«وداع توتي» يجدد التساؤلات حول اللحظة المناسبة للاعتزال

مدربون: العطاء وحده يحدد مصير النجوم المخضرمين

ياسر القحطاني - حسين عبد الغني («الشرق الأوسط»)
ياسر القحطاني - حسين عبد الغني («الشرق الأوسط»)
TT

«وداع توتي» يجدد التساؤلات حول اللحظة المناسبة للاعتزال

ياسر القحطاني - حسين عبد الغني («الشرق الأوسط»)
ياسر القحطاني - حسين عبد الغني («الشرق الأوسط»)

«لقد وصلنا إلى هذه اللحظة التي لم أكن أنتظر الوصول إليها» بهذه العبارة العاطفية ودع الإيطالي فرانشيسكو توتي جماهير ناديه روما التي صفقت بحرارة وانهمرت دموعها بغزارة على رحيل اللاعب الذي وصف لحظات نهاية مشواره مع النادي الأحمر بالصعبة «إطفاء النور ليس سهلا».
توتي أو ملك روما كما يطلق عليه والبالغ من عمره أربعين عاما اختار توديع ناديه بعد مسيرة حافلة بالعطاء قاربت الثلاثين عاما، ورغم كل شيء قدمه بقميص ناديه والسنوات الطويلة التي قضاها في الملاعب فإنه أوضح لأكثر من مرة أن التوقف عن ركل كرة القدم أمر صعب وصعب جداً، لكن بعد تفكير عميق كما يقول قرر التوقف واتخاذ القرار الصعب وبعبارته الختامية في ملعب الأولمبيكو: «الآن سأنزل مع السلم إلى غرفة الملابس التي دخلتها كفتى وسأتركها كرجل».
الاعتزال أو التوقف عن ممارسة كرة القدم قرار صعب وحاسم لأي لاعب، كونه سيفقد في لحظة كافة المميزات، كما وصف ذلك الروائي الشهير إدواردو غاليانو في كتابه «كرة القدم بين الشمس والظل «حيث كتب: في يوم مشؤوم يكتشف اللاعب أنه قد قامر بحياته وأن المال قد تبخر وتبخرت معه الشهرة، فالشهرة سيدة محترمة مراوغة، لم تترك له حتى رسالة عزاء صغيرة».
وإن كان غاليانو أجاد في بعض وصفه إلا أن جزئية «المال» قد طرأ عليها تغير كبير، فعقود اللاعبين في السنوات الأخيرة تضخمت والفرص التي تنتظرهم بعد الاعتزال كثيرة إما بالعمل الإداري أو الفني أو الوجود في وسائل الإعلام كمحللين للمباريات.
وفي كرة القدم السعودية تحضر الكثير من الأسماء التي باتت على مشارف الاعتزال في ظل تقدم العمر، وتراجع الجدوى الفنية مقارنة بما بدو عليه في السابق، ليظل السؤال الأبرز حاليا: متى يحين الوقت المناسب لرحيل اللاعب وخاصة النجم الذي يملك كاريزما مختلفة في ناديه؟.
في الهلال يظل السؤال الموسمي يلاحق الثنائي محمد الشلهوب والقائد ياسر القحطاني بشأن رحيلهما أو مواصلة المشوار في الملاعب، لكن توصيات فنية قدمها الأرجنتيني رامون دياز تضمنت أهمية استمرار الثنائي المخضرم.
وفي زاوية أخرى ما زالت التكهنات تحيط بحسين عبد الغني، وقائد الشباب أحمد عطيف وكذلك سعود كريري.
ومن العاصمة الرياض إلى مدينة جدة حيث قطبا المدينة الساحلية الاتحاد وغريمه التقليدي الأهلي، يحضر الثنائي ياسر المسيليم والقائد الأهلاوي تيسير الجاسم كأبرز الأسماء التي بلغت سنا متقدمة وإن بدت أقل مقارنة بالأسماء السابقة، أما الاتحاد فقد شهدت صفوفه غربلة كبيرة في السنوات الأخيرة إلا أنه يضم حاليا الثنائي عدنان فلاته وعساف القرني وكلاهما تجاوز الثلاثين عاما.
ويقول المدرب الوطني تركي السلطان في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه من الصعوبة تحديد عمر معين للاعتزال، مضيفا: الأمر يرتبط غالبا بإمكانات اللاعب المهارية واللياقة وقدرته على تقديم القيمة الفنية لفريقه، وهذا الأمر يعود إلى جهتين، الأولى اللاعب نفسه الذي يستطيع أن يقيم نفسه وقدرته على الاستمرار من عدمه.
وأضاف: الجهة الأخرى القادرة على تحديد إمكانية استمرار اللاعب هو الجهاز الفني المشرف على الفريق، فبعض المدربين يهتمون كثيرا بالجانب البدني للاعب وقدرته على مجاراة رتم اللعب والمهام والواجبات المطلوبة منه مهما كانت قيمته المهارية، مواصلا حديثه: هناك بعض المدربين يهتمون بالقيمة المهارية التي يمتلكها اللاعب حتى لو كانت لفترات معينة من المباراة لذلك يتنازل عن القيمة البدنية العالية للاعب.
ويتفق المدرب الوطني نايف العنزي مع ما ذهب إليه السلطان بعدم وجود سن معينة لاعتزال اللاعبين، حيث يوضح: اللاعب لا يقاس عطاؤه بعمره الزمني، فهناك نجوم كُثر استمروا في الملاعب حتى سن الخامسة والثلاثين سواء أسماء محلية أو عالمية، مضيفا: المقياس هو بعطاء اللاعب داخل الملعب، كذلك قد يكون الفريق بحاجة إلى لاعب خبير وقيادي حتى لو كان عطاؤه أقل فإن وجوده مهم للفريق.
وعن أفضلية اعتزال اللاعب «النجم» في ناديه أو الخروج إلى ناد آخر إذا ما أراد الاستمرار في الملاعب دون أن يجد له مكانا في ناديه، قال العنزي: النجم السوبر عالميا يعتزل من ناديه ويكمل مشواره غالبا خارج حدود بلاده، كما نشاهد حاليا، فغالبية الأسماء الكبيرة تلعب في أميركا والصين أو حتى في بلد عربي كما يحدث للإسباني تشافي نجم برشلونة الأسبق الذي يلعب مع فريق السد القطري.
ويشير العنزي إلى أن اللاعب النجم عليه أن يعتزل في ناديه دون أن يرحل، موضحا: يجب أن يختار الوقت المناسب لترك كرة القدم، وإذا أراد مواصلة المشوار يبحث في أحد الأندية الخليجية إذا توفر له ذلك، فهو أمر مناسب.
أما المدرب تركي السلطان فيرى أن استمرار اللاعب في ناديه حتى الاعتزال قد يكون أمرا صعبا في عصر الاحتراف الحالي، موضحا: هناك حالات استثنائية بالطبع تبقي اللاعب في ناديه حتى الاعتزال وهذه الحالات ترتبط برغبة الطرفين النادي واللاعب، ولعل تاريخ اللاعب مع ناديه له دور في ذلك.



«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.