شاب مصري يؤسس مكتبة لاستعارة الكتب واستبدالها

مكتبة «بداية» تسعى لتشجيع القراءة ومحاربة ارتفاع الأسعار

شاب مصري يؤسس مكتبة لاستعارة الكتب واستبدالها
TT

شاب مصري يؤسس مكتبة لاستعارة الكتب واستبدالها

شاب مصري يؤسس مكتبة لاستعارة الكتب واستبدالها

تجده في النوادي الاجتماعية والأحياء الراقية والشعبية وفي محطات المترو وداخل الجامعات، تعجّ منضدته بعشرات العناوين الأدبية والاجتماعية، بالعربية والإنجليزية، روايات لأشهر الأدباء تتصدر قوائم الأكثر مبيعاً في مصر أو العالم العربي إلى جانب روايات إمبرتو إيكو ودان براون وروايات قائمة «نيويورك تايمز»، وكتب كبار المفكرين كالعالم الراحل مصطفى محمود، رافعاً شعار «فكر جديد».
يقف أحمد عبد الرحمن مؤسس «مكتبة بداية» لاستعارة الكتب، غير مبالٍ بنظرات الناس أو استهتار البعض ببضاعته الثمينة التي لا يقدِّرُها إلا كل قارئ حصيف. في ظل اختفاء ظاهرة استعارة الكتب من المكتبات العامة التي كانت تنتشر في الأحياء المصرية، ومع غلاء أسعار الكتب التي تفوق قدرة الطبقة الوسطى المثقفة، ابتكر عبد الرحمن فكرة رائعة لدعم عشاق القراءة عن طريق توفير كل ما يرغبون فيه من كتب، يشترونها بسعر مخفض، وما إن يعيدوها يستعيدوا قيمة 75 في المائة من ثمن الكتاب، بل ويقوم بتوصيل الكتب للمنازل حسب الطلب (بوك دليفري)، ويمكنه أن يوفر للقارئ أي كتاب يرغب فيه ويصل إليه خلال 48 ساعة في أي محافظة من محافظات مصر.
وعن فكرته يقول لـ«الشرق الأوسط»: «كان شغفي بالقراءة منذ الصغر يدفعني لاقتناء الكتب، وبمرور الوقت وجدت أن عدداً كبيراً من أصدقائي يعزفون عن القراءة ويتجهون لتمضية وقت فراغهم في الألعاب الافتراضية والأجهزة اللوحية دون اهتمام بالقراءة، وبالطبع مع غلاء أسعار الكتب انفضَّ عدد كبير من القراء عن القراءة الورقية، لذا فكرت في أن أؤسس مكتبة عقب تخرجي في الجامعة عام 2010».
يستكمل عبد الرحمن الذي تخرج في كلية التجارة: «بدأت في دراسات جدوى للمشروع، ووجدت تراجعاً مخيفاً في نسب القراءة في مصر والوطن العربي، فساورني القلق من الدخول في هذا المجال، لكن فكرت في أن أؤسس مكتبة هي أشبه بالمكتبة المتنقلة ولكن لاستعارة الكتب كتشجيع للشباب على القراءة. وقمت بتطوير الفكرة وأصبح هناك مجال لاستبدال وتبادل الكتب، بمعنى أن القارئ يمكنه استبدال بكتب قديمة أخرى حديثة مقابل فارق بسيط بالسعر، ويمكن ذلك عبر 28 محافظة».
على مدار 4 سنوات هي عمر «مكتبة بداية» خلقت فكرة المكتبة من استعارة وتبادل الكتب حراكاً قرائياً، إذ يلتقي القراء مع أحمد عبد الرحمن في الأماكن التي يوجد فيها، سواء في أيام العطلات أو أيام الدراسة أو يتواصلون عبر مجموعة على «واتساب» أو «فيسبوك» للتعرف على الجديد في عالم الكتب.
ومع نجاح مكتبة «بداية» لم تعد مجرد مكتبة متنقلة مع نحو 800 كتاب، بل أصبح لها مقر دائم في مدينة نصر، مع وجودها في أماكن متفرقة من العاصمة المصرية وضواحيها.
