لجنة في البرلمان المصري تقر اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية

لجنة في البرلمان المصري تقر اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية
TT

لجنة في البرلمان المصري تقر اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية

لجنة في البرلمان المصري تقر اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية

أقرت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية في البرلمان المصري أمس بأغلبية 35 صوتا واعتراض 8 أعضاء اتفاقية تعيين الحدود البحرية، الموقعة بين مصر والسعودية العام الماضي، حيث أحالها رئيس المجلس علي عبد العال، إلى لجنة الدفاع والأمن القومي، لإعداد تقرير بشأنها ورفعه إلى الجلسة العامة للتصويت عليها، واتخاذ قرار نهائي بشأنها.
وقال أعضاء بالبرلمان أمس إن «لجنة الأمن القومي، وهي اللجنة المختصة، ستقوم فقط بإعداد تقرير حول الاتفاقية، ثم يتم عرضه على الجلسة العامة فور انتهائها» مشيرين إلى أن «تلك الإجراءات لن تستغرق كثيراً، وأنه على الأرجح أن يتم حسم الاتفاقية الأسبوع المقبل».
ووقعت مصر والسعودية في 18 أبريل (نيسان) 2016 الماضي اتفاقية لتعيين الحدود، يتم بموجبها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر إلى السعودية.
وقال رئيس مجلس النواب إن «المجلس يستند في مناقشات اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية إلى الخرائط والوثائق الصادرة عن القوات المسلحة»، مضيفاً: «لا أعتد بأي مستندات إلا المقدمة من القوات المسلحة التي نحتمي بها ثم الجمعية الجغرافية والتي تعد من أقدم الجمعيات الجغرافية على مستوى العالم». وأكد عبد العال أن القوات المسلحة المصرية لا يمكن أن تفرط في ذرة من التراب الوطني، وأن من حارب واستشهد من أجل الوطن لا يمكنه التفريط فيه.
وفي السياق ذاته، قال المستشار عمر مروان وزير شؤون مجلس النواب إن الحكومة لا تتأخر عن عرض أو تقديم أي مستندات يتم طلبها، مشيراً إلى أن بعض النواب طلبوا وثائق ومستندات يعود تاريخها إلى عام 1840. والسؤال هو: ما جدوى هذه المستندات بعد صدور القرار الجمهوري في عام 1990 والذي يحدد النقاط الرئيسية للحدود المصرية والتي لا يوجد بها جزيرتا تيران وصنافير.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.