تجري صحيفة «ليكيب» الفرنسية استطلاعا للرأي على موقعها على شبكة الإنترنت في الوقت الحالي، وتمنح المشجعين الفرصة لكي يضعوا أنفسهم مكان المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديديه ديشامب ويختاروا 23 لاعبا يقودون الفريق في نهائيات كأس العالم الصيف المقبل.
ودخل نحو 300 ألف شخص على الموقع لاختيار التشكيلة المفضلة في كل مركز من بين قائمة طويلة من اللاعبين.
ولم يكن غريبا أن يأتي مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني أنطوان غريزمان في المقدمة، حيث حصل على أكثر من 99 في المائة من اختيارات المصوتين. وجاء بعده لاعب لم يكن قد فاز بمباراته الدولية الثالثة مع منتخب فرنسا حتى يوم الجمعة الماضية بنسبة تصويت بلغت 97 في المائة، وهو اللاعب الشاب كيليان مبابي، بفضل الأداء القوي الذي قدمه خلال الموسم المنتهي قبل أيام والذي جعله الفتى الذهبي الجديد لكرة القدم الفرنسية.
وقد جلس هذا اللاعب الموهوب للغاية والذي لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره على مقاعد البدلاء في آخر مباراتين للمنتخب الفرنسي: كانت الأولى هي المباراة الودية أمام الباراغواي، ثم المباراة التي شهدت خسارة مفاجئة لمنتخب فرنسا أمام السويد في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، والتي شارك فيها مبابي كبديل في وقت متأخر ولم تتح له الفرصة لترك بصمة كبيرة.
ربما سيحصل مبابي على فرصة أكبر خلال مباراة المنتخب الفرنسي الودية أمام نظيره الإنجليزي اليوم.
وأوضح ديشامب أن فرص مبابي في اللعب أساسيا أمام إنجلترا كبيرة وأنه لم يفعل ذلك أمام السويد لتأثر المهاجم الشاب بإصابة بسيطة. وقال ديشامب: «مستعد لإشراكه أساسيا في المباراة، سبق له القيام بذلك أمام إسبانيا، أنه لاعب شاب إلا أن ذلك لم يمنعنه من أن يظهر مع ناديه، أكان في بطولة فرنسا أو دوري أبطال أوروبا، إنه يقدم أداء جيدا ويصنع الفارق وسيكون قادرا على القيام بذلك مع المنتخب».
وينظر إلى مبابي على أنه جوهرة سوق الانتقالات الصيفي بعد تألقه اللافت محليا وقاريا في صفوف فريقه الموسم الفائت.
وذكرت تقارير صحافية أن أكثر من ناد أوروبي تقدم بعرض فاق المائة مليون يورو للحصول على خدمات مبابي لكن حتى الآن لم يظفر أي منها بالعصفور النادر. وهناك رغبة كبيرة من الجماهير في أن يلعب هذا المهاجم الشاب إلى جوار غريزمان في الخط الأمامي للديوك الفرنسية، لكن هل حان الوقت للدفع بالجيل الجديد في كرة القدم الفرنسية؟ وهل يعد الوقت مناسبا الآن للتخلي عن فريق قادت معظم عناصره المنتخب الفرنسي للوصول إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2016؟ لقد طرحت هذه الأسئلة بقوة بعد هزيمة المنتخب الفرنسي أمام السويد، حيث يسعى الفرنسيون لفهم كيف لفريق بهذه العناصر أن يفقد صدارة المجموعة الأولى في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم!.
لقد سيطرت فرنسا على مجريات اللقاء أمام السويد وضغطت من أجل إحراز هدف الفوز، لكن المنتخب السويدي أحرز هدفا قاتلا في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء ليحصل على نقاط المباراة الثلاث ويتصدر المجموعة بفارق الأهداف.
لقد تحولت التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم فجأة إلى عملية مليئة بالضغوط بشكل أكبر مما كان يتوقعه المنتخب الفرنسي، للدرجة التي جعلت ديشامب يبدو متوترا ويتحدث عن ضرورة الفوز في جميع اللقاءات المتبقية في التصفيات.
