الولايات المتحدة مرشحة لحصد لقب المونديال... وكلينسمان «الصغير» يحرس مرماها

دور الثمانية لكأس العالم للشباب ينطلق اليوم... والمفاجآت واردة

بروكس لينون (وسط) يحرز هدف الولايات المتحدة الثالث من سداسية في مرمى  نيوزيلندا (إ.ب.أ)
بروكس لينون (وسط) يحرز هدف الولايات المتحدة الثالث من سداسية في مرمى نيوزيلندا (إ.ب.أ)
TT

الولايات المتحدة مرشحة لحصد لقب المونديال... وكلينسمان «الصغير» يحرس مرماها

بروكس لينون (وسط) يحرز هدف الولايات المتحدة الثالث من سداسية في مرمى  نيوزيلندا (إ.ب.أ)
بروكس لينون (وسط) يحرز هدف الولايات المتحدة الثالث من سداسية في مرمى نيوزيلندا (إ.ب.أ)

فرضت الولايات المتحدة الأميركية نفسها مرشحة من خارج النادي التقليدي لتحقيق مسار ناجح في كأس العالم للشباب دون 20 عاما المقامة في كوريا الجنوبية، بعد فوزها الساحق في دور الـ16 على نيوزيلندا وتأهلها إلى دور الثمانية الذي ينطلق اليوم.
وستكون مواجهة دور الثمانية بين الولايات المتحدة وفنزويلا مرتقبة بين منتخبين حققا أكبر نتيجتين في النسخة الحالية، وسيكون أحدهما مرشحا بقوة لبلوغ النهائي، إضافة إلى مرشحين تقليديين كإنجلترا والأوروغواي والبرتغال، وإيطاليا التي أقصت فرنسا من دور الـ16ـ وسحقت الولايات المتحدة المنتخب الأوقياني بسداسية نظيفة الخميس، افتتحها لاعبها جوشوا سارجنت (17 عاما) الذي سجل هدفه الرابع في البطولة، معادلا الرقم القياسي الأميركي في هذا المجال. وبات سارجنت أفضل هداف في البطولة، تساويا مع الفنزويلي سيرخيو كوردوفا، والفرنسي جان - كيفن أوغوستان.
ومع انطلاق دور الثمانية اليوم، تلتقي أيضا البرتغال مع الأوروغواي، على أن تقام الاثنين مباراتا إيطاليا وزامبيا، وإنجلترا والمكسيك. وفرضت الولايات المتحدة نفسها في البطولة مرشحة لإحراز أول ألقابها الكبرى في كرة القدم للرجال، علما بأن سيداتها أحرزن كأس العالم ثلاث مرات. ومهد سارجنت الطريق أمام زملائه لتسجيل خمسة أهداف، وتحقيق ثاني أكبر نتيجة في نسخة 2017، علما بأن النتيجة الأعلى كانت فوز فنزويلا على فانواتو 7 - صفر في الدور الأول. وقال سارجنت للموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «بطبيعة الحال الشعور رائع، إلا أنني لست هنا للتركيز على نفسي (...) الجميع قدموا كل ما يقدرون عليه وذلك يتضح من نتيجة المباراة. كان فوزا رائعا».
وأنهت الولايات المتحدة الدور الأول في صدارة المجموعة السادسة برصيد خمس نقاط من ثلاث مباريات، بعد تعادل مع الإكوادور 3 - 3، وفوز على السنغال 1 - صفر، وتعادل مع السعودية 1 – 1، وتخوض الولايات المتحدة بطولة العالم للشباب للمرة الخامسة عشرة، وحققت أفضل نتيجة عام 1989 في السعودية، عندما حلت رابعة. وهي بلغت دور الثمانية بالبطولة الأخيرة عام 2015 في نيوزيلندا، وخسرت بركلات الترجيح أمام صربيا التي أحرزت اللقب. أما فنزويلا، فتشارك في البطولة للمرة الثانية بعد 2009 حينما أقصيت في دور الـ16 على يد الإمارات، وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها دور الثمانية. إلا أن المنتخب الأميركي الجنوبي قدم أداء لافتا في الدور الأول، فتصدر المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة (تسع نقاط) بالفوز على ألمانيا 2 - صفر وفانواتو 7 - صفر والمكسيك 1 - صفر. أما في دور الـ16، فكان تأهل فنزويلا على حساب اليابان 1 - صفر بعد التمديد.
وتسعى إنجلترا التي تمكنت من تخطي دور الـ16 للمرة الأولى منذ 24 عاما بفوزها على كوستاريكا 2 – 1، إلى مواصلة مشوارها في البطولة التي غابت عن نسختها الأخيرة. وتصدرت إنجلترا المجموعة الأولى بسبع نقاط من فوز كبير على الأرجنتين 3 - صفر وآخر على المضيفة كوريا الجنوبية 1 - صفر، وتعادل مع غينيا 1 - 1، علما بأن الأرجنتين حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (6) خرجت من الدور الأول للمرة الثانية على التوالي. وتحظى إنجلترا في هذه البطولة بلاعبين موهوبين في مقدمهم أديمولا لوكمان لاعب إيفرتون ودومينيك سولانكي الذي انضم إلى ليفربول. أما منافستها المكسيك، فأفضل نتيجة لها كانت الحلول ثانية في بطولة 1977. وبلغت دور الثمانية على حساب السنغال (1 - صفر) التي حلت رابعة في 2015. وكان المنتخب المكسيكي بلغ دور الـ16 بعد حلوله ثانيا في المجموعة الثانية في الدور الأول.
وبلغت إيطاليا دور الثمانية بفوزها 2 - 1 على فرنسا بطلة 2013، وثأر المنتخب الإيطالي من نظيره الفرنسي الذي كان قد تفوق عليه في نهائي بطولة أوروبا تحت 19 سنة برباعية نظيفة. وشكل الإقصاء نكسة لفرنسا التي كانت تتطلع لبلوغ نصف النهائي على الأقل، علما بأن المنتخب كان أحد المرشحين للقب. وهي المرة الأولى التي تخرج فيها فرنسا من دور الـ16، فيما بلغ المنتخب الإيطالي دور الثمانية للمرة الرابعة تواليا. وتلتقي إيطاليا في دور الثمانية مع زامبيا التي تصدرت المجموعة الثالثة برصيد ست نقاط من فوزين على البرتغال (2 - 1) وإيران (4 - 2)، وخسارة أمام كوستاريكا (1 - صفر). وتشارك زامبيا في البطولة للمرة الثالثة، وبلغت دور الثمانية لأول مرة بعد فوزها على ألمانيا بطلة 1981 بنتيجة 4 - 3 بعد التمديد.
وتلتقي الأوروغواي وصيفة بطلة 1997 و2013، في دور الثمانية مع البرتغال بطلة 1989 و1991 ووصيفة بطلة 2011، وحلت البرتغال ثانية في المجموعة الثالثة خلف زامبيا برصيد أربع نقاط، وفازت في دور الـ16 على المضيفة كوريا الجنوبية 3 - 1، لتبلغ دور الثمانية للمرة الثانية على التوالي بعد نسخة 2015.
أما الأوروغواي، فتصدرت المجموعة الرابعة بسبع نقاط من فوزين على إيطاليا 1 - صفر واليابان 2 - صفر وتعادل سلبي مع جنوب أفريقيا. كما فازت في دور الـ16 بصعوبة على السعودية 1 - صفر. وتغيب صربيا حاملة اللقب والبرازيل صاحبة المركز الثاني على لائحة المنتخبات الأكثر تتويجا برصيد 5 ألقاب (حلت وصيفة 4 مرات)، علما بأنها المرة الخامسة على التوالي التي يغيب فيها المنتخب البطل عن البطولة (الأرجنتين وغانا والبرازيل وفرنسا وصربيا).
كلينسمان يحرس مرمى منتخب الولايات المتحدة للشباب دون 20 عاما في كأس العالم جوناثان كلينسمان. والده يورغن كلينسمان نجم المنتخب الألماني بطل العالم لكرة القدم 1990 في إيطاليا. بات كلينسمان «الصغير» (20 عاما) محل متابعة، ويخوض اليوم المباراة المرتقبة مع المنتخب الأميركي ضد نظيره الفنزويلي في دور الثمانية. وكما في دور المجموعات، يرجح أن يكون والده حاضرا في مدرجات ملعب جيونجو بكوريا الجنوبية، مركزا مع بعض القلق والتوتر.
وقال كلينسمان الأب في حديث للموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): «عندما يكون ابنك على أرض الملعب، تشبك دون شك أصابع يديك بعضها ببعض»، ممازحا: «الأمر صعب قليلا لأنه قرر أن يصبح حارس مرمى». ويؤكد جوناثان الطويل القامة (1.93م) أن ذويه لم يدفعوه إلى كرة القدم، وهو الذي مارس بتردد كرة السلة حتى سن السادسة عشرة. وقلد جوناثان في النهاية والده، لكن ليس في كل شيء، لأنه اختار مركز حارس المرمى بعد عام واحد فقط من اللعب في مركز لاعب الوسط المهاجم والذي ترك حيزا من التشابه مع والده.
ويدافع جوناثان عن ألوان الولايات المتحدة التي يحمل جنسيتها لكونه نشأ فيها إثر انتقال عائلته للإقامة فيها منذ العام 1998، بعد نهاية مسيرة والده مع المنتخب الألماني، والذي خاض معه 108 مباريات دولية توجها بكأس العالم 1990 وكأس أوروبا 1996، إضافة إلى مسيرة زاخرة بالألقاب على مستوى الأندية لا سيما مع بايرن ميونيخ الألماني وإنترميلان الإيطالي.
وتولى يورغن كلينسمان أيضا تدريب المنتخب الأميركي الأول بين عامي 2011 و2016، لا يزال جوناثان بعيدا عن إنجازات والده، وعليه أولا أن يثبت موقعه في منتخب الشباب، علما بأن مشواره يتسم بالإيجابية حتى الآن.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».