الدنمارك تنضم إلى النرويج وتعلق الدعم المالي لمنظمات السلطة الأهلية

كوبنهاغن تتراجع بعد تحريض كبير مارسه نتنياهو

الدنمارك تنضم إلى النرويج وتعلق الدعم المالي لمنظمات السلطة الأهلية
TT

الدنمارك تنضم إلى النرويج وتعلق الدعم المالي لمنظمات السلطة الأهلية

الدنمارك تنضم إلى النرويج وتعلق الدعم المالي لمنظمات السلطة الأهلية

وعد وزير الخارجية الدنماركي آندرس سامويلسن، بمراجعة ملف التبرعات التي تقدمها حكومته للمنظمات غير الحكومية في فلسطين، معلناً أنه «لن يوافق على أي تمويل جديد إلى حين صدور نتائج عن التحقيق الذي تجريه الحكومة».
وقال سامويلسن في بيان: «يجب أن نتأكد من أن المساعدات الدنماركية تسهم بشكل إيجابي في تعزيز حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية». وأضاف: «من الممكن أن نتوقف عن تقديم (مساعدات) لبعض المنظمات الفلسطينية، وإلى أن ننتهي من التحقيق الذي نقوم به ونتوصل إلى استنتاجات، لن نوقع على أي منح جديدة للمنظمات الفلسطينية». وجاء قرار سامويلسن بعد تحريض كبير مارسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل فترة وجيزة، حين حثه على وقف تمويل منظمات ادعى أنها «تشارك في التحريض ضد إسرائيل».
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد قدم نتنياهو لسامويلسن، قائمة بالمنظمات التي تتلقى أموالاً دنماركية، وتحرض على مقاطعة إسرائيل في الوقت نفسه.
واتخذت الدنمارك القرار بعد قرار مشابه للنرويج، وقرار من الأمم المتحدة بسحب دعمها لمركز نسائي في الضفة الغربية، لأنه يحمل اسم «دلال المغربي»، وهي فدائية فلسطينية نفذت عملية شهيرة في إسرائيل عرفت باسم عملية الساحل عام 1978، وخلفت أكثر من 38 قتيلا إسرائيليا.
وقالت الأمم المتحدة إن «الخطوة مسيئة وتمجد الإرهاب».
وأكد ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، أنه سيتم اتخاذ إجراءات لضمان عدم وقوع حوادث كهذه في المستقبل. وأضاف: «تمجيد الإرهاب، أو منفذي الأفعال الإرهابية الشنيعة، غير مقبول بأي شكل من الأشكال... لقد نادت الأمم المتحدة عدة مرات لإنهاء التحريض على العنف والكراهية، لأن ذلك يشكل إحدى العقبات أمام السلام».
وطلبت الأمم المتحدة إزالة شعار الأمم المتحدة للنساء عن المركز فوراً.
وجاءت خطوة الأمم المتحدة هذه بعد يومين من إدانة وزير الخارجية النرويجي، إطلاق السلطة الفلسطينية اسم المغربي على المركز، مطالباً بإزالة اسم بلاده عن المبنى وإعادة الأموال التي تبرعت فيها النرويج لبنائه.
وقال الوزير النرويجي، بورج بريندي: «تمجيد الهجمات الإرهابية غير مقبول تماما، وأنا أدين القرار بأشد العبارات. لن تسمح النرويج بالارتباط بمؤسسات تتبنى أسماء الإرهابيين بهذه الطريقة. لن نقبل استخدام مساعدات النرويج لهذه الأهداف». وتشن إسرائيل هجوما مكثفا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية، وتتهمهما بدعم «الإرهاب» وتمجيده، من خلال إطلاق أسماء فدائيين على مؤسسات وشوارع، ومنح رتب عسكرية لأسرى، ودفع أموال لعائلاتهم وعائلات «الشهداء» كذلك. وكشف نتنياهو الأحد الماضي، أنه كلف المدير العام لوزارة الخارجية، يوفال روتم، بالضغط على الدول لسحب تبرعاتها من مشروعات في الضفة.
وقال نتنياهو: «إننا نحذر الدول الصديقة من أننا لا نستطيع أن نقبل بدعم حكوماتهم لمنظمات تمجد الإرهاب وتعمل ضد جنود جيشنا». ويتطرق نتنياهو أو أحد وزرائه وناطقيه لهذا الأمر بشكل شبه يومي. كما أثار ذلك أمام الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسبوع الماضي، وحرض ضد عباس بشكل غير مسبوق، قائلا لترمب: «يا سيادة الرئيس، يجب وضع حد لتمويل الإرهاب ولمكافأة الذين يمارسونه. لقد وقف الرئيس عباس إلى جانبك اليوم وأدان الهجوم الرهيب الذي وقع في مانشستر. كلي أمل أن ذلك يبشّر بتغيير حقيقي، فلو كان المهاجم فلسطينياً والضحايا أطفالا إسرائيليين، لكانت عائلة المخرب المنتحر ستحصل على بدل مالي من السلطة الفلسطينية. هذا هو القانون الفلسطيني ويصعب تغيير ذلك القانون».
وقبل يومين هاجم مكتب نتنياهو عباس مرة أخرى، بسبب تعيينه الأسير كريم يونس، عضوا في مركزية حركة فتح. وكتب أوفير جندلمان، الناطق باسم نتنياهو: «محمود عباس عين إرهابيا يقضي حكما مؤبدا في إسرائيل عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح. السلطة تدفع الرواتب للإرهابيين بشكل يتناسب مع عدد الأبرياء الذين قتلوهم. كلما قتلوا، تلقوا رواتب أعلى».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».