الحكم على المعارض الروسي نافالني بالسجن 30 يوماً

المعارض الروسي اليكسي نافالني لحظة اعتقاله (رويترز)
المعارض الروسي اليكسي نافالني لحظة اعتقاله (رويترز)
TT

الحكم على المعارض الروسي نافالني بالسجن 30 يوماً

المعارض الروسي اليكسي نافالني لحظة اعتقاله (رويترز)
المعارض الروسي اليكسي نافالني لحظة اعتقاله (رويترز)

أصدر القضاء الروسي مساء أمس (الاثنين)، حكماً بالسجن لمدة 30 يوماً بحق أليكسي نافالني، المعارض الأول للكرملين، الذي اعتقل صباحاً مع أكثر من 1500 من أنصاره، خلال مظاهرات دعا إليها في مختلف أنحاء البلاد للاحتجاج على فساد الحكومة.
وقالت كيرا لارميش، المتحدثة باسم نافالني، في تغريدة على «تويتر»: «العقوبة: 30 يوماً»، وذلك بعدما دانت المحكمة المعارض البالغ من العمر 41 عاماً بسبب تنظيمه مظاهرات غير مرخص لها ورفضه الانصياع لأوامر قوات الأمن.
وسارع المدون المعارض للفساد، الذي اعتقل لدى خروجه من منزله متوجهاً للمشاركة في مظاهرة في وسط العاصمة، إلى التعليق بسخرية على الحكم الصادر بحقه. وكتب على «تويتر»: «لم يكتفوا بأن سرقوا البلد بأسره، بل إنني بسببهم سأفوّت علي حفل ديبيش مود في موسكو» المقرر في مطلع يوليو (تموز) المقبل.
وكان المعارض الروسي أعلن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية السنة المقبلة، داعياً الأجيال الجديدة إلى التظاهر في الشارع عبر حملة إلكترونية قوية. وهزت مقاطع الفيديو المناهضة للفساد التي ينشرها نافالني مؤسسات كبيرة في روسيا ودفعت بجيل جديد للاهتمام بالسياسة.
من جهتها أعلنت متحدثة باسم منظمة «أو في دي - إنفو» غير الحكومية أن أكثر من 1500 من أنصار نافالني اعتقلوا أمس (الاثنين) خلال التظاهرات التي شهدتها مدن روسية كثيرة، ولا سيما موسكو، حيث أحصت المنظمة اعتقال 823 شخصاً، تليها بطرسبورغ، حيث بلغ عدد الموقوفين 600 شخص، محذرة من أن هذا الرقم «مؤقت ومرشح للارتفاع». وأشارت إلى عدة اعتقالات في مدن بالأقاليم الروسية مثل فلاديفوستوك (أقصى الشرق) وجيب كاليننغراد (البلطيق) مروراً بنوريلسك (أقصى الشمال) وسوتشي (جنوب).
ويعتبر هذا ثاني تحرك احتجاجي ضخم منذ 26 مارس (آذار) الماضي، حين أوقفت السلطات نافالني وأكثر من ألف شخص أثناء أكبر مظاهرة غير مرخص لها تنظم منذ أعوام في روسيا وشارك فيها عدد كبير من الشباب. وجرت مظاهرات أيضاً في أنحاء البلاد بعدما نشر المعارض تسجيل فيديو اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بالفساد، مؤكداً أنه يدير إمبراطورية عقارية يمولها رجال أعمال أثرياء عبر مؤسسات مشبوهة.
وفي المواقف الدولية، دعا المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الحكومة الروسية إلى «الإفراج الفوري عن جميع المحتجين السلميين» الذين اعتقلوا في المسيرات التي عمت البلاد، معتبراً أن «الشعب الروسي يستحق حكومة تدعم التعبير عن الأفكار بحرية والحكم الشفاف الخاضع للمساءلة والمعاملة العادلة بموجب القانون والقدرة على ممارسة الحقوق دون خوف من العقاب».
وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني عن «قلقه» حيال اعتقال نافالني فيما نددت منظمة العفو الدولية بـ«مشاهد مقلقة» لأعمال عنف بحق المتظاهرين، فيما نددت الدبلوماسية الأوروبية بـ«احتجاز مئات المتظاهرين السلميين والعنف الذي استخدمته السلطات الروسية ضدهم في موسكو وسان بطرسبورغ ومدن أخرى في البلاد». وأضافت: «ننتظر من السلطات الروسية أن تفرج فوراً عن المتظاهرين السلميين والأشخاص الذين أرادوا ممارسة حقوقهم الأساسية».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.