أكدت تركيا أن تطبيق مقترح مناطق تخفيف التوتر في سوريا، من شأنه أن يساهم في تحقيق السلم الإقليمي من منظور سياسي وإنساني، في الوقت الذي اعتبرت فيه أن تسليح واشنطن للميليشيات الكردية في سوريا يتنافى مع علاقات التحالف بين أنقرة وواشنطن.
وناقش مجلس الأمن القومي التركي، الذي عقد اجتماعا مطولا استمر حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، التطورات في سوريا والعراق من الناحيتين السياسية والعسكرية. وشدد بيان صدر في ختام الاجتماع الذي استغرق 5 ساعات بمشاركة كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين، على أن تركيا ستواصل تصديها بحزم لأي تهديد لأمنها القومي، يأتي من جانب الحدود مع سوريا أو العراق.
وأشار البيان إلى أن الاجتماع أجرى تقييما معمقا بشأن مناطق تخفيف التوتر في سوريا، لافتا إلى أنه تم التأكيد على أن استمرار تركيا وروسيا وإيران في جهودهما لتعزيز وقف إطلاق النار وتوسيعه، ليشمل سوريا بالكامل والتهيئة لإجراءات بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، ما من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق السلم الإقليمي بالمنظور السياسي والإنساني.
وجدد مجلس الأمن القومي التركي التأكيد على موقف أنقرة من سياسة الولايات المتحدة بشأن تسليح وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، في إطار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي، قائلا في بيانه، إن الدعم المقدم لـ«تنظيم إرهابي» لا يتناسب مع سلوك حليف وصديق ويتنافى مع علاقات التحالف القائمة بين تركيا والولايات المتحدة.
وأضاف البيان أن سياسة دعم حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، في تجاهل لموقفنا الرافض لتقديم دعم عسكري، لا يليق ولا يرقى لعلاقة صداقة وتحالف بين بلدينا، وأن الولايات المتحدة تجاهلت توقعات تركيا في شأن المسألة، وبادرت بتسليم أسلحة وذخائر للميليشيات الكردية.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء بدء تسليم أسلحة خفيفة للقوات المنضوية تحت تحالف قوات سوريا الديمقراطية، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، أكبر مكوناتها، في إطار الاستعدادات الجارية لمعركة تطهير الرقة معقل «داعش» في سوريا.
وأدانت أنقرة الخطوة الأميركية على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي صرح الأربعاء بأن تزويد أميركا الميليشيات الكردية بالسلاح هو خطوة في غاية الخطورة من شأنها الإضرار بتركيا والإنسانية كلها، مطالبا واشنطن بالتراجع عنها.
كما استعرض المجلس الجهود المبذولة للحرب على الإرهاب، مشيرا إلى أن الهجمات الأخيرة في أفغانستان وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والعراق والسويد وبلجيكا وباكستان، تثبت مرة أخرى صحة وجهة نظر تركيا التي تطالب المجتمع الدولي بالتعاون الفعال ضد الإرهاب. واعتبر أن التعاون الاستراتيجي مع تركيا في مكافحة الإرهاب سيكون في صالح العالم كله.
أنقرة: نجاح اتفاق «خفض التصعيد» سيقود للسلم الإقليمي
أنقرة: نجاح اتفاق «خفض التصعيد» سيقود للسلم الإقليمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة