محلات البلدة القديمة في نابلس ترتدي حلة رمضان

تتخلى عن عملها التقليدي وتتجه لصناعة الحلويات

محل لبيع البهارات والحبوب في البلدة القديمة بنابلس (إ.ب.أ)
محل لبيع البهارات والحبوب في البلدة القديمة بنابلس (إ.ب.أ)
TT

محلات البلدة القديمة في نابلس ترتدي حلة رمضان

محل لبيع البهارات والحبوب في البلدة القديمة بنابلس (إ.ب.أ)
محل لبيع البهارات والحبوب في البلدة القديمة بنابلس (إ.ب.أ)

مع حلول شهر رمضان تتحول الكثير من المحال في البلدة القديمة في مدينة نابلس ‬‬‬‬‬‬التي يحلو للكثير من سكانها تسميتها «دمشق الصغرى» عن عملها التقليدي إلى صناعة الحلوى والمشروبات الخاصة بهذا الشهر.
يقع مطعم محمد السايح في سوق كبيرة فيها مئات المحلات التجارية المختلفة في البلدة القديمة ومع حلول رمضان يتحول مطعم المشويات إلى محل لصنع حلوى القطائف وهي عبارة عن عجين بمكونات خاصة يتم عملها بأحجام مختلفة حسب الطلب.
وقال السايح لـ«رويترز» فيما كان يقف في محله إلى جانب عدد من أبنائه ويقوم بصب عجينة القطائف على صفيح فرن خاص «منذ ثلاثين عاما وأنا على هذا الحال مع بداية شهر رمضان أحول مطعم المشاوي إلى عمل القطائف».
وأضاف: «عمل العجينة سهل ولا يأخذ سوى ربع ساعة ولكن لكل واحد طريقته ونكهته الخاصة والأحجام مختلفة حسب طلب الزبون».
وأوضح السايح أن الأقراص الدائرية الصغيرة من القطائف يتم حشوها بالقشدة أما الأكبر قليلا فتحشى باللوز أو الجوز أما الأقراص الكبيرة فيوضع فيها الجبن ويتم تقطيعها.
وقال: «نحن نبيع العجينة فقط والزبائن يكملون عملها كل واحد كما يحب».
وهناك الكثير من الطرق لعمل القطائف فهناك من يقليها بالزيت بعد وضع الحشوة المناسبة فيها ومنهم من يضعها في الفرن ويضاف إليها في كلتا الحالتين القطر وهو الماء المغلي مع السكر بكمية محددة.
ويمكن لزائر البلدة القديمة مشاهدة عشرات المحال التي تقوم بعمل القطائف في محلات تاريخية تكاد تحكي تاريخ المدينة الذي يعود إلى مئات السنين.
وبحسب موقع بلدية نابلس الإلكتروني فإن البلدة القديمة ظلت مأهولة بالسكان منذ تاريخ بنائها قبل أكثر من ألف وتسعمائة عام.
وتقدر البلدية عدد سكان البلدة القديمة بنحو عشرين ألف نسمة يتوزعون على سبعة أحياء رئيسية، لكن أسواقها القديمة الممتدة على طول البلدة القديمة وعرضها يؤمها زوار من مدينة نابلس والمدن والقرى المجاورة لها للتجول بأسواقها.
ويتنقل زائر البلدة القديمة بين الكثير من الفنون المعمارية في أسواقها وبحسب تقرير لبلدية نابلس فإن البناء السائد في البلدة القديمة هو الطراز المعماري الإسلامي وخاصة الطراز المملوكي.
وإلى جانب القطائف يمكن لزائر البلدة القديمة تذوق أنواع أخرى من الحلوى التي تشتهر بها مثل الكنافة النابلسية والبقلاوة وبنت الملك وخدود الست والبرمة والعوامة والمعمول والنمورة وغيرها.
وتنتشر في البلدة القديمة الكثير من محال بيع العصائر الخاصة بشهر رمضان مثل التمر الهندي والخروب والعرقسوس وغيرها. ويواصل أيمن الخراز في محله في أحد زوايا سوق البلدة القديمة الواسع تحضير بعض هذه العصائر بالطريقة التقليدية.
وقال الخراز لـ«رويترز» فيما كان يلبي طلبات الزبائن من مشروبات التمر الهندي والخروب «نحن ورثنا هذه المهنة أبا عن جد ومائدة الإفطار لا تكتمل إلا بوجود هذه المشروبات».
وأضاف: «أحضر إلى المحل بعد أذان الفجر وأبدأ بتحضير هذه المشروبات ومشروب الخروب هو الذي يأخذ وقتا أطول لأنه بحاجة إلى نقع وتصفية ثم يضاف إليه الماء والسكر».
وأوضح الخراز أنه يعود بعد انتهاء شهر رمضان إلى نشاطه في بيع العصائر العادية في محله.
ومع اقتراب نهاية الشهر تبدأ الكثير من محال الحلوى في البلدة القديمة بعمل كعك العيد وهو عبارة عن عجينة من السميد محشوة بالتمر أو اللوز أو الجوز والتي تكون بأشكال مختلفة تقدم خلال عيد الفطر.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».