دفع العناد عجوزا تركيا إلى أن يعيش بمفرده في غرفة صنعت من الأحجار في أعلى جبال طوروس جنوب البلاد، تاركا حياة المدينة ومبتعدا عن أسرته، مكتفيا بأغنامه التي يقتنيها ويرعاها والتي كانت سببا في أن يختار هذه الحياة القاسية.
تحذير من رئيس البلدية بعدم المرور من المناطق السكنية بأغنامه كان كفيلا بدفع الراعي التركي دورالي كابا إلى اتخاذ القرار بالعيش في غرفة صغيرة مبنية من الأحجار والخشب فوق جبال طوروس، ليبقى فيها منذ 47 سنة معلنا خصاما مع حياة المدينة حتى نهاية حياته.
كابا البالغ من العمر81 سنة، ويلقبه أهل المنطقة بـ«العنيد دورالي»، يرعى الماعز منذ أن كان عمره 7 سنوات، ويعيش بين وديان جبال طوروس المحاذية لحدود سهل ولاية أنطاليا جنوب تركيا، وقد غادر حيه القديم قبل 47 سنة بسبب جملة وجهها له رئيس البلدية عندما قال له: «لا تمر بعنزاتك داخل الحي»، فرد عليه «لن تطأ قدماي هذه المنطقة بعد الآن»، وذهب إلى منطقة تبعد نحو 10 كيلومترات عن الحي واعتلى الجبل ويعيش منذ ذلك الوقت في غرفته الصغيرة.
وبالفعل لم ينزل كابا إلى الحي منذ ذلك الوقت إلّا من أجل التصويت في الانتخابات، كما امتنع نهائيا عن زيارة زوجته فاطمة كابا (70 سنة)، على الرغم من أنّها تعيش في منزل قريب من غرفته الصغيرة.
يفتخر كابا بعناده الذي لفت إليه أنظار وسائل الإعلام التي باتت تتهافت على زيارته وتطلق عليه «أسطورة العناد»، ويقول: «عنادي يفوق عناد الماعز (عناد الماعز مثل شائع في تركيا)، وهذا ليس مزاحا، فلو لم أكن عنيدا هل كنت بقيت هنا في غرفتي 47 سنة، بينما زوجتي تعيش بالقرب مني في منزلها الدافئ الكبير؟... عندما أعاند لا يمكن لأحد أن يقنعني بالرجوع عن قراري، وعندما يصفونني بالعنيد لا أغضب لأنني بالفعل عنيد». وأضاف: «أنا أحب البرد، وأقوم بتدفئة غرفتي من خلال موقد صغير... غرفتي بالنسبة لي هي فندق 5 نجوم... لدي 5 أولاد يأتون لزيارتي، وأحب القراءة كثيرا ولذلك يجلبون لي الصحف عند زيارتهم لي وأعكف على قراءتها حتى لو كانت قديمة».
أمّا الزوجة فاطمة كابا فقالت إنها لم تكن تعلم قبل زواجها من دورالي كابا أنّه عنيد إلى هذا الحد... عندما يقول لشيء لا، فإن الأمر يكون قد انتهى هو عنيد أكثر من الماعز التي يربيها... عندما نشتري له ملابس نظيفة وجديدة ليلبسها إذا قال إنه لن يلبسها فلا يلبسها أبدا.
مختار الحي الذي كان يسكن فيه كابا قبل انتقاله لغرفته الجبلية، قال عنه إنه أصبح أسطورة في المنطقة بسبب عناده... لقد أوصى بدفنه قرب غرفته التي يعيش فيها الآن، وهو معروف في المنطقة باسم «العنيد دورالي»، وهو لا يأتي إلى هنا حتى لو مات سكان الحي بأكملهم، ولا يفكر في النزول من غرفته الجبلية.
«أسطورة العناد»... تركي يعيش وحيداً في الجبال منذ 47 سنة
يرعى الماعز منذ أن كان في السابعة من عمره
«أسطورة العناد»... تركي يعيش وحيداً في الجبال منذ 47 سنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة