السودان: الجيش الشعبي يدعم إقالة رئيس الحركة وتعيين الحلو في منصبه

إطاحة عقار وعرمان وحرمانهما من دخول الأراضي التي تسيطر عليها الحركة

السودان: الجيش الشعبي يدعم إقالة رئيس الحركة وتعيين الحلو في منصبه
TT

السودان: الجيش الشعبي يدعم إقالة رئيس الحركة وتعيين الحلو في منصبه

السودان: الجيش الشعبي يدعم إقالة رئيس الحركة وتعيين الحلو في منصبه

دعت الحركة الشعبية – الشمال نائب رئيسها الأسبق عبد العزيز الحلو لقبول رئاسة الحركة وقيادة جيشها المعروف باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، كما دعت بقية عضويتها وقياداتها للالتفاف حوله، بوصفه معبراً عن تطلعات ورغبات المهمشين.
وقرر مجلس تحرير جبال النوبة، الذي يمثل القيادة العسكرية للحركة أول من أمس، تكليف نائب الرئيس المستقيل عبد العزيز آدم الحلو برئاسة الحركة وقيادة الجيش الشعبي، بعد أن أقال في اجتماع عقده قبل يومين رئيس الحركة مالك عقار، وأمينها العام ياسر سعيد عرمان، ومنعهما من دخول المناطق التي تسيطر عليها في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتطلق عليها «المناطق المحررة».
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة والجيش الشعبي، أرنو نقولتو لودي، في بيان صادر أول من أمس: إن مجلس التحرير سبب إقالة كل من رئيس الحركة الشعبية السابق مالك عقار، وأمينها العام ياسر عرمان؛ لأنهما رفضا إدراج «حق تقرير المصير» لجبال النوبة في مفاوضاتهما مع الحكومة، ورفضهما قرارات مجلس التحرير السابقة، ومسؤولية عقار المسؤولية عن الأحداث الدامية التي شهدتها الحركة الشعبية في منطقة النيل الأزرق الأسبوع الماضي.
واعتبر البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قرارات مجلس التحرير الصادرة في السابع من يونيو (حزيران) الحالي، قرارات مصيرية، وتابع موضحا «لقد انتظرتها جماهير الحركة الشعبية بشغف لفترة طويلة لإصلاح المسار»، وتوجيها للحركة «لتحقق رغبات وتطلعات المهمشين».
وأعلن لودي، أن القرار الذي اتخذ جاء تعضيداً لقرار سابق أصدره مجلس تحرير النيل الأزرق بإقالة عقار وعرمان، وأن مجلسه اتخذه حرصاً على ما أطلق عليه «رؤية السودان الجديد ووحدة الحركة الشعبية»، ودعا باسم الحركة وجيشها عبد العزيز آدم الحلو لقبول التكليف والمهمة التي أوكلت له بقوله «نتمنى قبول الرفيق الفريق عبد العزيز آدم الحلو بتكليفه بهذه المهمة الصعبة، في هذا الوقت الحرج من تاريخ نضال الشعبي السوداني، وكلنا ثقة بأنه أهل لهذا التكليف لقيادة السفينة إلى بر الأمان».
ودون أن يحدد أشخاصاً بعينهم، دعا بيان لودي من أطلق عليهم «الرفاق الآخرين» للمساهمة والوقوف مع القيادة الجديدة، وناشد عضوية الحركة والحادبين على مشروع السودان الجديد لتقديم الدعم والمساهمة بالأفكار والآراء.
وتعهد البيان بأن تكون المرحلة المقبلة تحت القيادة الجدية تأسيساً للحركة الشعبية على المستويات كافة، وتابع: «ما زال مشروع السودان الجديد محتفظاً ببريقه، وهو البديل الأفضل لحل الأزمة السودانية».
وجاءت التطورات بعد ساعات من الإفراج عن رسالة بعث بها عقار لقيادات الحركة، حدثهم فيها مطولا عن خلافاته مع الحلو، واتهمه فيها بشق صف الحركة، وأعلن خلالها عزم الحلو لعقد اجتماع لمجلس التحرير، وهو الاجتماع الذي تقرر فيه إقالته والأمين العام عرمان، واعتبر عقد الاجتماع غير قانوني.
لكن الاجتماع انعقد أول من أمس، وقرر إقالة عقار من منصبه رئيسا للحركة وقائدا لجيشها، وتجريده من كافة صلاحياته وامتيازاته، ومنع دخوله والأمين العام عرمان للأراضي التي تسيطر عليها. وفي الوقت ذاته، اعتمد المجلس نائب رئيس الحركة عبد العزيز الحلو رئيساً وقائداً عاماً لجيشها، وكلفه بمهمة إكمال الهياكل القومية للحركة لحين عقد مؤتمرها العام.
وأيد الاجتماع قرارات مجلس تحرير النيل الأزرق، وحمل كل من عقار وعرمان المسؤولية عن الأحداث التي شهدها الإقليم، وما صاحبها من اشتباكات أواخر الشهر الماضي بين مجموعات بقيادة مالك عقار، وفصائل انشقت عنه، وأعلنت عزله عن قيادة الجيش، وانتقلت تلك المعارك إلى معسكرات النازحين، واتخذت طابعاً قبلياً تضمن التحريض ضد مجموعات إثنية ضد الأخرى، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
ولم يتسن الحصول على تصريحات مباشرة من عقار أو عرمان، إلا أن المتحدث باسم ملف السلام والموالي للرجلين مبارك أردول، بث تصريحات اعتبر فيها ما حدث سعياً واضحاً من الحلو من أجل السلطة، و«تنصيب نفسه رئيسا عبر تزوير وسطو على قرار الجماهير».
واعتبر أردول القرارات التي أقيل بموجبها كل من عقار وعرمان «مجرد إرضاء لطموح الرفيق الحلو السلطوية والذاتية»، ووصف تلك القرارات بأنها «طبخة نية»، وقطع بأنهم – دون أن يعرف – لن يقبلوا هذا الحكم، وقال إن «نقطة الضعف الرئيسية التي تلازمكم حيثما حللتم هي أنكم حكمتم على الفور دون الاستماع لطرف آخر، وهذه طبخة نية، وتعنّتم لإجبارنا للقبول بحكمهم، لا وألف لا لسنا من تملى علينا القرارات، فإذا أنتم من تقررون في مصير الثورة وحدكم، فلِمَ تريدوننا نبصم لكم».
ودعا أردول في رسالته إلى تنازل الحلو من القيادة لأجيال جديدة في الحركة، مقترحاً رئيس أركان الجيش الشعبي جقود مكوار وعزت كوكو لتولي مهام القيادة، وقال: «الوقت مناسب لفعل ذلك، ليقودوننا بدورهم للمؤتمر العام».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».