أفغانستان تستقبل رمضان بهجوم انتحاري

مقتل العشرات في خوست أغلبهم مدنيون

تفتيش مواطن أفغاني على الطريق السريعة خارج قندهار بجنوب أفغانستان أمس (إ.ب.أ)
تفتيش مواطن أفغاني على الطريق السريعة خارج قندهار بجنوب أفغانستان أمس (إ.ب.أ)
TT

أفغانستان تستقبل رمضان بهجوم انتحاري

تفتيش مواطن أفغاني على الطريق السريعة خارج قندهار بجنوب أفغانستان أمس (إ.ب.أ)
تفتيش مواطن أفغاني على الطريق السريعة خارج قندهار بجنوب أفغانستان أمس (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية أن 18 شخصاً على الأقل قتلوا وأصيب 8 آخرون بانفجار سيارة مفخخة يعتقد أن انتحارياً نفذ الحادث صباح أمس في ساعات الذروة قرب محطة سيارات وسط مدينة خوست شرق البلاد. وقال نجيب دانيش المتحدث باسم الوزارة إن الانفجار يحمل بصمات «طالبان»، مشيراً إلى أن جميع الضحايا مدنيون ولا توجد بينهم عناصر أمنية.
وأضاف دانيش أن بين القتلى والمصابين نساء وأطفال، مؤكداً أن بين المصابين حالات حرجة مما يشير إلى احتمال تزايد عدد الضحايا. وقد صعدت حركة طالبان التي تخوض حرباً شرسة ضد القوات الحكومية من عملياتها القتالية خلال الفترة الأخيرة ضمن عمليات الربيع التي أطلقتها باسم زعيمها الراحل الملا أختر منصور، وأعلنت مسؤوليتها عن انفجار خوست. وقال المتحدث باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد إن أحد عناصر الجماعة وهو حفيظ إدريس خوستي هو من نفذ الهجوم الذي تزامن مع أول أيام شهر رمضان المبارك، مشيراً في رسالة نصية بعثها إلى المراسلين ووكالات أنباء إلى أن المستهدف كان رتلاً عسكرياً تابعاً للميليشيات المسلحة الموالية للحكومة في المنطقة. الانفجار وحسب شهود عيان ألحق أضراراً فادحة بالمحال التجارية وممتلكات الناس.
من جهته، ندد الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني بالهجوم الانتحاري ووصفه بالعمل الجبان الذي استهدف المدنيين في أول أيام الصيام والعبادة، وكان أشرف غني قد طالب حركة طالبان وباقي الجماعات المسلحة في خطاب له بمناسبة حلول شهر رمضان بوقف العمليات احتراماً للشهر الفضيل، كما طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية داماتجي ماماتو جميع الأطراف بوقف العمليات القتالية بمناسبة شهر رمضان وإتاحة الفرصة للمدنيين بمزاولة نشاطهم اليومي.
وغير بعيد عن ولاية خوست، فقد قتل 10 أشخاص بينهم نساء وأصيب 8 آخرون بانفجار قنبلة مزروعة بجانب الطريق ببلدة أدرسكن بولاية هرات غرب أفغانستان، وقالت السلطات إن الانفجار وقع أثناء مرور حافلة ركاب مدنية من ولاية هرات إلى محافظة بادغيس غرب البلاد.
وكانت حركة طالبان قد تبنت الهجوم على مقر للجيش الأفغاني قبل يومين فقط في ضواحي مدينة قندهار جنوب البلاد أسفر عن مقتل 18 جندياً وإصابة العشرات في أعنف هجوم شهدته قندهار خلال الأشهر القليلة الماضية، واتهم قائد الشرطة في الولاية الجنرال عبد الرازق شخصيات لم يسمها في الحكومة المركزية تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في إقليم قندهار الذي شهد هدوءاً نسبياً بعد أن نجحت «طالبان» في نقل المعركة إلى الشمال الأفغاني.
وإلى جانب حركة طالبان، ينشط تنظيم داعش الذي برز في أفغانستان في 2015 وسيطر على أراضٍ واسعة في ولايتي ننجرهار وكونر شرق أفغانستان قرب الحدود الباكستانية. لكن التنظيم شهد تراجعاً مذاك وانكفأ في عدد من مناطق ننجرهار عقب شن عملية عسكرية مشتركة ضده من قبل الجيش الأفغاني والقوات الدولية.
ويعتقد أن كثير التنظيم الذي بلغ حداً أقصى من 2500 أو 3000 رجل تراجع إلى 800 على أبعد تقدير نتيجة الخسائر في القتال والانشقاقات خصوصاً في الفترة الأخيرة.
ومنذ بروز التنظيم المتشدد في 2015 شن عناصره سلسلة اعتداءات بالعبوة في أفغانستان وتمكنوا من شن هجمات دموية في كابل في يوليو (تموز) 2016 وفي الخريف. وينشط تنظيم داعش حسب تقارير مستقلة في 25 ولاية أفغانية من أصل 34. وقد كثف من عملياته خلال الفترة الأخيرة.
فبالإضافة إلى الوجود المستمر للتنظيم في ولاية ننجرهار يشتبه في سعيه إلى الاستقرار في شمال أفغانستان، حيث أعلن مسلحون في «حركة أوزبكستان الإسلامية» ولاءهم له. وينتشر نحو 8400 جندي أميركي في أفغانستان، يؤدي أغلبهم مهام تدريب لدعم القوات الأفغانية في مواجهة «طالبان» في إطار قوة لحلف شمال الأطلسي. غير أن 2150 منهم يقودون عمليات خاصة ضد القاعدة أو تنظيم داعش، ومن المتوقع إرسال مزيد من الجنود بعد أن تعلن إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب استراتيجيتها الجديدة تجاه أفغانستان خلال الشهر الحالي.
وشهدت منطقة آتشين بولاية ننجرهار شرق أفغانستان اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «طالبان» ومسلحي تنظيم داعش أودت بحياة 4 مدنيين بينهم طفل، حسب الشرطة المحلية في الإقليم. وقُتل الشهر الماضي وفقاً لحصيلة حكومية أكثر من 90 مسلحاً وأصيب عشرات آخرون بجراح خلال مواجهات عنيفة بين مسلحي حركة طالبان ومسلحي «داعش» في ولاية جوزجان شمال البلاد.



ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
TT

ترودو سيناقش مع الملك تشارلز تهديد ترمب بضم كندا

رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)
رئيس وزراء كندا جاستن ترودو خلال مؤتمر صحافي في لندن (أ.ب)

من المقرر أن يجتمع رئيس وزراء كندا جاستن ترودو مع الملك تشارلز الثالث، بصفته ملك كندا، اليوم الاثنين حيث سيناقش تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا لتكون الولاية 51.

وتعرض الملك تشارلز لانتقادات في كندا بسبب صمته حيال تهديدات ترمب بضم كندا. وقال ترودو في لندن يوم الأحد إنه سيناقش مع تشارلز القضايا المهمة بالنسبة للكنديين وأضاف «لا شيء يبدو أكثر أهمية بالنسبة للكنديين في الوقت الحالي من الدفاع عن سيادتنا واستقلالنا كدولة». ويعتبر تشارلز هو رأس دولة كندا، التي هي عضو في الكومنولث البريطاني.

وبصفة عامة، فإن حركة مناهضة الملكية في كندا صغيرة، لكن صمت الملك حيال تهديدات ترمب أثار الحديث بهذا الشأن في الأيام الأخيرة. وكان الملك، الذي التقى يوم الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترمب للقدوم إلى اسكتلندا للقيام بزيارة دولة. وقال المحامي الدستوري لايل سكينر في منشور على «إكس»، «خبر رائع أن رئيس الوزراء سيجتمع مع ملك كندا غدا. نأمل أن يسفر هذا عن بيان من الملك بشأن مملكة كندا».

وعلى الرغم من أن الكنديين عموما غير مبالين بالملكية، فإن العديد منهم كان لديهم محبة كبيرة للملكة إليزابيث الراحلة، التي تزين صورتها عملاتهم المعدنية وزارت كندا 22 مرة أثناء فترة حكمها. يشار إلى أن إلغاء الملكية في كندا يعني تغيير الدستور. وهذا مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته، بالنظر إلى كيف تم تصميمه بعناية ليوحد أمة من 41 مليون شخص تضم الناطقين بالإنجليزية، والناطقين بالفرنسية، والقبائل الأصلية، والمهاجرين الجدد الذين يتدفقون باستمرار.