عبد الرحمن يسعى من خلال مشروعه الهادف إلى أن يساند الشباب الباحثين عن عمل من خلال توليهم الإشراف على المعارض التي توجد بها مكتبة «بداية»، ورغم ذلك لم يتلقَّ أي دعم من أي جهة، وهو أيضاً لم يسعَ لذلك، ويقول: «لم أفكر في طلب أي دعم من أي جهة، فقد حركني حبي للقراءة ويدفعني تشجيع الناس لي وإعجابهم بالفكرة وهذا يكفيني».
ويشير إلى أن دور النشر تتعاون معه في كثير من الأحيان بتسهيل سداد قيمة الكتب التي اشتراها منهم، وبحسبه «أصبح لديهم ثقة من خلال التعامل معي لأربع سنوات».
لم يواجه عبد الرحمن عقبات مع مشروعه، إلا أن أكثر ما يحبطه ويحزنه هو سلوك بعض الأهالي من أولياء الأمور الذين ما إن يجدوا طفلهم منجذباً لشراء كتاب فيقولون له: «لما تقرأ كتب الدراسة الأول حينها فكر في قراءة الروايات».
يقول عن ذلك: «أتمنى وأسعى لأن يكون الأهل هم أول من يشجع الأطفال على القراءة، صحيح أن هناك أولويات كثيرة في ظل الضغوط المادية، لكن القراءة هي سبيلهم للتقدم والوعي وفهم العالم من حولهم... فنحن نقرأ لنرتقي، وهو شعار المكتبة».
ويرصد عبد الرحمن ارتفاع معدلات القراءة والاطلاع لدى طلاب الكليات العملية، مثل الطب والهندسة والصيدلة، في مقابل تراجُعِها بين طلاب الجامعات الأخرى كالآداب والتربية والفنون الجميلة، بحكم اختلاطه بمجتمع الجامعة وتعامله مع شرائح كبيرة من الطلاب خلال معارضه بالجامعات المصرية. يقول: «على الرغم من صعوبة دراستهم، فإن طلاب الكليات العملية مثقفون بشكل أكبر، ويحبون القراءة في مختلف المجالات وأيضاً يقرأون الرواية والشعر بشكل كبير».
وعن حجم الإقبال على دواوين الشعر، يكشف عبد الرحمن أن هناك أسماء كثيرة عليها إقبال لا يقل، مثل أمل دنقل ونزار قباني وصلاح جاهين ومحمود درويش وفاروق شوشة، مع بعض الشعراء الجدد لكن بشكل عام الرواية تعتبر هي أكثر ما يقرأه الشباب، والفتيات يمثلن نسبة أعلى في معدل القراءة عن الشباب. ويمكن القول إن تجربة مكتبة «بداية» تمثل مرصداً لذائقة القراء فيقول: «الرواية تتصدر اهتمامات وإقبال الشباب، وهم أعطوا شهادة الميلاد لعدد كبير من الكتاب الجدد، ويليها كتب التنمية البشرية وكتب د. مصطفى محمود، ثم كتب السيرة الذاتية، خصوصاً سِيَر السياسيين».
تجربة أحمد عبد الرحمن تكشف كثيراً من الجوانب المتعلقة بحب القراءة ونسبها وعلاقة القارئ المصري تحديداً بالكتاب الورقي في مقابل الكتاب الإلكتروني، وفي ظل انتشار القرصنة ونشر الكتب والروايات الجديدة عبر الإنترنت، وتعطي الكثير من الأمل في رفع معدلات القراءة عبر مشروعات مماثلة تدعم أسعار الكتب.
يقيم عبد الرحمن تجربته عبر استمرارية تزايد أعداد القراء المقبلين على استعارة الكتب ونسبة الكتب العائدة له، فوجد أن عدداً كبيراً من القراء الذين يقتنون الكتب في البداية كاستعارة على أن يعيدوها مرة أخرى غالباً ما يحتفظون بها ولا يعود من الكتب المبيعة سوى 40 في المائة فقط، ويعزي ذلك إلى حب القراء للكتاب الورقي والرغبة في الاحتفاظ به، معتبراً أن الكتب الورقية عِشْق لن ينتهي لدى القارئ على الرغم من وجود أجهزة القراءة اللوحية.



«كيركيغارد»... والحب المستحيل

ريجين أولسين
ريجين أولسين
TT

«كيركيغارد»... والحب المستحيل

ريجين أولسين
ريجين أولسين

كان أحدهم قد أطلق العبارة التالية: كيركيغارد فيلسوف كبير على بلد صغير الحجم. بمعنى أنه أكبر من البلد الذي أنجبه. وبالفعل، فإن شهرته أكبر من الدنمارك، التي لا يتجاوز عدد سكانها 5 ملايين نسمة، وبالطبع أكبر من اللغة الدنماركية المحدودة الانتشار جداً قياساً إلى لغات كبرى كالفرنسية والإنجليزية والألمانية والإسبانية، ناهيك بالعربية. ولكن مؤلفاته أصبحت مترجمة إلى شتى لغات العالم. وبالتالي، لم تعد محصورة داخل جدران لغته الأصلية الصغيرة. لقد أصبحت ملكاً للعالم أجمع. هنا تكمن عظمة الترجمة وفائدتها. لا حضارة عظيمة من دون ترجمة عظيمة. والحضارة العربية التنويرية قادمة لا ريب، على أكتاف الترجمة والإبداع الذاتي في آنٍ معاً.

سورين كيركيغارد (1813 - 1855) هو مؤسس الفلسفة الوجودية المعاصرة، قبل هيدغر وسارتر بزمن طويل. إنه الممثل الأكبر للتيار الوجودي المسيحي المؤمن، لا المادي الملحد. كان كيركيغارد أحد كبار فلاسفة الدين في المسيحية، إضافة إلى برغسون وبول ريكور، مثلما أن ابن رشد وطه حسين ومحمد أركون هم من كبار فلاسفة الدين في الإسلام.

سورين كيركيغارد

لكن ليس عن هذا سأتحدث الآن، وإنما عن قصة حب كبيرة، وربما أكبر قصة حبّ ظهرت في الغرب، ولكن لا أحد يتحدث عنها أو يسمع بها في العالم العربي. سوف أتحدث عن قصة كيركيغارد مع الآنسة ريجين أولسين. كيف حصلت الأمور؟ كيف اشتعلت شرارة الحب، تلك الشرارة الخالدة التي تخترق العصور والأزمان وتنعش الحضارات؟ بكل بساطة، كان مدعواً إلى حفلة اجتماعية عند أحد الأصدقاء، وصادف أنها كانت مدعوة أيضاً. كانت صغيرة بريئة في الخامسة عشرة فقط، وهو في الخامسة والعشرين. فوقع في حبها على الفور من أول نظرة، وبالضربة القاضية. إنه الحب الصاعق الماحق الذي لا يسمح لك بأن تتنفس. ويبدو أنه كان شعوراً متبادلاً. وبعد 3 سنوات من اللقاءات والمراسلات المتبادلة، طلب يدها رسمياً فوافقت العائلة.

