا كير ميارديت، بسبب انشغالات داخلية، معتبرا نقص التمويل وعدم وجود مانحين أسهما في تدهور اقتصاد بلاده، وأديا إلى إعاقة تنفيذ اتفاقية السلام. وعلى الرغم من أن الاتفاق قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، فإن دينق رفض عودة مشار لجنوب السودان، معتبرا عودته بمثابة «كارثة».
البشير ينتقد إيواء جنوب السودان الحركات المسلحة الدارفورية
جدد تعهده بدعم حكومة جوبا ومعاملة اللاجئين كمواطنين
البشير ينتقد إيواء جنوب السودان الحركات المسلحة الدارفورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة