تزيد القرارات العربية ضد قطر من حجم الضغوط على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة، بعدما بدأت الدوحة في تضييق الخناق ضد الحركة الإسلامي، في محاولة لتجنب الانتقادات العربية والغربية الكثيرة ضدها، حول دعم جماعة الإخوان المسلمين.
وتخشى حركة حماس من أن تدفع ثمن المصالحات القطرية العربية اللاحقة، خصوصاً أن دعم الإخوان كان من بين أسباب رئيسية سيقت في بيان الدول المقاطعة.
وقد تسرب القلق إلى صفوف «حماس» منذ فترة غير بعيدة، حين لاحظت تغييرات في حجم الدعم القطري السياسي، وزاد قلقها كثيرا، بعدما طلبت قطر منها رسميا، عدم استخدام أراضيها في توجيه أي عمل ضد إسرائيل.
وكانت «الشرق الأوسط» كشفت الأحد الماضي، أن قطر طلبت من «حماس» عدم استخدام أراضيها بأي شكل لتوجيه أي نشاط ضد إسرائيل. وبحسب المصادر، فإن مسؤولا كبيرا في قطر، أبلغ قيادة «حماس» بأن عليهم تفهم التطورات السياسية في المنطقة.
وجاء القرار بعد فترة وجيزة من هجوم شنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «حماس»، واصفا إياها بالإرهابية، ومنتقدا كل من يقدم غطاء لمنظمة إرهابية.
وأكدت المصادر أن هذا الطلب، لم يكن مفاجئا لحماس التي تلقت طلبا مماثلا له من تركيا، قبل أكثر من عام، عندما ركزت إسرائيل حملة إعلامية ضد القيادي في الحركة صالح العاروري بعد اتهامه بتوجيه أنشطة ضد إسرائيل انطلاقا من الضفة الغربية، ما اضطر تركيا إلى طلب مغادرته أراضيها.
ولم يتضح بعد إذا ما كان العاروري الذي نجح في الانتخابات الأخيرة عضوا في المكتب السياسي للحركة، ويسكن في قطر، سيعود إليها بعدما غادرها.
وأكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية أمس، على أن العاروري ومعه مسؤول آخر يدعى موسى دودين، قد طردا من قطر، لكن حماس تصر على النفي كذلك.
ولم تعقب حماس على القرار العربي ضد قطر، والتزمت الصمت بشكل تام. لكن مقربين منها، أبدوا تعاطفا ليس مباشرا. وكتب المحلل السياسي مصطفى الصواف، المحسوب على «حماس»: «لم يبق إلا محمود عباس ليعلن قطع العلاقات مع قطر وإغلاق المجال البحري والجوي في وجهها».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركة لا تريد التورط أكثر. لا تستطيع إغضاب قطر ولا تريد أن تخسر الدول الأخرى».
لكن المصادر حذرت من أن الحركة ستصبح في موقف لا تحسد عليه، إذا طلبت منها قطر إصدار موقف.
وأضافت: «تخشى حماس من أن تطلب منها قطر إصدار موقف، سيكون عليها حينها أن تخسر إما قطر أو مصر التي يزورها الآن وفد من حماس، يسعى إلى تحسين العلاقات معها». وتحاول حماس تطوير العلاقة مع مصر ومع إيران، في الفترة الأخيرة، بعد انتخاب مكتب سياسي جديد للحركة. لكنها تدرك أن إقامتها في إيران أو مصر تبدو خيارين صعبين ومعقدين؛ فالإقامة في طهران ستفقدها أي دعم رسمي عربي وأي رصيد شعبي سني. أما الإقامة في مصر فتبدو مستبعدة بحكم العداء الكبير بين النظام المصري والإخوان.
وحمل وضع «حماس» المعقد، بعض خصومها السياسيين، على توجيه أسئلة محرجة للحركة. وكتب اللواء عدنان الضميري، مفوض التوجيه السياسي في السلطة الفلسطينية، على «فيسبوك»: «لم نسمع رأي أو موقف لقيادة حماس حول قطع علاقات مصر والسعودية والإمارات والبحرين مع قطر (...) هل ستخرج حماس من قطر كخروجها من سوريا... حماس لا صوت ولا حس ولا خبر إزاء ما يجري... انتهت مرحلة. قناة الجزيرة لم تعد تصدح إلا بأسماء وصور الفارين من بلادهم، أو الإخوان ومشتقاتهم».
وبخلاف «حماس»، لا تشعر السلطة الفلسطينية بأي قلق تجاه الخطوات العربية. وعلى الرغم من التزامها الصمت التام، حتى الآن، حفاظا على أوضاع الجاليات الفلسطينية في الدول العربية، فإن ثمة ارتياحا في رام الله، يشي بأمل أن تتوقف قطر عن دعم حماس الذي تعتقد السلطة أنه يعزز الانقسام.
القرارات العربية ضد قطر تزيد الضغوط على «حماس» و«تريح» السلطة
الحركة تلتزم الصمت وتخشى أن تطلب الدوحة منها إعلان موقف
القرارات العربية ضد قطر تزيد الضغوط على «حماس» و«تريح» السلطة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة