باتت «مجموعات النمر»، التي يقودها سهيل الحسن العميد في قوات النظام السوري، وقوات النخبة في «حزب الله»، على تماس مع ميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية»، ذات الغالبية الكردية، في ريف محافظة الرقة الغربي، بعد انتزاعهم في الساعات الماضية نحو 20 قرية وبلدة في المنطقة من تنظيم داعش. غير أن مسؤولين أكراداً قللوا من أهمية الموضوع ووضعوه، كما وضعه أيضاً مصدر عسكري سوري تحدثت إليه وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب)، في إطار سعي النظام وحلفائه لملاحقة عناصر تنظيم داعش لـ«ضمان أمن ريف محافظة حلب، والتضييق على التنظيم داخل معقله في الرقة».
هذا، ولم تؤثر التطورات في الريف الغربي للرقة على سير العمليات العسكرية داخل المدينة، بحيث أكد مسؤول كردي لـ«الشرق الأوسط» نجاح «قسد» بالتقدم على 3 محاور، والسيطرة على حي المشلب والجزرة والفرقة 17، متحدثاً عن «اشتباكات قوية يتم خلالها استخدام كل أنواع الأسلحة الصاروخية والطيران والمدفعية». وأدّى تكثيف التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، من غاراته على الرقة وضواحيها إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين، بينما نبهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن «هناك أكثر من 40 ألف طفل لا يزالون عالقين في ظروف خطرة للغاية داخل المدينة»، وتحدثت المنظمة عن تقارير حول «مقتل 25 طفلاً، وإصابة آخرين في أعمال العنف الأخيرة في الرقة». ونشر الناشط السوري هادي العبد الله، ليل الخميس - الجمعة، صوراً قال إنها تُظهر قصف التحالف الدولي لمدينة الرقة بـ«الفوسفور الأبيض والقنابل الحارقة».
من ناحية أخرى، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، لـ«أ.ف.ب»، إن «التحالف الدولي استهدف طوال ليل الخميس مدينة الرقة وضواحيها بالغارات الكثيفة، والقصف لا يزال مستمراً الجمعة»، لافتاً إلى أن «23 مدنياً قتلوا بعد تنفيذ طائرات التحالف غارتين جويتين على الرقة وأطرافها». ومن بين القتلى، وفق المرصد، 15 شخصاً قضوا في غارة استهدفت مقهى للإنترنت في ضاحية جزرة، غرب المدينة.
ومن جهته، وصف أبو محمد، من حملة «الرقة تذبح بصمت» التي تنشط سراً في المدينة وتوثق انتهاكات «داعش»، قصف التحالف بـ«غير الطبيعي»، وأشار إلى ازدياد الأوضاع الإنسانية سوءاً في المدينة، في ظل انقطاع المياه والكهرباء، ولفت إلى أن المحلات التجارية تفتح أبوابها «ساعة أو ساعتين» فقط.
وميدانياً، أفاد المرصد أن «قسد»، المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية، تمكنت يوم أمس من التقدم في غرب مدينة الرقة، والسيطرة على أجزاء من ضاحية الجزرة، الواقعة بالقرب من الضفاف الشمالية لنهر الفرات، في حين لا تزال الاشتباكات متواصلة بعنف في الجانب الشرقي من ضاحية الجزرة، حيث لا يزال تنظيم داعش يسيطر على هذا الجانب. وأوضح أن هذا التقدم في الجهة الغربية يتزامن مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين في الأطراف الغربية لحي المشلب، شرق مدينة الرقة، الذي سيطرت «قسد» عليه بشكل شبه كامل، لكن الكتل السكنية في غرب الحي، من جهة حي الصناعة، لا تزال تحت سيطرة «داعش».
وفي الريف الغربي للرقة، أشار «المرصد» إلى استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات بين قوات النظام بقيادة مجموعات النمر، وبدعم من قوات النخبة في «حزب الله»، وعناصر «داعش». وذكر «المرصد» أنّه رصد «توغلاً» للطرف الأول خلال الـ24 ساعة الماضية إلى عمق محافظة الرقة، بعد نحو 48 ساعة من تمكنه من اجتياز الحدود الإدارية للرقة مع محافظة حلب، ودخول أول قريتين، وهما خربة محسن وخربة السبع، في أقصى غرب الرقة. وقال إن «هذا التوغل مكن قوات النظام و(حزب الله) من استعادة مساحة جغرافية تقدر بنحو 500 كلم مربع من ريف الرقة الغربي، والسيطرة على نحو 20 قرية وبلدة، لتصل إلى تماس مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بحيث لم يعد يفصل بينهما إلا امتداد مائي من نهر الفرات». وأكد الإعلام الرسمي السوري تقدم الجيش السوري في ريف الرقة الغربي. وقال مصدر عسكري سوري لـ«أ.ف.ب» إن «تقدم الجيش السوري في محافظة الرقة يهدف إلى ضمان أمن ريف حلب (المحاذي) من هجمات (داعش)، والتضييق عليه داخل معقله في الرقة».
وفي هذا الصدد، قال رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحصل في ريف الرقة الغربي تطور كبير وخطير، لافتاً إلى أن النظام يسعى هناك لرسم خطوط النفوذ في المنطقة، في حين علّق مصدر قيادي في «قسد»، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على الموضوع قائلاً: «لا يمكن الحديث عن وصول قوات النظام إلى نقطة تماس مع قواتنا. هم فقط دخلوا حدود الرقة الإدارية من الجهة الغربية، وتنحصر مهمتهم بملاحقة فلول (داعش)، ولا خطر من إقحام أنفسهم بعملية تحرير مدينة الرقة».
في هذا الوقت، أعلنت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ» مقتل 15 شخصاً، وإصابة أكثر من 20 آخرين من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له، جراء تفجير عربة مفخخة في تجمع لهم بريف حلب الشرقي يوم أمس (الجمعة). ونقلت الوكالة عن مصادر إعلامية سورية معارضة أن «داعش» استهدف بسيارة مفخخة تجمعاً لقوات النظام على أطراف قرية محمد ديب، جنوب بلدة مسكنة بريف حلب الشرقي، «سقط خلاله 15 قتيلاً و22 جريحاً، كما دمرت 4 آليات عسكرية لقوات النظام والميليشيات الموالية لها».
«حزب الله» والنظام السوري على تماس مع «قسد» في الرقة
اليونيسيف: 40 ألف طفل عالقون في ظروف بالغة الخطورة في المدينة
«حزب الله» والنظام السوري على تماس مع «قسد» في الرقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة