يشتبه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في أن مانشستر يونايتد يحجب معلومات رئيسية عن لاعبي الفريق المنضمين إلى صفوف المنتخب الإنجليزي؛ لأن المدير الفني للفريق جوزيه مورينيو وطاقمه الفني لا يثقون تماما في أن يمنع الاتحاد تسريب تلك البيانات إلى أندية منافسة.
ويسعى المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت لتحسين العلاقة بين اتحاد كرة القدم والأشخاص المعنيين داخل مانشستر يونايتد بعد أن اعترف بوجود مشكلة ثقة بين الجانبين، مشيرا إلى وجود «اعتقاد أو تصور بأنه يجري تسريب المعلومات». وكان ساوثغيت يشير إلى بيانات العلوم الرياضية التي يطلبها الاتحاد الإنجليزي عن اللاعبين المنضمين إلى صفوف المنتخب الإنجليزي؛ حتى يتمكن من إجراء تحليل مفصل عن اللاعبين الذين يتم استدعاءهم.
ووافقت جميع أندية الدوري الإنجليزي الممتاز على تقديم هذه البيانات خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016، لكن مانشستر يونايتد توقف عن تقديم مثل هذه البيانات منذ تولي المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو مهمة تدريب الفريق الصيف الماضي. وأشارت تقارير إلى أن هناك أندية أخرى لديها مخاوف في هذا الشأن، لكن هذه التقارير لم تذكر سوى اسم مانشستر يونايتد. وقال ساوثغيت إن هناك حاجة لبناء ثقة بين الجانبين، مؤكدا للأشخاص المعنيين أن مثل هذه المعلومات ستعامل على أنها سرية.
وقال ساوثغيت: «للتوضيح، نحن لا نتلقى البيانات بشكل مستمر، لكننا في حاجة إلى تلك البيانات لأنها ستساعدنا على وضع جدول زمني للتدريب عندما يأتي اللاعبون إلى معسكر التدريب. هذا يمكن أن يكون مساعدة كبيرة لنا، لكننا لا نفرض ذلك على الأندية. ويجب أن يكون هذا اتفاقا، وفي الوقت الراهن فإن بعض الأندية تشعر بالراحة أكثر من غيرها. لكني أعتقد أن أحد المخاطر يتمثل في أن البعض يتصور أن هذه المعلومات يجري تسريبها».
ولم يكن بناء تلك الثقة أمرا سهلا، لأن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد عين عددا من المسؤولين في مناصب رئيسية على الرغم من أنهم يعملون في الوقت نفسه في أندية تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. ولم يكن المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون يشعر بالراحة مطلقا تجاه اختصاصي العلاج الطبيعي في نادي آرسنال، غاري ليوين، الذي كان يشغل منصبا داخل الجهاز الفني للمنتخب الإنجليزي لسنوات كثيرة. وفي الآونة الأخيرة، أضاف ساوثغيت ستيف هولاند، أحد مدربي الفريق الأول في تشيلسي، إلى طاقمه التدريبي. يذكر أن ليوين، الذي قضى ست سنوات مع منتخب إنجلترا حتى رحيله العام الماضي، تم تعيينه مديرا جديدا للطاقم الطبي لنادي وستهام يونايتد الثلاثاء الماضي.
وقد أعطيت أدوار أخرى لأشخاص من نادي مانشستر سيتي؛ ولذا تشعر أندية أخرى، من بينها مانشستر يونايتد، بإمكانية وصول المعلومات إلى الفرق المنافسة.
ويعمل ساوثغيت على منع ما وصفه الاتحاد الإنجليزي بـ«الموظفين المتجولين»، فقد ترك هولاند، على سبيل المثال، نادي تشيلسي لكي يعمل بدوام كامل مساعدا لساوثغيت. وما زال مارتن مارغيسون، مدرب حراس المرمى في المنتخب الإنجليزي، يعمل مع نادي كريستال بالاس، لكن الكثير من المسؤولين الآخرين، بما في ذلك مدير العلوم الرياضية بنادي مانشستر سيتي، سام إريث، واختصاصي التدليك، مارك سيرتوري، لن يكونوا ضمن الطاقم الفني والطبي للمنتخب الإنجليزي في مباراتيه أمام اسكوتلندا وفرنسا.
