آخر معاقل «داعش» بريف حلب الشرقي تحت سيطرة النظام

أخبار عن انسحاب عناصر من التنظيم وعوائلهم

آخر معاقل «داعش» بريف حلب الشرقي تحت سيطرة النظام
TT

آخر معاقل «داعش» بريف حلب الشرقي تحت سيطرة النظام

آخر معاقل «داعش» بريف حلب الشرقي تحت سيطرة النظام

سيطرت قوات النظام السوري على «مسكنة»، إحدى أهم البلدات في الريف الشرقي لحلب شمال البلاد والتي كان استولى عليها تنظيم داعش، وفق ما نقل الإعلام الرسمي للنظام، أمس، فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تمكن قوات النظام بإسناد من المدفعية الروسية من الوصول إلى الحدود الإدارية لريف حلب الشرقي مع محافظة الرقة.
وتأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الأسد، في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها النظام السوري بدعم روسي منتصف يناير (كانون الثاني) لطرد «داعش» من ريف حلب الشرقي. وكان التنظيم سيطر على مسكنة في محافظة حلب في عام 2014، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
وأوضح مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية أن «ناحية مسكنة هي آخر مركز تجمع سكاني مهم يقع على حدود ريف حلب الشرقي قبل الوصول إلى الرقة»، مشيراً إلى أن «من يسيطر على مسكنة يتحكم بالمحاور المؤدية من حلب إلى الرقة وبالعكس».
وتمكنت قوات النظام بقيادة مجموعات النمر التي يقودها العميد في قوات النظام سهيل الحسن وبدعم من المسلحين الموالين لها وقوات النخبة في حزب الله اللبناني، وبإسناد من المدفعية الروسية، من الوصول إلى الحدود الإدارية لريف حلب الشرقي مع محافظة الرقة، حيث شوهدت قوات النظام على الضفاف الجنوبية الغربية لنهر الفرات عند بحيرة الفرات المعروف سابقاً بـ«بحيرة الأسد»، وعلى الأوتوستراد الدولي الواصل بين مسكنة وشرق سوريا، على بعد مئات الأمتار غرب قرية دبسي فرج على الحدود الإدارية للرقة مع حلب، ولينحصر بذلك وجود التنظيم في المنطقة الواقعة بين البوعاصي وفخيخة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بريف الرقة الغربي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدث المرصد عقب عملية تطويق للبلدة، أجبر خلالها تنظيم داعش على الانسحاب نحو مناطق سيطرته المتبقية في أقصى ريف حلب الشرقي وفي أقصى الريف الغربي للرقة، نتيجة لحتمية وقوعه في حصار مطبق ونتيجة للقصف العنيف والمتواصل والغارات والقصف الجوي المكثف من الطائرات الحربية والمروحية على البلدة، في حين علم المرصد السوري أن قوات النظام تواصل عملية تمشيط البلدة التي انسحب معظم عناصر التنظيم وعوائلهم ومن رفض البقاء منها نحو مناطق أخرى خارجة عن سيطرة النظام وخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.
وأتى هذا التقدم الواسع لقوات النظام منذ نحو أسبوعين إلى الآن بغطاء من القصف المدفعي والصاروخي والجوي المكثف، استهدف بلدة مسكنة وريفها بنحو 1200 ضربة جوية ومدفعية وصاروخية، تسببت في إصابة العشرات بجراح ومقتل آخرين، منذ الـ22 من مايو (أيار) الماضي.
ولفتت شبكة شام المعارضة، إلى أنه تغيبت عن المعارك بين التنظيم وقوات الأسد التكتيكات التي كان يتبعها «داعش» في معاركه مع الجيش الحر بريف حلب الشمالي مثل مارع وأعزاز، والتي استخدم فيها التنظيم عشرات المفخخات والكثير من عمليات التسلل والالتفاف واقتصرت على اشتباكات لأيام تليها عملية انسحاب وتسليم.
وقال مصدر من الشبكة إن التنظيم طلب من أهالي القرى المحيطة بمنطقة الخفسة ومسكنة قبيل تقدم قوات الأسد، الخروج من المنطقة، لإفساح المجال للمقاومة والتصدي لقوات الأسد التي كانت تتحضر للتقدم حينها، حيث نزح الآلاف من المدنيين من المنطقة، متوقعين اشتباكات ضارية، «إلا أنه سرعان ما سلم التنظيم عشرات القرى والبلدات لقوات الأسد غالبيتها دون أي اشتباك». وهو أمر تقاطعت معه معلومات مؤكدة للمرصد السوري عن انسحاب عناصر من التنظيم وعوائلهم من البلدة، قبيل تمكن قوات النظام من الاقتراب من حصارها الكامل.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.