جيامبيرو بودينو: أدين بنجاحي للحظ وحرية الإبداع

فنان يصوغ جواهره لتكون زينة وخزينة

جيامبيرو بودينو في مكتبه - ساعة «روزا دي فانتي» السرية - عقد «بريمافيرا جيولييتا» - ساعة «موزاييكو»
جيامبيرو بودينو في مكتبه - ساعة «روزا دي فانتي» السرية - عقد «بريمافيرا جيولييتا» - ساعة «موزاييكو»
TT

جيامبيرو بودينو: أدين بنجاحي للحظ وحرية الإبداع

جيامبيرو بودينو في مكتبه - ساعة «روزا دي فانتي» السرية - عقد «بريمافيرا جيولييتا» - ساعة «موزاييكو»
جيامبيرو بودينو في مكتبه - ساعة «روزا دي فانتي» السرية - عقد «بريمافيرا جيولييتا» - ساعة «موزاييكو»

خلال أسبوع باريس للموضة الأخير، وفي فندق الريتز، كان اللقاء مع جيامبيرو بودينو. كانت المناسبة كشف الستار عن 3 ساعات سرية تُجسد شغفه بالأشكال الهندسية وفن العمارة، كما تُعبر عن رومانسية عميقة تجسدها الورود المتفتحة بشتى ألوان الأحجار الكريمة.
ساعة «بريمافيرا» مثلاً تُجسد بساطة الورد في تصميم ثلاثي الأبعاد، تُعززه أشكال بتلات من الماس والسافير الوردي، إضافة إلى أحجار ماسية رمادية، بينما تأتي ساعة «روزا دي فانتي» على شكل زنبقة ماء ناعمة، تتوسطها زمردة غير مصقولة من عيار 11.49 قيراط، من زامبيا. وأخيراً وليس آخراً، ساعة «موزاييكو» بشكلها الهندسي الذي تغطيه فسيفساء من الدوائر المتشابكة المصنوعة من أحجار الألماس المرصعة على حجر السبينل الأبيض والذهبي والأسود. هذه الساعات الثلاث طال انتظارها من المصمم، فرغم تعاوناته لسنوات وراء الكواليس مع شركات ساعات مهمة ضمن مجموعة ريشمون، مثل «بانيراي» و«بولغاري» وغيرهما، ارتأى أن ينصب تركيزه على الجواهر الرفيعة أولاً عندما أطلق داره، في عام 2013.
عندما يدخل جيامبيرو بودينو القاعة التي تستعرض فيها الساعات الثلاث، يشدك بطوله الفارع، ومظهره الذي يحاكي أسلوب نجوم الروك أند رول. كان يلبس جاكيتاً جلدياً، وبنطلوناً من الجينز باللون الأسود، وحذاءً عالي الرقبة يُربط بأحزمة، فضلاً عن خواتم ضخمة تزين أصابعه.
ليس هذا هو المظهر الذي ترسمه في خيالك لمصمم جواهر، لكن هذا لا يمنع من القول إن قوة تأثيره لا يضاهيها سوى درامية الأحجار الكبيرة التي يصوغ بها تصاميمه. عندما أشير له بانطباعي الأولى، يرد مبتسماً وهو يطمئنني بأن مظهره يخفي في جوهره طفلاً مسكوناً بالرومانسية، وبأنه مزيج بين القوة والنعومة، العقل والعاطفة: «وأعتقد أن هذا مهم جداً في عملي، وتعكسه تصاميمي. فهي كلاسيكية في شكلها، لكنها تتضمن دائماً عنصراً جديداً ومبتكراً (...) وهذا هو ما اعتبره عصرياً».
ثم يتابع بصوت تعمد أن يكون هامساً: «لا تستغربي أني أبكي ولا أتمالك دموعي عندما أشاهد فيلماً حزيناً، أو رومانسياً... أنا لا أمزح».
ورغم كل ما حققه من نجاحات، واكتسبه من سُمعة طيبة في مجاله، يتميز بودينو بتواضع فطري، يصل أحياناً إلى درجة التقليل من قدراته. فطوال الحديث معه، كرر عشرات المرات أنه لولا الحظ لما وصل إلى ما وصل إليه: «قد أكون موهوباً، وقد تخرجت من الجامعة بدرجات عالية، لكن الحظ لعب دوراً مهماً في حياتي. فهناك أشخاص موهوبون ومتفوقون في مجالاتهم، ولم تُتح لهم فرصة ليفجروا ما بداخلهم من طاقة. وبالتالي، لم ينالوا ما يستحقونه (...) مشكلتهم لم يوجدوا في المكان المناسب والوقت المناسب (...) من هذا المنظور، اعتبر نفسي محظوظاً».
وُلد جيامبيرو بودينو ودرس في تورينو، عاصمة صناعة السيارات الإيطالية، وكان من الممكن أن يبقى فيها طوال حياته، مثل كثير من أبناء جيله ممن تخرجوا معه لولا الصدفة أو الحظ، كما يسميها. وبما أنه كان من المتخرجين المتفوقين، لم يجد صعوبة في أن يجد وظيفة في مجال تصميم السيارات مباشرة بعد تخرجه، وكان من الممكن أن يبقى مكتفياً بها طوال حياته، لكن الأقدار كانت في صالحه. ففي يوم من الأيام، تلقى رسالة من مدير مدرسته القديمة، يطلب فيها مقابلته، ليخبره بأن واحداً من أفراد عائلة بولغاري، المالكة لدار الجواهر الشهيرة بروما، أعجب في زيارة له للمدرسة برسم كان قد قدمه وهو طالب فيها، ويرغب في مقابلته. وبالفعل، حصل اللقاء، وأعرب السيد بولغاري لبودينو الشاب عن أنه ينوي إعادة هيكلة الشركة، وتغيير مصمميها بروما. ويتذكر بودينو أن السيد بولغاري أخبره - حينذاك - بأنه لم يكن يريد مصمماً له خبرة طويلة في تصميم الجواهر، بل يبحث عن شاب من مجال آخر، له قدرة على تقديم رؤية مختلفة عما هو سائد في الساحة. «كان من الممكن أن أرفض، وأبقى في تورينو، لكني كنت شجاعاً وقبلت التحدي، وهو ما اعتبره أيضاً حظاً لأنه فتح آفاقي على أشياء كثيرة»، حسب قوله.
لا يختلف كل من يعرف بودينو شخصياً، أو من خلال تصاميمه، على أنه فنان مُبدع عاشق للجمال. فقد ساعدته دراسته للهندسة المعمارية، وعمله في تصميم السيارات، ثم عمله لفترة طويلة وراء الكواليس، على اكتساب خبرة عميقة. فمجموعة ريشمون التي يعمل معها منذ عدة عقود تضم بيوت جواهر وساعات من عيار كارتييه، فان كليف أند آربلز، بياجيه، جيجير لوكولتر، أوفيشيني بانيراي، فاشرون كونستانتين، بوم أن ميرسييه، مونبلان، وغيرهم.
ورغم أنه كان بإمكان «ريشمون» أن تشتري أي دار جواهر قديمة وتُنعشها، مثل ما حصل مع كثير من بيوت الأزياء والجواهر في العقد الأخير، فإن جوهان روبرت، الرئيس التنفيذي للمجموعة، رأى أن تأسيس دار جديدة من الصفر أسهل، وأرخص بكثير، لأنها لا تحتاج إلى تسويق وعلاقات عامة وما شابه من أمور. الأهم من هذا أنه كان مؤمناً ببودينو، ويثق بأنه أفضل من يمكن أن يقوم بالمهمة، عدا أنه شعر بأن الوقت قد حان لكي يأخذ حقه، ويُوقع تصاميمه باسمه الخاص.
مرة أخرى قبل المصمم التحدي، وإن بعد تردد هذه المرة لأن فورة الشباب التي كانت تتملكه منذ قرابة 20 عاماً تقريباً خففت منها تجارب الحياة.
ومع ذلك، شعر بأن «الوقت كان مواتياً»، حسب رأيه، ليقبل عرضاً ربما كان سيرفضه من قبل. صحيح أن العمل مع الآخرين وسع نظرته الفنية، ومنحه خبرة لا تقدر بثمن، لكن تبقى بداخل كل فنان طاقة هائلة تحتاج للتنفيس عنها بأسلوبه الخاص، ومن دون قيود أو تقيد برموز متوارثة.
من هذا المنظور، كانت المسألة بالنسبة له بمثابة هدية، بمعنى أنها كانت «كنفس» أبيض يمكنه أن يرسم عليه تصوره الشخصي للجمال والأناقة بحرية تامة. هنا أيضاً، يعود إلى تذكيري بالحظ ودوره في حياته، بدءاً من تفكير جوهان روبرت به في المقام الأول، إلى ثقته به ومنحه كل الصلاحيات، بوضع كل الإمكانيات التي تتمتع بها المجموعة تحت تصرفه، موضحاً: «أنا لم أبدأ من الصفر مثل غيري، والحرية التي مُنحت لي ترف لا يمكن وصفه».
عندما يعود الحديث إلى الجواهر، يشرح أنها مثل الناس تماماً: «أحياناً نرى شخصاً يعجبنا عن بُعد، وعندما نجلس معه، ونتعرف عليه أكثر، يختفي جماله، وتحل محله حالة من الملل، أو نشعر بأنه عادي جداً، وهو ما ينطبق على الجواهر أيضاً». كان هنا يُلمح إلى أن التصاميم المطروحة في الأسواق حالياً بأسعار خيالية أصبحت متشابهة في تسابقها على جذب الانتباه، وتحقيق الربح بالترويج لها على أنها استثمار. صحيح أنه لا غبار عليها، ولا تفتقد إلى الدقة والجودة، حسب رأيه، لكنها تفتقد إلى العاطفة «وهذا ما أحرص على أن أضيفه في كل قطعة أصوغها (...) ذلك الإحساس بالحب والتفرد والخصوصية، فأنا لست تاجر جواهر مهمته بيع الأحجار الكريمة بأي شكل». هذا لا يعني أنه لا يولي الأحجار الكريمة والكبيرة الحجم أهمية، فهو يختارها بدقة، كما يستعملها بسخاء لتكون استثماراً بعيد المدى، لكنه يرفض أن يأتي على حساب الإبداع في التصميم، «فأنا لو ركزت على الأحجار وحدها، سأتجاهل عنصر الإبداع والابتكار، وأسقط في مطب التكرار. ثم إن هذه الأحجار تتنفس وتتحدث لغة راقية، مهمتي أن أفهمها لكي أوظفها في أشكال تُبرز جمالها وطاقتها، لا سيما أن الوقت قد تغير».
التغيير الذي يقصده يطال أيضاً مفهوم الترف، وطرق التسوق حالياً «فمنذ 20 أو 30 سنة تقريباً، كان اسم الدار هو الذي يُحدد قيمة وأهمية قطعة الجواهر. ورغم أن الأمر لا يزال كذلك إلى حد ما لأن الناس تثق في دار معروفة لسمعتها، أو لتعاملهم معها لعقود، أو فقط بدافع الرغبة في استعراض قدراتهم الشرائية، فإني ألاحظ تغيراً ملموساً يظهر جلياً في تقنينهم لما يشترونه. فهم يكتفون الآن بقطعة واحدة مميزة فريدة، عوض شراء عدة قطع، خصوصاً أنهم يدفعون مبالغ طائلة يريدون أن يكون لها ما يبررها».
هذه الثقافة لا تزال برأيه في أولها، ولم تنضج تماماً، إلا أنها تتضح بالتدريج. فزبون اليوم يريد التصميم المبتكر الأنيق، وفي الوقت ذاته الاستثمار فيها، فيما يخص المواد المترفة والأحجار عالية الجودة المستعملة فيها. فالجواهر كانت دائماً زينة وخزينة، وهذه هي المعادلة التي عمل جيامبيرو بودينو على تحقيقها، ونجح.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.