ولكنه صبيحة اليوم التالي استفاق على أمر عظيم. استفاق، مشوشاً مبلبلاً مرعوباً. راح ينتف شعر رأسه ويقول: يا إلهي، ماذا فعلت بنفسي؟ ماذا فعلت؟ لقد شعر بأنه ارتكب خطيئة لا تغتفر. فهو لم يخلق للزواج والإنجاب وتأسيس عائلة ومسؤوليات. إنه مشغول بأشياء أخرى، وينخر فيه قلق وجودي رهيب يكاد يكتسحه من الداخل اكتساحاً... فكيف يمكن له أن يرتكب حماقة كهذه؟ هذه جريمة بحقّ الأطفال الذين سوف يولدون وبحقّها هي أيضاً. ولذلك، فسخ الخطوبة قائلاً لها: أرجوك، إني عاجز عن القيام بواجبات الزوجية. أرجوك اعذريني.

ثم أردف قائلاً بينه وبين نفسه: لا يحق لي وأنا في مثل هذه الحالة أن أخرب حياة خطيبتي المفعمة بحب الحياة والأمل والمحبة، التي لا تعاني من أي مشكلة شخصية أو عقدة نفسية أو تساؤلات وجودية حارقة. وإنما هي إنسانة طبيعية كبقية البشر. أما أنا فإنسان مريض في العمق، ومرضي من النوع المستفحل العضال الذي لا علاج له ولا شفاء منه. وبالتالي، فواجب الشرف والأمانة يقتضي مني أن أدوس على قلبي وأنفصل عنها وكأني أنفصل عن روحي.

لكن عندما سمع بأنها تزوجت من شخص آخر جنّ جنونه وتقطعت نياط قلبه وهاجت عليه الذكريات. بل هرب من الدنمارك كلها لكيلا يسمع بالتفاصيل والتحضيرات وليلة العرس. هذا أكبر من طاقته على التحمل. وأصبح كالمجنون الهائم على وجهه في البراري والقفار. كيف يمكن أن يتخيلها مع رجل آخر؟ هل انطبقت السماء على الأرض؟ مجنون ليلى ما تعذب مثلنا.

الشيء المؤثر في هذه القصة هو أن خطيبته التي عاشت بعده 50 سنة تقريباً طلبت أن تدفن إلى جواره، لا إلى جوار زوجها الشرعي! فاجأ الخبر كثيرين. وكانت بذلك تريد أن تقول ما معناه: إذا كان القدر قد فرقني عنه في هذه الحياة الدنيا، فإني سألتحق به حتماً في الحياة الأخرى، حياة الأبدية والخلود. وكانت تعتبر نفسها «زوجته» برغم كل ما حصل. وبالفعل، عندما كان الناس يتذكرونها كانوا يقولون: خطيبة كيركيغارد، لا زوجة فريدريك شليجيل. وقالت: إذا لم يكن زوجي هنا على هذه الأرض، فسوف يكون زوجي هناك في أعالي السماء. موعدنا: جنة الخلد! هل هناك حب أقوى من هذا الحب؟ حب أقوى من الموت، حب فيما وراء القبر، فيما وراء العمر... الحب والإيمان. أين هو انتصارك يا موت؟

قصة حب تجمع بين كيركيغارد، مؤسس الفلسفة الوجودية، وفتاة شابة جميلة تصغره بعشر سنوات، لكن الفلسفة تقف حجر عثرة بينهما، فينفصل عنها وتظل صورتها تطارده طيلة حياته

