نفت أنقرة ما تردد من أنباء حول رفض دول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عرضاً تركياً لاستضافة قمة الحلف عام 2018 في مدينة إسطنبول. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو إن «تلك الأخبار العارية من الصحة تهدف إلى خلق رأي عام سلبي ضد تركيا». معربا عن استغرابه نشر إحدى الصحف الألمانية مثل هذه الأخبار العارية من الصحة. وكانت صحيفة «دي فيلت» الألمانية ذكرت، الأربعاء، أن كثيرا من دول الأعضاء في الناتو، بينها ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، والدنمارك، رفضت مقترح الرئيس التركي الذي قدمه في قمة الناتو في 2016 بالعاصمة البولندية وارسو لاستضافة قمة الحلف المقبلة. وذكر المتحدث باسم الخارجية التركية تعليقا على هذا النبأ، أن الأمانة العامة للناتو قررت في اجتماعها ببروكسل عقد قمة للحلف في 2018، وأنه سيتم تحديد الدول المستضيفة للقمة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وجدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان استعداد تركيا لاستضافة القمة المقبلة للحلف خلال لقاءٍ جمعه بأمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ، في بروكسل، على هامش القمة الأخيرة للحلف في 25 مايو (أيار) الماضي في بروكسل.
وكانت الصحيفة الألمانية كشفت عن مساعٍ أوروبية لمنع انعقاد قمة زعماء الناتو، للعام المقبل، في مدينة إسطنبول لما قالت إنه جاء للحيلولة دون «منح تركيا زخما يعزز دورها على الصعيد الدولي». وأضافت «دي فيلت»، التي كانت السلطات التركية اعتقلت مراسلها الألماني من أصل تركي دينيز يوجال منذ أشهر وحتى الآن لاتهامه بالانتماء إلى تنظيم إرهابي، أن حكومة المستشارة أنجيلا ميركل وحلفاء أوروبيين آخرين يبذلون حاليا مساعي لمنع عقد قمة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الناتو في مدينة إسطنبول ونقل هذه القمة إلى مقر الحلف في بروكسل.
ونقلت الصحيفة الألمانية عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالرفيعة والمطلعة على هذا الموضوع قولها: «لا نريد منح أنقرة زخما يعزز دورها على الصعيد الدولي، ونرغب في تجنب إعطاء انطباع بتأييد الناتو للسياسة الداخلية للحكومة التركية». وأوضحت أن هذا الموقف يحظى بدعم 18 دولة أوروبية عضوا بالتحالف إضافة لكندا، بينما عبرت بلجيكا عن استعدادها لعقد القمة بعاصِمتها بروكسل. واعتبرت الصحيفة أن سحب استضافة تركيا لقمة الناتو لعام 2018 سيمثل انتكاسة لإردوغان لأنه سيحرم بلاده من دعم سياسي دولي كبير، وذكرت أن الحلفاء الأطلسيين مستاؤون بشكل متزايد من سياسة الحكومة التركية، ولا يبدون تفهما لما تقوم به من موجة اعتقالات وتقييدٍ للحقوق الديمقراطية الرئيسية منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) 2016، وأن هذا الاستياء بلغ مداه بعد معارضة أنقرة لتَعاون الناتو مع النمسا، الدولة المحايدة وغير العضو بالحلف، ورفض مشاركتها في تدريبات عسكرية في البلقان، ردا على الانتقادات المستمرة التي توجهها فيينا لحكومة إردوغان. وتشهد العلاقات التركية الألمانية أزمة غير مسبوقة بسبب خلافات في كثير من الملفات، آخرها منح ألمانيا حق اللجوء لنحو 40 من العسكريين الأتراك وأسرهم ممن تتهمهم أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب، وهو ماردت عليه تركيا برفض زيارة نواب ألمان لقاعدة إنجيرليك جنوب البلاد.
وفي السياق، كشفت الحكومة الألمانية عن أن 44 من مواطنيها محتجزون في تركيا، معربة عن مخاوف من استغلال حكومة إردوغان هذا الأمر في «ابتزاز» ألمانيا. وساد اعتقاد بأن عدد الألمان من أصل تركي المعتقلين في تركيا لا يزيد على بضعة أشخاص، بينهم مراسل صحيفة «دي فيلت» دنيز يوجال، والمترجمة ميسالي تولو كورلو، التي تحمل الجنسية الألمانية فقط. واتهم إردوغان يوجيل بدعم الإرهاب في تركيا، كما أن كورلو متهمة بالعمل لمصلحة منظمة تركية في ألمانيا معارضة لإردوغان. ومن المتوقع، بحسب مصادر دبلوماسية، أن تطرح جميع هذه الملفات خلال زيارة وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل لأنقرة بعد غد الاثنين.
أنقرة تنفي مزاعم بشأن رفض الناتو عقد قمته المقبلة في إسطنبول
44 ألمانياً معتقلون في تركيا تخشى برلين استخدامهم ورقة ضغط
أنقرة تنفي مزاعم بشأن رفض الناتو عقد قمته المقبلة في إسطنبول
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة