ثورة كونتي في تشيلسي تتطلب انتفاضة أخرى للبقاء في الصدارة

المواجهات الأخيرة أثبتت أن الفرق الأخرى بدأت تقرأ أفكار مدرب «البلوز» وتكتيكاته

رحيل كوستا قد يجبر كونتي على تغيير خططه  - هل يستطيع لاعبو تشيلسي تحقيق إنجاز هذا الموسم وحصد لقب الدوري الانجليزي مرة أخرى؟ («الشرق الأوسط»)
رحيل كوستا قد يجبر كونتي على تغيير خططه - هل يستطيع لاعبو تشيلسي تحقيق إنجاز هذا الموسم وحصد لقب الدوري الانجليزي مرة أخرى؟ («الشرق الأوسط»)
TT

ثورة كونتي في تشيلسي تتطلب انتفاضة أخرى للبقاء في الصدارة

رحيل كوستا قد يجبر كونتي على تغيير خططه  - هل يستطيع لاعبو تشيلسي تحقيق إنجاز هذا الموسم وحصد لقب الدوري الانجليزي مرة أخرى؟ («الشرق الأوسط»)
رحيل كوستا قد يجبر كونتي على تغيير خططه - هل يستطيع لاعبو تشيلسي تحقيق إنجاز هذا الموسم وحصد لقب الدوري الانجليزي مرة أخرى؟ («الشرق الأوسط»)

جاءت نهاية هذا الموسم مخيبة للآمال بالنسبة لتشيلسي على المستوى المحلي، بعدما خسر المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي أمام آرسنال بهدفين مقابل هدف وحيد، وهو ما حرم المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي من أن يجمع بين الثنائية المحلية في أول موسم له مع تشيلسي.
لكن يمكننا القول بكل تأكيد إن كونتي كان هو النجم الأبرز لتشيلسي هذا الموسم، وإن قراره بتغير طريقة اللعب من 4 - 3 - 3 إلى 3 - 4 - 3 في الخريف كانت واحدة من أكثر التغييرات التكتيكية أهمية في تاريخ الدوري الإنجليزي بشكله الجديد على مدار 25 عاماً؛ فبعد تغيير طريقة اللعب، انطلق تشيلسي بقوة إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وجمع 93 نقطة، وهو ثاني أعلى رصيد من النقاط يحصل عليه أي نادٍ في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد.
ومع ذلك، من غير المرجح أن يكتفي المدير الفني الإيطالي بما حققه، وسوف يعمل جاهداً على تدعيم الفريق الموسم المقبل. ولعل الشيء الجدير بالملاحظة هو أنه لم ينجح أي نادٍ في الحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لعامين متتاليين منذ فوز بمانشستر يونايتد باللقب موسمي 2007 - 2008 و2008 - 2009، ولذا سوف يتعين على كونتي أن يدعم فريقه بكل قوة حتى يكون قادراً على المنافسة على اللقب الموسم المقبل والمنافسة أيضاً على دوري أبطال أوروبا.
ومنذ القرار الحاسم بتغيير طريقة اللعب إلى 3 - 4 - 3 في الشوط الثاني لمباراة آرسنال التي خسرها تشيلسي بثلاثية نظيفة في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، لم يعتمد كونتي إلا على 13 لاعباً فقط. وكما كان الحال مع ليستر سيتي في موسم 2015 - 2016، كان من السهل للغاية تحديد التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها كونتي في المباريات، ربما مع اختلاف بسيط حول ما إذا كان سيدفع بويليان أو بيدرو في الجانب الأيمن، لكن المستوى الرائع الذي قدمه سيسك فابريغاس في نهاية الموسم ربما جعل كونتي يفكر في إدخال بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية.
وستكون المهمة الأساسية لكونتي هي تدعيم صفوف الفريق للمنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل. وقد يعطي المدير الفني الإيطالي أولوية للمسابقة الأوروبية كمهمة خاصة له، نظراً لفشله في قيادة يوفنتوس إلى ما هو أبعد من دور الثمانية للمسابقة الأقوى في القارة العجوز. وسوف يتعين على كونتي أن يعتمد على سياسة «المداورة» بين اللاعبين بسبب الاشتراك في أكثر من بطولة. ويملك تشيلسي خط دفاع قويّاً، ومن المتوقع أن يلعب المدافعان الهولندي ناثان أكي والفرنسي كورت زوما دوراً أكبر مع الفريق الموسم المقبل، لكن الفريق يعاني من فجوة كبيرة للغاية في خط الوسط، لا سيما بعد الرحيل المفاجئ لأوسكار إلى الدوري الصيني في منتصف الموسم. وفي الخط الأمامي، أظهر المهاجم البلجيكي ميتشي باتشواي مستوى جيداً خلال المباريات التي شارك فيها كبديل، لكن يجب على كونتي أن يعتمد عليه بصورة أكبر، الموسم المقبل.
وعلى الجانب الخططي، يحتاج تشيلسي للتطور أيضاً، فرغم النتائج القوية للفريق فإنه من الواضح أن طريقة 3 - 4 - 3 لم تؤتِ ثمارها على نحو جيد بعد أعياد الميلاد، حيث تفوقت أندية توتنهام هوتسبير ومانشستر يونايتد وآرسنال على كونتي في الناحية الخططية. ومن الجدير بالذكر أن تشيلسي قد حقق الفوز في 11 مباراة خلال الفترة بين يناير (كانون الثاني) وحتى نهاية أبريل (نيسان)، دون الخروج بشباك نظيفة في أي من تلك المباريات، وهي إحصائية مذهلة في حقيقة الأمر، نظراً لأن الفريق قد حافظ على نظافة شباكه في ست مباريات متتالية عقب تغيير طريقة اللعب.
واستغلَّت الفرق المنافسة نقاط الضعف في خطة 3 - 4 - 3، حيث نجح توتنهام هوتسبير، على سبيل المثال، في استغلال بطء قلب الدفاع غاري كاهيل وقصر قامة الظهير الإسباني سيزار أزبيليكويتا. وتسببت بعض الفرق الأخرى في مشكلات لتشيلسي من خلال الضغط المستمر واستغلال عدم التزام فابريغاس التكتيكي عندما بدأ في وسط الملعب، كما فرض مانشستر يونايتد رقابة لصيقة على إيدين هازارد، وهو ما ترك تشيلسي دون صانع ألعاب حقيقي قادر على القيام بمهام غير تقليدية. ودفع آرسنال بداني ويلبيك في الخط الأمامي في نهائي الكأس لكي يمنع دفاع تشيلسي من التقدم والضغط من الأمام، وعندما طلب كونتي من لاعبيه أن يضغطوا، فقد تشيلسي الترابط بين خطوطه، وهو ما سمح لآرسنال باللعب بكل حرية.
إن المستوى الذي وصل له العلم الرياضي في تحليل الفرق المنافسة وتحليل البيانات في كرة القدم الحديثة يعني أن أي خطة تكتيكية جديدة قد تستمر صامدة بلا هزيمة لمدة شهر، لكن في الشهر التالي سوف تظهر جميع نقاط ضعفها، لذا فإن المديرين الفنيين الكبار يعملون على تغيير الخطط التكتيكية باستمرار حتى لا يعرف المنافس بالضبط ما سيعتمد عليه.
لذا فإن السؤال الآن هو: كيف سيغير كونتي طريقة اللعب الموسم المقبل؟ في البداية، قد يرحل دييغو كوستا عن صفوف الفريق، وسوف تؤدي طبيعة اللاعب الذي سيحل محله إلى إعادة هيكلة طريقة اللعب في الخط الأمامي، فلو كان هذا اللاعب يعتمد على السرعة العالية في المقام الأول، فهذا يعني أن كونتي سوف يبحث عن صانع ألعاب بمواصفات معينة في وسط الملعب قادر على تمرير الكرات خلف المدافعين لاستغلال تلك السرعة. وعندئذ، يمكن الاعتماد على فابريغاس، الذي قدم مستويات رائعة في الأسابيع الأخيرة، رغم أنه لم يكن ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في بداية الموسم، لكن إشراك فابريغاس في المباريات الكبيرة يعني أن اللاعب الإسباني سيحتاج إلى لاعبين اثنين مدافعين في خط الوسط خلفه، وهو ما يتطلب بالضرورة تغيير التشكيل.
وبالتالي، يمكن لكونتي الاعتماد على طريقة 3 - 5 - 1 - 1، التي اعتمد عليها في الشوط الثاني في بعض المباريات خلال الأسابيع الأخيرة، بحيث يلعب فابريغاس كلاعب وسط ثالث، على أن تكون هناك حرية أكبر لهازارد خلف المهاجم الأساسي. وكان كونتي يعتمد على هذه الطريقة في بعض الأحيان مع يوفنتوس، وإن كانت لم تحقق نجاحات كبيرة. ومع ذلك، قد لا يعتمد كونتي على ثلاثة لاعبين في الخلف من الأساس، ففي ظل قدرة ماركوس ألونسو على اللعب في مركز الظهير الأيسر وأزبيليكويتا في ملعب الظهير الأيمن، يمكن لكونتي أن يغير طريقة اللعب من ثلاثة مدافعين في الخلف إلى أربعة مدافعين بسهولة. وكان من الغريب ألا يستغل كونتي هذه المرونة التكتيكية بشكل منتظم على مدار الموسم، على عكس فريق توتنهام هوتسبير الذي استفاد مديره الفني ماوريسيو بوكيتينو كثيرا من هذه المرونة.
وربما لا يغير كونتي طريقة اللعب في حال استمرار 3 - 4 - 3 في النجاح، لكن المدير الفني الإيطالي كان يخطط أساساً للاعتماد على طريقة 4 - 2 - 4 و4 - 1 - 4 - 1 في تشيلسي - ولو شعر بأن الفرق المنافسة أصبحت قادرة على التعامل مع طريقة 3 - 4 - 3 بشكل جيد، فقد نرى شيئاً مختلفاً تماما في موسم 2017 - 2018.
وعودة إلى كوستا فان المهاجم الإسباني لا يعتزم الانتقال للصين في صفقة كبيرة كما تتكهن وسائل إعلام لأن هذه الخطوة قد تقلل من فرص مشاركته في كأس العالم العام المقبل. وذكرت تقارير إعلامية أن فريق تيانغين قوانغيان المنتمي للدوري الصيني الممتاز مهتم بالتعاقد مع هداف تشيلسي. وقال كوستا عقب تسجيل هدف فريقه الوحيد في الخسارة 2 - 1 أمام آرسنال في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لوسائل إعلام إسبانية إن فريقه السابق أتليتيكو مدريد هو الوحيد الذي سيرحل عن تشيلسي للانضمام إليه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».