وبعد ستة أشهر من توليه منصبه مديرا فنيا للمنتخب الإنجليزي، قال ساوثغيت إنه سعيد بالدعم الذي يحصل عليه من المديرين الفنيين للأندية، وأضاف، أن «العلاقات قوية إلى أقصى درجة ممكن تتوقعونها». وفيما يتعلق بجوزيه مورينيو، يدرك ساوثغيت أن مانشستر يونايتد كان سعيدا باستبعاد ماركوس راشفورد من بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما هذا الصيف. وكان ساوثغيت قد صرح في وقت سابق بأن مورينيو لم يؤثر عليه بأي شكل لضم المهاجم راشفورد لخوض مباراتي اسكوتلندا وفرنسا مع المنتخب الأول الشهر الحالي. وكان من المقرر أن يلعب راشفورد، الذي انضم للمنتخب الأول العام الماضي، مع إنجلترا في بطولة أوروبا تحت 21 عاما في بولندا لكن مورينيو قال: إنه «من غير منطقي» مشاركة اللاعب في هذه الفئة السنية.
وأضاف ساوثغيت «لم أتحدث إلى مورينيو بخصوص ذلك. جعلته يعرف ما سيحدث في النهاية... إذا كنت سأحاول الإبقاء على جوزيه سعيدا فإن ذلك... سيصبح أمرا صعبا». وتابع: «أكون مطالبا باتخاذ القرارات المناسبة لمنتخب إنجلترا الأول على المستوى البعيد. أنا دائم التفكير في أفضل شيء للاعبين». وواصل ساوثغيت «مع كامل الاحترام فلا أحد من المدربين سيكون في موقعه بعد عشر سنوات، أو سيكون ذلك من غير المرجح حدوثه، وأعتقد أن راشفورد سيكون موجودا».
وكال ساوثغيت المديح لراشفورد (19 عاما) بعدما ساعد مانشستر يونايتد على الفوز بلقبي كأس رابطة الأندية والدوري الأوروبي. وقال: «راشفورد فاز بأكثر مما فزت أنا به بالفعل... إنه لاعب يؤدي أي شيء يُطلب منه». وستلعب إنجلترا مع اسكوتلندا في تصفيات كأس العالم في العاشر من الشهر الحالي قبل أن تواجه فرنسا وديا بعدها بثلاثة أيام.
واعترف ساوثغيت بأن قراره باستبعاد راشفورد جعل البعض يتحدث عن تعرضه لضغوط من مانشستر يونايتد. وقال ساوثغيت: «كنت أعرف عندما اتخذت هذا القرار بأنه سيكون أحد الأشياء التي سأتعرض لانتقادات بسببها، وسيقال إنني فعلت ذلك بسبب جوزيه مورينيو ومانشستر يونايتد، وما إلى ذلك، وفي كثير من النواحي كان من الأسهل بالنسبة لي أن أرسل راشفورد للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما، وأن أتجنب كل هذا، لكني فضلت اتخاذ القرار الصحيح».
وأوضح ساوثغيت، أنه قد اتخذ هذا القرار بسبب المعدل المرتفع لمشاركة راشفورد في المباريات مع مانشستر يونايتد، وضرب مثلا بما حدث مع نجم توتنهام هوتسبير هاري كين الذي قدم أداء متدنيا مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأوروبية 2016 بعدما شارك في بطولة كأس الأمم الأوروبية تحت 21 عاما الصيف الماضي، ولم يحصل على الراحة اللازمة. وقال ساوثغيت: «الأساس بالنسبة لنا ليس العلاقة مع جوزيه مورينيو، لكنها العلاقة مع ماركوس. لم أتحدث مع مورينيو عن هذا الموضوع».
وينطبق الشيء نفسه على واين روني، الذي استبعده ساوثغيت من قائمة المنتخب الإنجليزي في مارس (آذار) الماضي وقال إنه لم ينظر إلى ماضي روني، لكنه يتخذ القرارات بناء على مستوى اللاعبين في الوقت الحالي، وقال: «علينا أن نسمح للاعبين آخرين بالانضمام لصفوف المنتخب. لدينا لاعبون رائعون لديهم إمكانات كبيرة، ويجب منحهم الفرصة لتحمل المسؤولية».
مانشستر يونايتد يحجب معلومات عن اللاعبين الدوليين خشية من تسريبها
ساوثغيت يهدئ مخاوف مورينيو بشأن بيانات مطلوبة عن لاعبيه

ساوثغيت دافع عن دعمه لراشفورد («الشرق الأوسط})
مانشستر يونايتد يحجب معلومات عن اللاعبين الدوليين خشية من تسريبها

ساوثغيت دافع عن دعمه لراشفورد («الشرق الأوسط})
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة