توقفت الحرب الأهلية في سوريا والناس يعودون إلى منازلهم، وبدأت عمليات إعادة الإعمار، هذا ما قالته وزارة الدفاع الروسية أمس، على لسان الجنرال سيرغي رودسكوي، رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة للجيوش الروسية. واتهمت الوزارة الولايات المتحدة وميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» بالتآمر مع تنظيم داعش الإرهابي لوقف تقدم النظام السوري في «حربه ضد الإرهاب». في حين عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قناعته بأن التوتر السياسي الداخلي في الولايات المتحدة يعرقل العمل على حل المشكلات الدولية، بما في ذلك الأزمة السورية.
وكالة «ريا نوفوستي» نقلت أمس عن الجنرال رودسكوي قوله، إن «الحرب الأهلية في سوريا تم إيقافها عملياً»، وأكد أن الوضع في البلاد شهد تحسناً ملموساً بعد التوقيع في آستانة على مذكرة مناطق خفض التصعيد، وزعم أن «بدء العمل بالمذكرة سمح بإطلاق أعمال إعادة إعمار للأحياء التي دمرتها الحرب، ولا تخضع لسيطرة المنظمات الإرهابية». وذهب أبعد من ذلك حين أكد أن الناس يعودون إلى «المدن المحررة»، ويجري إعادة تأهيل للجميعات الزراعية، ومنشآت الطاقة، وعقد المواصلات، والطرق، ويتم ضخ المياه في قنوات الري. ويؤكد مراقبون أن الهدوء النسبي عاد إلى عدد من المناطق في سوريا، ويعزون ذلك إلى «المصالحات» التي فرضها النظام بوساطة روسية تارة وإيرانية تارة أخرى، على مناطق سيطرة المعارضة السورية، وانتهت بتهجير سكان تلك المناطق مع قوات المعارضة. وقد أشار رودسكوي في تصريحاته أمس إلى أن عملية خروج المسلحين من حمص قد انتهت «وخلال شهرين خرج نحو 20 ألف شخص بينهم 7 آلاف مسلح» حسب قوله، ويقصد عملية التهجير الأخيرة التي طالت أبناء حي الوعر.
ومن جانب آخر، اتهم المسؤول العسكري الروسي قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بعرقلة «القوات الحكومية عن القضاء على الإرهابيين»، وقال إن «التحالف الذي أعلن أن هدفه التصدي للإرهاب الدولي، يوجه ضربات ضد القوات السورية، ويسمح لمقاتلي (داعش) بالعبور من المناطق المحاصرة دون أي عراقيل، ويسمح بهذا الشكل بتعزيز قوى المجموعات الإرهابية في مناطق تدمر ودير الزور». وأضاف أن روسيا تنتظر من «الشركاء في التحالف الدولي أن يتخذوا التدابير اللازمة لعدم السماح بحالات كهذه»، ويقصد القصف الأميركي لقوات موالية للنظام قرب التنف. وتوقف رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية عند حدود مناطق خفض التصعيد وآليات المراقبة فيها، وقال إنه من المخطط أن يتم تثبيت كل هذه المسائل خلال لقاء «آستانة - 5»، ولم يفته أن يطلق على اللقاء صفة «اللقاء الدولي الخامس حول سوريا في آستانة»، وقال إن لجنة عمل مشتركة تم تشكيلها بموجب المذكرة، تعمل بنشاط، وأكد أن «اللجنة عقدت ثلاث جلسات، تم خلالها وضع الخرائط التي تحدد مناطق خفض التصعيد، والشريط الأمني في محيطها»، وأضاف أن «العمل للتوافق عليها يشارف على الانتهاء» لافتاً في الوقت ذاته إلى «صياغة مشروع فقرات حول لجنة العمل المشتركة».
في شأن متصل، عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قناعته بظهور ما يدعو للتفاؤل حول الأزمة السورية. وقال في كلمته أمام قمة دول منظمة شنغهاي للتعاون في آستانة أمس، إن «مواقف تبعث الأمل ظهرت مؤخراً في تطورات الأزمة السورية»، وأشار إلى أن «هذا متصل بصورة مباشرة مع إطلاق سلسلة لقاءات دولية دورية، هنا في آستانة برعاية روسية - تركية - إيرانية»، ووصف الاتفاق على وقف إطلاق النار بين المعارضة والنظام، وإقامة مناطق خفض تصعيد في سوريا بـ«الإنجاز الأهم لعملية آستانة»، وأعرب عن قناعته بأن تلك النتائج «خلقت فرصة واقعية لتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، ودفع عملية المفاوضات السورية في جنيف».
{الدفاع الروسية}: الحرب في سوريا توقفت وواشنطن متآمرة مع تنظيم «داعش»
{الدفاع الروسية}: الحرب في سوريا توقفت وواشنطن متآمرة مع تنظيم «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة