«حزب الله» والنظام السوري على تماس مع «قسد» في الرقة

اليونيسيف: 40 ألف طفل عالقون في ظروف بالغة الخطورة في المدينة

نازحون سوريون فروا من حكم «داعش» في الرقة يتجهون إلى جرابلس على الحدود مع تركيا (إ ب أ)
نازحون سوريون فروا من حكم «داعش» في الرقة يتجهون إلى جرابلس على الحدود مع تركيا (إ ب أ)
TT

«حزب الله» والنظام السوري على تماس مع «قسد» في الرقة

نازحون سوريون فروا من حكم «داعش» في الرقة يتجهون إلى جرابلس على الحدود مع تركيا (إ ب أ)
نازحون سوريون فروا من حكم «داعش» في الرقة يتجهون إلى جرابلس على الحدود مع تركيا (إ ب أ)

باتت «مجموعات النمر»، التي يقودها سهيل الحسن العميد في قوات النظام السوري، وقوات النخبة في «حزب الله»، على تماس مع ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، في ريف محافظة الرقة الغربي، بعد انتزاعهم في الساعات الماضية نحو 20 قرية وبلدة في المنطقة من تنظيم داعش. غير أن مسؤولين أكراداً قللوا من أهمية الموضوع ووضعوه، كما وضعه أيضاً مصدر عسكري سوري تحدثت إليه وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، في إطار سعي النظام وحلفائه لملاحقة عناصر تنظيم داعش لـ«ضمان أمن ريف محافظة حلب، والتضييق على التنظيم داخل معقله في الرقة».
هذا، ولم تؤثر التطورات في الريف الغربي للرقة على سير العمليات العسكرية داخل المدينة، بحيث أكد مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط» نجاح «قسد» بالتقدم على 3 محاور، والسيطرة على حي المشلب والجزرة والفرقة 17، متحدثاً عن «اشتباكات قوية يتم خلالها استخدام كل أنواع الأسلحة الصاروخية والطيران والمدفعية». وأدّى تكثيف التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، من غاراته على الرقة وضواحيها إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين، بينما نبهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن «هناك أكثر من 40 ألف طفل لا يزالون عالقين في ظروف خطرة للغاية داخل المدينة»، وتحدثت المنظمة عن تقارير حول «مقتل 25 طفلاً، وإصابة آخرين في أعمال العنف الأخيرة في الرقة». ونشر الناشط السوري هادي العبد الله، ليل الخميس - الجمعة، صوراً قال إنها تُظهر قصف التحالف الدولي لمدينة الرقة بـ«الفوسفور الأبيض والقنابل الحارقة».
من ناحية أخرى، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«أ.ف.ب»، إن «التحالف الدولي استهدف طوال ليل الخميس مدينة الرقة وضواحيها بالغارات الكثيفة، والقصف لا يزال مستمراً الجمعة»، لافتاً إلى أن «23 مدنياً قتلوا بعد تنفيذ طائرات التحالف غارتين جويتين على الرقة وأطرافها». ومن بين القتلى، وفق المرصد، 15 شخصاً قضوا في غارة استهدفت مقهى للإنترنت في ضاحية جزرة، غرب المدينة.
ومن جهته، وصف أبو محمد، من حملة «الرقة تذبح بصمت» التي تنشط سراً في المدينة وتوثق انتهاكات «داعش»، قصف التحالف بـ«غير الطبيعي»، وأشار إلى ازدياد الأوضاع الإنسانية سوءاً في المدينة، في ظل انقطاع المياه والكهرباء، ولفت إلى أن المحلات التجارية تفتح أبوابها «ساعة أو ساعتين» فقط.
وميدانياً، أفاد المرصد أن «قسد»، المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية، تمكنت يوم أمس من التقدم في غرب مدينة الرقة، والسيطرة على أجزاء من ضاحية الجزرة، الواقعة بالقرب من الضفاف الشمالية لنهر الفرات، في حين لا تزال الاشتباكات متواصلة بعنف في الجانب الشرقي من ضاحية الجزرة، حيث لا يزال تنظيم داعش يسيطر على هذا الجانب. وأوضح أن هذا التقدم في الجهة الغربية يتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين في الأطراف الغربية لحي المشلب، شرق مدينة الرقة، الذي سيطرت «قسد» عليه بشكل شبه كامل، لكن الكتل السكنية في غرب الحي، من جهة حي الصناعة، لا تزال تحت سيطرة «داعش».
وفي الريف الغربي للرقة، أشار «المرصد» إلى استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات بين قوات النظام بقيادة مجموعات النمر، وبدعم من قوات النخبة في «حزب الله»، وعناصر «داعش». وذكر «المرصد» أنّه رصد «توغلاً» للطرف الأول خلال الـ24 ساعة الماضية إلى عمق محافظة الرقة، بعد نحو 48 ساعة من تمكنه من اجتياز الحدود الإدارية للرقة مع محافظة حلب، ودخول أول قريتين، وهما خربة محسن وخربة السبع، في أقصى غرب الرقة. وقال إن «هذا التوغل مكن قوات النظام و(حزب الله) من استعادة مساحة جغرافية تقدر بنحو 500 كلم مربع من ريف الرقة الغربي، والسيطرة على نحو 20 قرية وبلدة، لتصل إلى تماس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بحيث لم يعد يفصل بينهما إلا امتداد مائي من نهر الفرات». وأكد الإعلام الرسمي السوري تقدم الجيش السوري في ريف الرقة الغربي. وقال مصدر عسكري سوري لـ«أ.ف.ب» إن «تقدم الجيش السوري في محافظة الرقة يهدف إلى ضمان أمن ريف حلب (المحاذي) من هجمات (داعش)، والتضييق عليه داخل معقله في الرقة».
وفي هذا الصدد، قال رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحصل في ريف الرقة الغربي تطور كبير وخطير، لافتاً إلى أن النظام يسعى هناك لرسم خطوط النفوذ في المنطقة، في حين علّق مصدر قيادي في «قسد»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على الموضوع قائلاً: «لا يمكن الحديث عن وصول قوات النظام إلى نقطة تماس مع قواتنا. هم فقط دخلوا حدود الرقة الإدارية من الجهة الغربية، وتنحصر مهمتهم بملاحقة فلول (داعش)، ولا خطر من إقحام أنفسهم بعملية تحرير مدينة الرقة».
في هذا الوقت، أعلنت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ» مقتل 15 شخصاً، وإصابة أكثر من 20 آخرين من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، جراء تفجير عربة مفخخة في تجمع لهم بريف حلب الشرقي يوم أمس (الجمعة). ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية سورية معارضة أن «داعش» استهدف بسيارة مفخخة تجمعاً لقوات النظام على أطراف قرية محمد ديب، جنوب بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، «سقط خلاله 15 قتيلاً و22 جريحاً، كما دمرت 4 آليات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.