الادعاء الألماني يحقق في هجوم كابل

غني: كان من أسوأ الحوادث في تاريخ أفغانستان

آثار التفجير الانتحاري أمام السفارة الألمانية بالحي الدبلوماسي في كابل نهاية الشهر الماضي
آثار التفجير الانتحاري أمام السفارة الألمانية بالحي الدبلوماسي في كابل نهاية الشهر الماضي
TT

الادعاء الألماني يحقق في هجوم كابل

آثار التفجير الانتحاري أمام السفارة الألمانية بالحي الدبلوماسي في كابل نهاية الشهر الماضي
آثار التفجير الانتحاري أمام السفارة الألمانية بالحي الدبلوماسي في كابل نهاية الشهر الماضي

أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية مارتن شيفر، أمس، في برلين أن الادعاء العام الألماني بدأ التحقيقات في الهجوم التفجيري المروع الذي وقع في كابل الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 150 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين.
وبسبب سير التحقيقات، رفض المتحدث التعليق على تقرير لمجلة «فوكوس» الألمانية، الذي ذكرت فيه أن الهجوم كان يستهدف السفارة لألمانية في كابل. وقال شيفر: «أعتقد أنه ليس من الحكمة استباق التحقيقات علانية بأي طريقة»، مضيفا أنه «من المقرر إرسال فريق خبراء ألماني إلى كابل قريبا لدعم التحقيقات». تجدر الإشارة إلى أن الادعاء العام الألماني يتولى التحقيق في هجمات خارجية إذا كانت ألمانيا مستهدفة فيها. وبحسب تقرير مجلة «فوكوس»، فإن تحقيقات أولية أجرتها سلطات الأمن الألمانية أظهرت أن أحد الحراس في السفارة الألمانية بكابل قد حال دون إصابة الأشخاص داخل المبنى سوى بجروح طفيفة جراء تحطم زجاج. وأوقف الحارس شاحنة صهريج، أرادت دخول السفارة بحجة إزالة مياه مجارٍ، بعد أن أصر أنه لم يتم تحديد موعد لهذه المهمة. وعندما بدأ موظف السفارة في الاقتراب من السيارة التي كانت على بعد 50 مترا لاستيضاح الوضع، فجّر المهاجم نحو 1000 كيلوغرام من المتفجرات.
وقال مسؤول كبير في الحكومة الألمانية في برلين لـ«فوكوس»: «لو كانت الناقلة قد دخلت السفارة وانفجرت هناك، فإن كل شخص في المبنى كان سيقتل». ودمر الانفجار واجهة السفارة وترك حفرة بعمق 10 أمتار في الأرض، بحسب مجلة «فوكوس». وذكرت المجلة أيضا أن لقطات أمنية أظهرت أن المهاجم أوقف الشاحنة خارج السفارة الإيرانية لمدة تصل إلى 20 دقيقة، وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني الأسبوع الماضي إن «الهجوم، الذي كان من أسوأ الحوادث في تاريخ كابل الحديث، لم يكن يستهدف هدفا محددا، بل كان الهدف المنطقة الدبلوماسية بأكملها في ذلك الجزء من المدينة».



«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
TT

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم قتل فيه وزير من «طالبان»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)
وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني يصل لحضور تجمع أقيم بمناسبة الذكرى الأولى لعودة «طالبان» إلى السلطة في كابل يوم 15 أغسطس 2022 (أ.ف.ب)

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن تفجير انتحاري أودى بحياة وزير اللاجئين الأفغاني في مكتبه في كابل، بحسب ما ذكر موقع «سايت»، اليوم (الأربعاء).

وقُتل وزير اللاجئين الأفغاني، خليل الرحمن حقاني، اليوم، من جرّاء تفجير وقع بمقر وزارته في كابل، نُسب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو الأوّل الذي يستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم في عام 2021. واستنكر الناطق باسم حكومة الحركة «هجوماً دنيئاً» من تدبير تنظيم «داعش»، مشيداً بتاريخ «مقاتل كبير» قد «ارتقى شهيداً»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». ووقع الانفجار، الذي لم تتبنّ بعد أي جهة مسؤوليته، «في مقرّ وزارة اللاجئين»، وفق ما أفاد به مصدر حكومي «وكالة الصحافة الفرنسية»، مشيراً إلى أنه تفجير انتحاري. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «للأسف وقع انفجار في وزارة اللاجئين، ويمكننا أن نؤكد أن الوزير خليل الرحمن حقاني قد استشهد إلى جانب عدد من زملائه». وضربت قوى الأمن طوقاً حول الحيّ حيث تقع الوزارة في وسط كابل. فيما أورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشات تدريبية كانت تعقد في الأيام الأخيرة بالموقع. وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو للدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح من جراء الحرب.

«إرهابي عالمي»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني خلال مؤتمر صحافي في كابل يوم 12 يونيو 2022 (أ.ف.ب)

كان خليل الرحمن يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته، وهو شقيق جلال الدين الذي أسس «شبكة حقاني» مع بداية سبعينات القرن الماضي وإليها تُنسب أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان، قبل أن تندمج «الشبكة» مع حركة «طالبان» إبان حكمها الذي بدأ عام 1994 وأنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001، ثم عودة الحركة إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأميركية والدولية في 2021. وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية». وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً»، وكان خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

هجمات «داعش»

وزير اللاجئين الأفغاني خليل حقاني (وسط) خلال وصوله لتفقد مخيم للاجئين بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 2 نوفمبر 2023 (أ.ف.ب)

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، وفق تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل. ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان». وسُمع أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل. وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قُتل طفل وأصيب نحو 10 أشخاص في هجوم استهدف سوقاً وسط المدينة. وفي سبتمبر (أيلول) الذي سبقه، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وجُرح 13 بمقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً بأن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.