سجال لبناني على خلفية فساد الكهرباء... وتحذير من تسخير القضاء لإلغاء المعارضة

سجال لبناني على خلفية فساد الكهرباء... وتحذير من تسخير القضاء لإلغاء المعارضة
TT

سجال لبناني على خلفية فساد الكهرباء... وتحذير من تسخير القضاء لإلغاء المعارضة

سجال لبناني على خلفية فساد الكهرباء... وتحذير من تسخير القضاء لإلغاء المعارضة

ردّ كل من الوزير السابق بطرس حرب ونقابتا الصحافة والمحررين على طلب وزير الطاقة سيزار أبي خليل من وزارة العدل ملاحقة كل من اتهّمه واتّهم «التيار الوطني الحر» الذي ينتمي إليه، بالفساد في قضية الكهرباء والنفط، بمن فيهم وزراء ونواب وإعلاميون وناشطون، وقد أشارت المعلومات إلى أن عددهم قد يصل إلى 400 شخص.
وفي وقت سابق، قال وزير الطاقة: «كل من تطاول علينا سيدفع الثمن»، معتبرا أن «من السخافة أن يأتي الوزير بطرس حرب بمعلوماته من خلال الصحف»، رد حرب في مؤتمر صحافي اعتبر فيه أن «ما أقدم عليه وزير الطاقة، وما سانده وزير العدل فيه، يشكل بأبعاده أخطر انحراف سياسي وأخلاقي لنظامنا ولقيمنا. فبالإضافة إلى أن هاجس الانتخابات النيابية هو الدافع الأساس لطلب التعقبات بحق نواب ومرشحين للانتخابات النيابية». واعتبر «أن هذه الخطوة تهدف إلى إيذاء مرشحين للانتخابات النيابية المقبلة يشكلون خطرا على مرشحي التيار الوطني الحر، وبصورة خاصة على رئيسه الذي أسقطه الشعب في أكثر من استحقاق نيابي»، مضيفا: «الخطورة تكمن في محاولة تسخير القضاء لإلغاء المعارضة السياسية، عبر التهويل عليها وترهيبها، وفي تحويل قضية سياسية وأخلاقية بامتياز إلى قضية قضائية».
وأعلن حرب أنه سيطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري رفع الحصانة عنه في أول جلسة، وقال: «أعلن كمحامٍ تطوعي للدفاع عن جميع الذين ادعى عليهم الوزير أبي خليل في شكواه».
بدوره، قال نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لوكالة الأنباء «المركزية»: «ما يجري يذكّرنا بأيام الوصاية السورية. وهذا يندرج في إطار عملية تهويلية على كل القوى والأحزاب، لا سيما المعارضة منها». وأضاف: «نحن ننتظرهم، ونتحداهم أن يذهبوا في هذه المعركة حتى النهاية لأننا نتمناها وجاهزون لها، وليجتمع مجلس النواب ويرفع الحصانة عن النائب سامي الجميل».
من جهتها، قالت نقابتا الصحافة والمحررين: «لقد ابتدعت السلطة الحاكمة في لبنان مفهوما جديدا للإرهاب السياسي تمثل في ادعاء الحزب الحاكم على 400 سياسي وإعلامي ومواطن دفعة واحدة على خلفية المواجهة السياسية في ملفات الهدر والفساد بين السلطة ومعارضيها». واعتبرت في بيان لها أن «الترهيب السياسي والقضائي يعتبر جريمة سياسية موصوفة ترتكبها السلطة السياسية في حق المعارضة النيابية والسياسية والإعلامية والشعبية، تتطلب من النقابات ولا سيما نقابات الصحافة والمحررين والمحامين ووسائل الإعلام وغيرها من جمعيات المجتمع المدني وحقوق الإنسان تحركات فورية وحاسمة للتصدي للانقلاب الموصوف على الدستور والقانون الذي تسعى السلطة إلى فرضه بقوة الترهيب».
ورأت أن تلكؤ الهيئات النقابية والجمعيات والأحزاب والقوى السياسية عن مواجهة «إرهاب السلطة» يستدعي التوجه إلى المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، وصولا إلى المحاكم الدولية المختصة بحقوق الإنسان، لطلب وضع السلطة اللبنانية عند حدها ومنع تماديها في استهداف شعبها وقهر قواه الحية.
وقالت إن «الأشهر الأولى من حكم سلطة التسوية أظهرت نية واضحة لهذه السلطة بفرض هيمنتها على وسائل التواصل الاجتماعي بعد هيمنتها على المؤسسات الدستورية، ومحاولة تسخير القضاء في خدمة مصالحها، خلافاً للدستور والقوانين، من خلال ممارسات تذكر بممارسات النظام الأمني اللبناني - السوري الذي تحكم في لبنان واللبنانيين على مدى 15 سنة؛ لذلك فإن اللبنانيين مدعوون إلى التحرك في مواجهة السلطة الساعية، عشية الانتخابات النيابية المفترضة، إلى ضرب الحريات العامة والخاصة والمعارضة السياسية والشعبية، ومصادرة حقوق الناس في اختيار من يمثلهم نيابياً ووزارياً ورئاسياً».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.