الأخضر المونديالي في مهمة إسقاط الكنغر الأسترالي

فوزه اليوم في موقعة أديلايد سيقربه كثيراً من بطاقة التأهل

ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)  -  كاهيل (رويترز)
ناصر الشمراني («الشرق الأوسط») - كاهيل (رويترز)
TT

الأخضر المونديالي في مهمة إسقاط الكنغر الأسترالي

ناصر الشمراني («الشرق الأوسط»)  -  كاهيل (رويترز)
ناصر الشمراني («الشرق الأوسط») - كاهيل (رويترز)

يقف المنتخب السعودي أمام مهمة تاريخية في مسيرته نحو التأهل إلى مونديال 2018 المقرر إقامته في روسيا وذلك عندما يحل ضيفا على نظيره منتخب أستراليا في الجولة الثامنة من دور المجموعات للتصفيات الآسيوية، على ملعب أديلايد أوفال في مدينة أديلايد الأسترالية.
ورغم حلول الأخضر السعودي وصيفا في مجموعته الثانية مشتركا بذات الرصيد النقطي للمتصدر منتخب اليابان «16 نقطة لكل منهما وبفارق الأهداف»، فإن تعثره اليوم قد يبعثر أوراقه في مشوار التأهل خصوصا أن المنتخب الأسترالي يطارده بفارق ثلاث نقاط فقط، مما يعني أن تجنب الخسارة يعد المطلب الأول في لقاء هذا اليوم، ومن ثم البحث عن الفوز وخطف النقاط الثلاث.
ويدرك المنتخب السعودي الذي يقوده الهولندي فان مارفيك أهمية عدم التعثر بهذا اللقاء الذي قد يسهم بتقريب الأخضر من التأهل والعودة للمونديال العالمي بعد سنوات من الغياب، حيث تعود آخر مشاركة للمنتخب السعودي إلى مونديال 2006 الذي أقيم في ألمانيا وبعدها خسر فرصة التأهل من مباراة الملحق في تصفيات 2010 قبل أن يودع تصفيات مونديال 2014 بصورة مبكرة من المرحلة الثالثة من التصفيات.
وسيتبقى للسعودية مواجهتان في الجولتين التاسعة قبل الأخيرة والعاشرة الأخيرة مع الإمارات وفي 29 أغسطس (آب) واليابان في 5 سبتمبر (أيلول).
وأتم المنتخب السعودي استعداده لهذا اللقاء مبكرا وذلك بإقامة برنامج إعدادي على ثلاث مراحل، بدءا بالتجمع الذي أقيم في العاصمة الرياض وبعدها المعسكر الإعدادي الذي أقيم في مدينة فرنكفورت الألمانية في غياب لاعبي الأهلي والهلال لمشاركتهم مع أنديتهم في دوري أبطال آسيا، في حين كانت المرحلة الثالثة من خلال المعسكر الحالي الذي انطلق في أستراليا قبل قرابة أسبوع.
وتنفس الهولندي فان مارفيك مدرب المنتخب السعودي الصعداء بتعافي الثنائي سلمان الفرج وقبله أسامة هوساوي الذي كان يعاني من إصابة قبل انضمامه للمعسكر الحالي الذي شهد استبعاد المدافع معتز هوساوي بداعي الإصابة أيضا.
وكان الأخضر استبعد الثنائي فهد المولد ونايف هزازي بسبب الإصابة.
وسيفتقد الأخضر هذا المساء لخدمات لاعب الوسط الشاب نواف العابد والذي يغيب بداعي الإيقاف لحصوله على بطاقات ملونة، حيث اضطر الجهاز الفني بقيادة مارفيك لاستدعاء سالم الدوسري بعد غياب طويل عن قائمة الأخضر.
وينضم لقائمة الغائبين عن هذا اللقاء اللاعب ياسر الشهراني الذي يعد أحد أبرز الأسماء في خريطة الأخضر على الجانبين الدفاعي والهجومي. وابتعد الشهراني عن الملاعب منذ مباراة العراق الأخيرة في التصفيات والتي أقيمت مارس (آذار) الماضي وذلك بعد الإصابة التي لحقت به أثناء مجريات المباراة وأبعدته عن الملاعب.
ولا يحبذ الهولندي مارفيك التغيير كثيرا في قائمته الأساسية باستثناء التغييرات الطفيفة بسبب الإصابات والإيقافات ونحوها.
ورغم صعوبة المواجهة كونها تقام على أرض أستراليا، فإن الأمور الفنية تبدو متقاربة بين المنتخبين عطفا على مسيرتهما في التصفيات.
وهذا اللقاء هو الثامن دوليا بين السعودية وأستراليا، حيث سبق لهما أن تواجها في سبعة لقاءات شهدت تفوقا كبيرا لمنتخب أستراليا وذلك بتحقيق الفوز في أربعة لقاءات مقابل فوز يتيم للأخضر السعودي في الوقت الذي حضر بينهما التعادل في مباراتين .
وكاد الأخضر السعودي أن يكسب نظيره الأسترالي في مواجهة جدة التي جمعت بينهما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضمن ذات التصفيات والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 2-2.
وافتتح الأخضر التسجيل عن طريق تيسير الجاسم مبكرا قبل أن يعادل المنتخب الأسترالي النتيجة بداية الشوط الثاني ويقلب الطاولة بعدها بدقائق قبل أن ينجح البديل ناصر الشمراني بتسجيل هدف التعادل.
ويملك المهاجم ناصر الشمراني حظوظا أكبر من بين اللاعبين السعوديين في زيارة شباك المنتخب الأسترالي، حيث يعتبر الهداف التاريخي للسعودية بثلاثة أهداف منها هدفان في تصفيات كأس العالم.
وإجمالا فقد سجل لاعبو الأخضر السعودي ثمانية أهداف في شباك نظيرهم الأسترالي مقابل 15 هدفا استقبلتها الشباك الخضراء في لقاءات المنتخبين المباشرة.
وستبحث أستراليا عن فوزها الثاني على التوالي بعدما تعادلت قبلها في أربع مباريات متتالية من أجل تجنب البقاء في المركز الثالث الذي يؤهل صاحبه لخوض ملحق على بطاقة أخرى للصعود.
ويوضح اعتماد أنجي بوستيكوجلو مدرب أستراليا على أهداف القائد مايل جديناك من ركلات الجزاء والإبقاء على المهاجم تيم كاهيل البالغ عمره 37 عاما على مدى معاناة الفريق في تسجيل الأهداف.
وسجل كاهيل 48 هدفا في 96 مباراة دولية وهذا يمثل قوة لأي فريق لكن في الواقع فإن معدل أهداف باقي المهاجمين الشبان، مثل تومي يوريتش وماثيو ليكي، ليس قريبا على الإطلاق من هذا المعدل المرتفع.
وستسافر أستراليا إلى روسيا بعد مباراة السعودية للمشاركة في كأس القارات ولذلك يحلم بوستيكوجلو بالانتصار ليقطع خطوة مهمة نحو ضمان العودة إلى روسيا بعد عام واحد.
وقال بوستيكوجلو: ندرك أننا في حاجة لنكون في أفضل حالاتنا في النصف الثاني من العام الحالي.
وأضاف: نريد أن نكون في موقف نستطيع من خلاله حسم مصيرنا بأيدينا وهذا ما ينطبق تماما علينا الآن. ندرك أنه إذا أنهينا التصفيات بقوة فسنحقق هدفنا.
وقال يحيى الشهري لاعب السعودية لموقع الاتحاد الدولي (الفيفا) على الإنترنت: نحن نتقدم عليهم في جدول الترتيب. سنكون في حاجة للعب على أرضهم لكننا سنذهب من أجل الفوز والاحتفاظ بقمة المجموعة.
وأضاف لاعب النصر السعودي: نريد مواصلة الانتصارات والتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
وقال الحارس السعودي وليد عبد الله: «سنكون حاضرين بالشكل الذي يكفل لنا تحقيق نقاط هذه المواجهة المهمة».
ورأى المهاجم ناصر الشمراني أن «مواجهة منتخب أستراليا تمثل لنا أهمية كونها ستساهم في تعزيز صدارتنا وتقربنا أكثر مما مضى نحو تحقيق الهدف المنشود».
وقال الشمراني في حديث لموقع الاتحاد الآسيوي: «لا شك في أهمية هذا الهدف، فقد كنت بعيداً لفترة طويلة عن المنتخب الوطني، وقد عدت يومها وكانت تلك نقطة التحول بالنسبة لي... العودة إلى المنتخب الوطني وتسجيل هدف منحنا التعادل، يعني الكثير بالنسبة لي وآمل أن نواصل بالنسق ذاته».
وعن استقرار المنتخب السعودي في عهد فان مارفيك، أضاف الشمراني: «تباين نتائج المنتخب الوطني في السابق كان بسبب استمرار تغيير الأجهزة الفنية على مر السنين... الآن مر عامان على تعيين بيرت فان مارفيك في الجهاز الفني، ولهذا لا توجد أي تغييرات، والتشكيلة أيضاً حصلت على الاستقرار، ولهذا آمل أن نواصل بالنسق ذاته وأن يواصل مستوانا بالتحسن».
وقال ماتيو ليكي مهاجم هرتا برلين الألماني إن «السعودية في موقع جيد في الترتيب ونحتاج إلى الفوز وليس فقط التعادل. يتعين علينا الفوز».
وشدد على أن منتخب بلاده «واثق جدا... وقوي جدا على أرضه»، مضيفا: «سنخلق الكثير من المتاعب لهم، وإذا كنا بأفضل حالاتنا سيكون من الصعب إيقافنا».
ويرى لاعب وسط كوينز بارك رينجرز الإنجليزي ماسيمو لوونغو أن التسجيل مبكرا سيكون حيويا لفك الحصار الدفاعي السعودي: «هدف مبكر سيعكر خططهم، وسيجبرون على الخروج من منطقتهم في محاولة للتسجيل، وهذا سيساعدنا».
وتابع: «التعادل سيكون جيدا (للسعوديين)، لكن إذا سجلنا سيجبرون على اللعب بطريقة مفتوحة».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».