مشروعات سودانية للسكن الريفي باستخدام بدائل لمواد البناء

من خلال الاستفادة من تجارب عالمية

يتطلع الصندوق القومي للإسكان في السودان للاستفادة من تجارب الدول في العناية بمشروعات الإسكان («الشرق الأوسط»)
يتطلع الصندوق القومي للإسكان في السودان للاستفادة من تجارب الدول في العناية بمشروعات الإسكان («الشرق الأوسط»)
TT

مشروعات سودانية للسكن الريفي باستخدام بدائل لمواد البناء

يتطلع الصندوق القومي للإسكان في السودان للاستفادة من تجارب الدول في العناية بمشروعات الإسكان («الشرق الأوسط»)
يتطلع الصندوق القومي للإسكان في السودان للاستفادة من تجارب الدول في العناية بمشروعات الإسكان («الشرق الأوسط»)

في وقت وصل فيه سعر قطعة الأرض إلى مستويات قياسية، مقارنة بكبريات العواصم العربية والأوروبية، يعتزم الصندوق القومي للإسكان في السودان تنفيذ مشروعات للسكن الريفي المنتج، وتطبيق نماذج للسكن التعاوني والادخار السكني، وذلك بالاستفادة من تجارب متنوعة من دول العالم، خصوصاً التي تستخدم تقنيات بدائل مواد البناء.
كما يعتزم الصندوق، بالتعاون مع الاتحاد العربي للاستثمار العقاري، تنفيذ مشاريع إسكان الحلول المتكاملة، الذي يشتمل بجانب توفير المأوى على توفير سبل كسب العيش من مشروعات للإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي وغيره.
وأوضح الدكتور عبد الرحمن الطيب، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير بالإنابة، أن الصندوق يسعى عبر مشاريع السكن الريفي وسكن الحلول المتكاملة إلى تقوية الشراكات الخارجية للاستفادة من الاستثمارات والخبرات الأجنبية المتوقعة بعد الرفع الكلي للعقوبات الاقتصادية الأميركية عن السودان، الشهر المقبل.
واعتبر الطيب، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن خطط وبرامج الصندوق تهدف إلى أن يكون الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري داعماً أساسياً لمشروعات الإسكان والتطوير العقاري بالسودان خلال الفترة المقبلة، باعتباره دولة المقر. كما أن السودان يتبوأ مقاعد قيادية بالصندوق، في مقدمتها تولي دكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام، مهام النائب الأول لرئيس الاتحاد، فضلاً عن تولي السودان لموقع الأمين العام للاتحاد.
وأشار الطيب إلى أن مشاريع السكن الريفي وسكن الحلول المتكاملة، والسكن عامة، تم اعتماده ضمن مشروعات الدولة وخطتها الاستراتيجية الثالثة للأعوام 2017 حتى 2020، مبيناً أن اجتماع المجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي بالسودان، الذي عقد الأسبوع الماضي، تم خلاله تقييم الخطة الخمسية الثانية، ومحاور الخطة الاستراتيجية الثالثة.
وأضاف أن الاجتماع كان ناجحاً، وتم فيه تبادل الآراء والأفكار، والاتفاق على رؤية استراتيجية للفترة المقبلة، متوقعاً أن يشهد الصندوق، في إطار تنفيذ الخطة الاستراتيجية الثالثة، تصاعداً في الأداء، بالاستفادة من التجارب السابقة، وما توليه الدولة من عناية لمشروعات الإسكان، مشيداً بالتعاون القائم بين الصندوق والأمانة العامة للتخطيط الاستراتيجي في هذا الشأن، والدور الذي تضطلع به الأمانة، وجهودها لجعل الخطة الاستراتيجية حاكمة لكل أداء الدولة. وفي أقصى غرب البلاد، بولاية دارفور، أعلن الصندوق القومي للإسكان والتعمير أن الفترة المقبلة ستشهد تحريك ملف مشروعات الإسكان بالولاية، والبدء في تنفيذ المرحلة الأولى للإسكان بسعة 500 وحدة سكنية بالفاشر. وقال المهندس محمود أبو الحسن، مدير صندوق الإسكان والتعمير بشمال دارفور، إن الأولوية في عمل الصندوق بالولاية ستكون للتنسيق مع الصندوق القومي للإسكان والتعمير بالخرطوم، لإنشاء محفظة للتمويل المصرفي من البنوك العاملة في الولاية، مشيراً إلى أن كل الترتيبات الإدارية والفنية قد اكتملت لقيام المحفظة. يذكر أن الصندوق القومي للإسكان قد حصل الشهر الماضي على تعهدات من الاتحاد التركي للاستثمار العقاري والتجاري (الموصياد) ببناء 20 ألف وحدة سكنية، وذلك لسد الفجوة السكنية في السودان المقدرة بنحو 2.5 مليون وحدة.
ووقع الصندوق القومي للإسكان والتعمير بالسودان أخيراً اتفاقاً مع شركتين تركيتين تابعتين لبلدية إسطنبول متخصصتين في «المدن الذكية» التي تعتمد على تقنية الليزر في المخططات الهيكلية للمساكن.
وتتخصص الشركتان التركيتان في إعداد المخططات العقارية والسكنية، وتوفير الخدمات الأساسية والمرافق التعليمية والصحية والمساجد، ومواقف المواصلات، بجانب عملها في مجال توفير الأراضي وتخطيطها، والتشييد، وتسليم الوحدات لمستحقيها، إلى جانب إدارة خدمات ما بعد البيع والتسليم. وستقدم الشركتان امتيازات للمتعاملين معها، حيث يتم عبرها البيع للوحدات بدفع 20 في المائة من المبلغ الكلي مقدماً، والباقي دون فوائد لمدة 5 سنوات.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».