اللقاء الأخير

كيف يمكن أن نفهم موقف كيركيغارد من حبيبته إن لم نقل معبودته ريجين أولسين؟ للوهلة الأولى يبدو أنه لا يوجد أي تفسير منطقي له. فقد قطع معها في أوج العلاقة الغرامية، دون أي سبب واضح أو مقنع. ويبدو أنها حاولت أن تراه لآخر مرة قبيل سفرها مع زوجها إلى بلاد بعيدة. أن تراه في الشارع كما لو عن طريق الصدفة. وعندما اصطدمت به، قالت له: «ليباركك الله، وليكن كل شيء كما ترغب». وهذا يعني أنها استسلمت للأمر الواقع نهائياً، وأنه لا عودة بعد اليوم إلى ما كان. تراجع كيركيغارد خطوة إلى الوراء عندما رآها حتى لكأنه جفل. ثم حياها دون أن ينبس بكلمة واحدة. لم يستطع أن يرد. اختنق الكلام في صدره. لكأنه يقول بينه وبين نفسه: هل يحق لمن يقف على الخطوط الأمامية لجبهة الفكر، لجبهة النار المشتعلة، أن يتزوج؟ هل يحق لمن يشعر بأن حياته مهددة أن ينجب الأطفال؟ أطفاله هم مؤلفاته فقط. هل يحق لمن يصارع كوابيس الظلام أن يؤسس حياة عائلية طبيعية؟ ما انفك كيركيغارد يحاول تبرير موقفه، بعد أن شعر بفداحة ما فعل مع ريجين. لقد اعتقد أنه انفصل عنها، وانتهى الأمر، فإذا بها تلاحقه إلى أبد الآبدين. ما انفك يلوم نفسه ويتحسر ويتعذب. لكأنه عرف أن ما فعله جريمة لا تغتفر. نعم، لقد ارتكب جريمة قتل لحب بريء، حب فتاة غضة في أول الشباب. من يستطيع أن يقتل العاطفة في أولها، في بداية انطلاقتها، في عنفوانها؟ طيلة حياته كلها لم يقم كيركيغارد من تلك الضربة: ضربة الخيانة والغدر. وربما لم يصبح كاتباً وفيلسوفاً شهيراً إلا من أجل تبريرها. لقد لاحقه الإحساس القاتل بالخطيئة والذنب حتى آخر لحظة من حياته. إذا لم نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار فإننا لن نفهم شيئاً من فلسفة كيركيغارد. لقد أصبحت قصته إحدى أشهر قصص الحب على مدار التاريخ، بالإضافة إلى قصة دانتي وبياتريس، وروميو وجولييت، وأبيلار وهيلويز. ويمكن أن نضيف: مجنون ليلي، وجميل بثينة، وكثير عزة، وعروة وعفراء، وذا الرمة ومي... إلخ. العرب هم الذين دشنوا هذا الحب العذري السماوي الملائكي قبل دانتي وشكسبير بزمن طويل. ولماذا تنسون عنتر وعبلة؟ بأي حق؟

ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

بعد أن تجاوز فيلسوف الدنمارك تلك التجربة العاصفة، شعر وكأنه ولد من جديد، أصبح إنساناً جديداً. لقد انزاح عن كاهله عبء ثقيل: لا عائلة ولا أطفال ولا زواج بعد اليوم، وإنما معارك فكرية فقط. لقد طهره حب ريجين أولسين من الداخل. كشف له عن أعماقه الدفينة، وأوضح له هويته ومشروعه في الحياة. الحب الذي يفشل يحرقك من الداخل حرقاً ويطهرك تطهيراً. بهذا المعنى، فالحب الفاشل أفضل من الحب الناجح بألف مرة. اسألوا أكبر عاشق فاشل في العالم العربي. بعدها أصبح كيركيغارد ذلك الفيلسوف والكاتب الكبير الذي نعرفه. بالمعنى الأدبي للكلمة، وليس مفكراً فيلسوفاً فقط، بالمعنى النثري العويص الجاف. من ثم هناك تشابه كبير بينه وبين نيتشه مع الفارق، الأول مؤمن، والثاني ملحد. وأخيراً، لم ينفك كيركيغارد يحلل أعماقه النفسية على ضوء ذلك الحب الخالد الذي جمعه يوماً ما بفتاة في عزّ الشباب، تدعى ريجين أولسين. عبقريته تفتحت على أنقاض ذلك الحب الحارق أو المحروق. كان ينبغي أن تحصل الكارثة لكي يستشعر ذاته، ينجلي الأفق، يعرف من هو بالضبط. من كثرة ما أحبها تركها. لقد قطع معها لكي تظل - وهي العزيزة الغائبة - أشد حضوراً من كل حضور!