وسرعان ما تغيرت نغمة الحديث عن المنتخب الفرنسي، بعد أن كان من المفترض أن يتحدث الجميع خلال الأشهر القليلة المقبلة عن ضرورة إدخال عناصر شابة بالتدريج وأن يبتعد ديشامب عن اللاعبين القدامى الذين يثق بهم ويعتمد بصورة أكبر على اللاعبين الشباب. لكن الآن باتت هناك مطالب بأن يدخل لاعبو الجيل الجديد للتشكيلة الأساسية بأسرع وقت ممكن، وأولهم اللاعب الشاب الصاعد بسرعة الصاروخ مبابي وصاحب اللمسات الرائعة توماس ليمار والمراوغ الممتاز عثمان ديمبلي، والاعتماد عليهم في الوقت الحالي وليس في المستقبل. ويقدم هؤلاء اللاعبون مستويات رائعة وهم على استعداد للدفاع عن ألوان المنتخب الفرنسي، لكن ديشامب يتعرض لضغوط كبيرة من أجل أن يحدث قدرا من التوازن بين ما يقدمه هؤلاء اللاعبون وبين الجيل القديم الذي يثق به.
وفي السويد، رأى ديشامب أن المباراة ستكون قوية للغاية من الناحية البدنية والتكتيكية، لكنه لم يتحلى بالجرأة المطلوبة، فرغم أنه أشرك مدافعين رائعين في الخط الخلفي يلعبان سويا في نادي موناكو وهما بينجامين ميندي وجبريل سيديبي، فإنه لعب بشكل متحفظ للغاية في الناحية الهجومية. لكن كيف يعتمد ديشامب على موسى سيسوكو؟ فقد وجد اللاعب، الذي كان يشارك كبديل مع توتنهام هوتسبير، صعوبة كبيرة في مجاراة قوة وصعوبة المباراة بين المنتخبين.
وسيتعين على ديشامب أن يجد إجابات لكثير من التساؤلات وهو يعمل على إدخال الجيل الجديد من اللاعبين ضمن تشكيلة المنتخب الفرنسي، فهل يعتمد على سيسوكو الذي قضى موسما على مقاعد البدلاء مع توتنهام هوتسبير، أم ديمبلي؟ وهل يدفع بأوليفر جيرو بهذا التناقض الغريب بين مستواه في كثير من الأحيان وسجله التهديفي الرائع - حيث سجل 17 هدفا في آخر 17 مباراة شارك فيها أساسيا مع منتخب فرنسا، بما في ذلك هدفه الرائع في مرمى السويد - أم يعتمد على الشاب الرائع مبابي؟ وهل يدفع بديمتري باييه، الذي كان أبرز لاعبي المنتخب في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الماضية واستعاد جزءا كبيرا من أدائه بعد هبوط مستواه في منتصف الموسم، أم على ليمار؟
بات لدى فرنسا رفاهية الاختيار بين عدد كبير من اللاعبين الممتازين، لكن سيواجه ديشامب معضلة بين الاعتماد على اللاعبين الذين يثق في قدراتهم أو الدفع باللاعبين الشباب. وأصبح هذا الموضوع محط اهتمام وتركيز أكبر من ذي قبل بسبب التغير الذي طرأ على سيناريو التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
ويتأهل متصدر كل مجموعة إلى نهائيات كأس العالم مباشرة، لكن فرنسا تحتل المركز الثاني خلف السويد بفارق الأهداف، في الوقت الذي يتبقى فيه أربع مباريات في التصفيات.
وعقب الهزيمة أمام السويد، طرح الصحافي الفرنسي، فينسينت دولوك، سؤالا عن العمر المفترض لأي فريق. صحيح أن ديشامب لن يتخلى عن الفريق الذي خاض نهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2016. والذي يشكل النواة الحقيقية للفريق الذي يشارك في التصفيات الحالية، لكن الوجوه الجديدة مستعدة وتنتظر الحصول على فرصة. وسيكون أداء اللاعبين الشباب في المباراة الودية أمام إنجلترا بمثابة مؤشر على مدى اعتماد ديشامب عليهم في المستقبل.
الفرنسيون يطالبون بدور أكبر لمبابي مع المنتخب
بعد الخسارة أمام السويد في تصفيات كأس العالم
الفرنسيون يطالبون بدور أكبر لمبابي مع المنتخب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة