الاتحاد الأفريقي يتعهد بدعم السودان لرفع كامل العقوبات الأميركية

قمة في غينيا بيساو لتكوين حكومة وحدة وطنية ليبية

الرئيس الغيني ألفا كوندي
الرئيس الغيني ألفا كوندي
TT

الاتحاد الأفريقي يتعهد بدعم السودان لرفع كامل العقوبات الأميركية

الرئيس الغيني ألفا كوندي
الرئيس الغيني ألفا كوندي

تعهد رئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس الغيني ألفا كوندي بدعم الجهود السودانية لتحقيق الرفع الكامل للعقوبات الأميركية المفروضة على السودان، بما يتيح لرئيسه حرية التنقل بين دول الإقليم والعالم. وأعلن عقد اجتماع لكل الفرقاء الليبيين في كوناكري بمن فيهم المشير خليفة حفتر لتكوين حكومة وفاق وطني ليبية تنهي النزاع وتحقق الاستقرار في البلاد التي أنهكتها الحروب.
ووصل الرئيس ألفا كوندي إلى الخرطوم أول من أمس في زيارة للسودان تستغرق 3 أيام ضمن سلسلة زيارات يقوم بها بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي، وأجرى خلالها جولة مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة بمن في ذلك رئيس الوزراء بكري حسن صالح.
وقال الرئيس كوندي في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس البشير عقب انتهاء جولة المباحثات التي عقدها الرئيسان بالخرطوم أمس، إنه سيعمل على تحقيق الرفع الكلي للعقوبات على السودان، وبذل الجهود اللازمة بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي وبلاده، وتابع: «سأبذل قصارى جهدي حتى يتحقق الرفع الكامل للعقوبات، وحتى يتمكن فخامة أخي الرئيس عمر البشير من التنقل بين الدول الأفريقية التي يريدها، بل وجميع دول العالم التي يود توثيق علاقة بلده بها»، وأضاف: «جئنا لنؤكد للعالم أننا نقف مع هذا الشعب وهذه الدولة»، وواصل مخاطبا الرئيس البشير: «جئت لكي أقدم هذا الدعم».
وجدد كوندي التأكيد على قرارات الاتحاد الأفريقي بالانسحاب الجماعي من المحكمة الجنائية الدولية، وكشف عن تحديد آلية لـ«تعيين أو اقتراح محكمة بديلة على المستوى الأفريقي»، وتابع: «قررنا أن ننسحب، وهذا ما أكدته قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة».
وحمّل رئيس الاتحاد الأفريقي المجتمع الدولي وتدخله في ليبيا المسؤولية عن الانفلات الأمني في تلك الدولة، بقوله: «طلبنا من الدول العظمى ألا يتدخلوا في ليبيا، لأن تدخلهم سيؤدي إلى صوملة ليبيا، وستعم الأزمة أنحاء أفريقيا، لكنهم لم يسمعوا كلامنا». وانتقد بشدة موافقة نيجيريا وجنوب أفريقيا باعتبار عضويتهما في مجلس الأمن لحظة اتخاذه قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا، وقال: «يجب أن نكون صريحين مع أنفسنا، فعندما قدم مشروع حظر الطيران على ليبيا، فإن الدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن صوتت لصالح القرار، وكان من الممكن أن تسقطه روسيا والصين بالفيتو».
كما حذر كوندي دولاً إقليمية من التدخل في الأزمة الليبية، ودعاها لترك قضايا أفريقيا لقادتها، وقال: «ذهبت إلى أبوظبي وإلى تركيا وناقشت معهما الوضع في ليبيا، وطلبت منهما أن يتركا أفريقيا، وألا يتدخلا في شأنها، ويتركا لها حل مشكلاتها».
وكشف كوندي عن عقد اجتماع لكل الفرقاء الليبيين في عاصمة غينيا الاستوائية «ملاقو»، للاتفاق على تكوين حكومة وحدة وطنية تحل الأزمة وتوقف النزاع، دون أن يحدد أجلا لعقده، وتابع: «لتحقيق هذا استقبلت رئيس مجلس النواب، رئيس المؤتمر الوطني، رئيس حكومة الإنقاذ في طرابلس، وحفيد الملك إدريس، والسراج»، وأضاف: «في المستقبل سأستقبل المشير خليفة حفتر».
ودعا كوندي الرئيس البشير بصفة بلاده جارة لليبيا، ولجهوده لإنهاء الأزمة الليبية، إلى بذل مزيد من الجهود، وقال: «أتطلع لدعم فخامة الرئيس والسودان الجهود التي نبذلها، وجئت هنا لأجد هذا الدعم».
من جهته، قال الرئيس البشير إنه أجرى مع ضيفه مباحثات تناولت العلاقات الثنائية بين غينيا والسودان، واتفقا على إنشاء لجنة وزارية لرعاية علاقات البلدين وتطويرها، كما اتفقا على فتح سفارتين في كلتا العاصمتين.
وأوضح البشير في حديثه للصحافيين أنه قدم لضيفه شرحاً للأوضاع السودانية وما تشهده من تطور في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وبحث معه قضايا الإقليم، وقال: «هو إقليم يعاني - بكل أسف - من عدد من الصراعات في عدد من دوله، وتباحثنا حول هذه القضايا للوصول إلى سلام واستقرار في المنطقة»، وتابع: «نقدر جهود الرئيس في دعم قضايا السودان وقضايا أفريقيا عامة».
ووقع الرئيسان في ختام مباحثاتهما بياناً مشتركاً أشار خلاله الرئيس البشير إلى ما أطلق عليه «الموقف القوي للرئيس كوندي» في مواجهة التدخلات السلبية في أفريقيا، ودعوته لاستقلال القرار الأفريقي.
ووفقًا للبيان، أحاط البشير ضيفه علما بتطور الأوضاع في السودان، وإسهاماته في نزع فتيل الحرب في دول الجوار؛ جنوب السودان وليبيا وأفريقيا الوسطى والصومال والكونغو الديمقراطية، وتطور علاقاته بالمجتمع الدولي، سيما مع الولايات المتحدة الأميركية بعد الرفع الجزئي للعقوبات.
وأشاد الرئيس كوندي، حسب البيان، بدور السودان في إنهاء صراعات دول الجوار، وإسهامه الفاعل في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، واستضافة اللاجئين.
واستعرض الجانبان السوداني والغيني المهددات الأمنية التي تواجه دول الساحل والصحراء، واتفقا على التعاون من أجل مكافحة الجماعات الإرهابية، لا سيما «بوكو حرام» و«داعش» وبعض جماعات دارفور، «التي انتهجت الارتزاق في دول الإقليم»، حسبما ورد في البيان.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.