شنت مصر ضربات جوية، مساء أول من أمس، ضد مواقع لمتطرفين في مدينة درنة، شرق ليبيا، لكن الخبير الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، باراك بارفي، قلَّل من قدرة الغارات الجوية على منع خطر «داعش» بالمنطقة دون وجود قوات برية على الأرض. إلا أن العميد عادل العمدة، المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة، قال إن الهدف من الغارات المصرية في شرق ليبيا «تحقق بالفعل».
وجاءت الضربات الجوية المصرية ردا على قتل تنظيم داعش أقباطا معظمهم أطفال في محافظة المنيا جنوب القاهرة يوم الجمعة. ومنذ ثورات الربيع العربي جرى استهداف المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، من العراق وحتى شمال أفريقيا، وعلى نطاق واسع.
وتعاني مصر البالغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة ظروفا اقتصادية صعبة. وتتراوح نسبة المسيحيين بين 10 و15 في المائة من السكان. ولديها أيضا حدود طويلة مع ليبيا التي تعمها الفوضى. وتقول القاهرة إنها رصدت معسكرات تدريب لمتطرفين يسعون لإثارة القلاقل فيها انطلاقا من الجانب الآخر من الحدود.
وقال العميد العمدة: «لقد دمرت الغارات الملاذات الآمنة وأماكن الاحتجاز وأماكن الإيواء والتدريب. هذا يعني تحقيق الهدف وتدمير أماكن الاحتواء والانتشار للمتطرفين الذين يستهدفون مصر». وأضاف أن العمليات المصرية تجري بالتنسيق مع القوات الليبية والجيش الوطني الليبي، لكن «لا بد من تفعيل شراكة دولية لدحر الإرهاب».
وأثناء كلمة غاضبة بثها التلفزيون الرسمي، توعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، داعمي الإرهابيين، برد قاس. كما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمد يد العون. وقال السيسي موجها حديثه لترمب: «فخامة الرئيس إني أثق في أن مهمتك الأولى ستكون مواجهة الإرهاب في العالم».
إلا أن بارفي، وهو باحث في مؤسسة «نيو أميركا فاونديشن» ومتخصص في الشؤون العربية الإسلامية، قال متحدثا من أربيل بالعراق: «يمكن للرئيس ترمب أن يزيد من التعاون مع مصر، من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية، مثل صور الأقمار الصناعية لمعسكرات (داعش)، أو المحادثات التي يتم اعتراضها. ولكن من غير المحتمل أن يغير ذلك الوضع».
وتابع قائلا كذلك إنه «من غير المحتمل أن تؤدي الضربات الجوية المصرية إلى إضعاف (داعش)، وتقليل التهديد الجهادي الذي تواجهه مصر... الغارات الجوية من دون القوات البرية لا تهزم المتمردين»، مشيرا إلى أن العملية التي قامت بها القوات الجوية المصرية ضد تنظيم داعش في فبراير (شباط) 2015 - بعد أن قتل التنظيم 21 قبطيا مصريا كانوا يعملون في ليبيا - لم يكن لها تأثير يذكر على التنظيم.
وأضاف بارفي: «مصر تستخدم قواتها الجوية في سيناء ضد (داعش)، ولكن لم تتمكن من هزيمة هذا التنظيم». وقال: «هذه الغارات الجوية مجرد خطوة من الحكومة لكي تثبت للمصريين أنها تفعل شيئا حيال الجهاديين». وأشار إلى أن «مصر ببساطة لا تملك الموارد اللازمة لمحاربة (داعش) بشكل فعال واستراتيجياتها في الاعتماد على الأسلحة الثقيلة فقط تنفر السكان المدنيين».
ومن جانبه، أكد متحدث باسم الجيش المصري، أن القوات الجوية نفذت عددا من الضربات أسفرت عن تدمير كامل للأهداف المخططة التي شملت مناطق تمركز وتدريب العناصر الإرهابية التي شاركت في تخطيط وتنفيذ الحادث ضد الأقباط الذي وقع يوم الجمعة.
وقالت قوات الجيش الوطني الليبي التي يقودها المشير خليفة حفتر، إنها تشارك في الضربات الجوية التي تشنها مصر على معسكرات المتطرفين.
8:18 دقيقة
هل تكفي الغارات الجوية وحدها لهزيمة «داعش» في ليبيا؟
https://aawsat.com/home/article/936946/%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%83%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%87%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%A9-%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%9F
هل تكفي الغارات الجوية وحدها لهزيمة «داعش» في ليبيا؟
العميد عادل العمدة: لا بد من تفعيل شراكة دولية لدحر الإرهاب
- القاهرة: عبد الستار حتيتة
- القاهرة: عبد الستار حتيتة
هل تكفي الغارات الجوية وحدها لهزيمة «داعش» في ليبيا؟
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة