يهدد الركود سوق الانتقالات الصيفية الذي ستفتح أبوابها في الأسابيع القادمة، في ظل الأزمات المالية الخانقة التي تعيشها الأندية السعودية منذ موسمين، إضافة إلى عقوبات المنع من التسجيل التي طالت ناديي الاتحاد والنصر وقد تطال أندية أخرى في الأيام القادمة.
وبدأت بوادر الأزمات المالية الخانقة في الأندية تلوح في الأفق منذ موسمين في ظل ابتعاد بعض الشركات الراعية الكبيرة وتوقف أبرز الداعمين وكبار الشرفيين في الأندية المنافسة بصورة دائمة على البطولات يقابلها تضخم أرقام الديون على كاهل تلك الأندية، الأمر الذي قاد الأمير عبد الله بن مساعد رئيس الهيئة العامة للرياضة حينها إلى إصدار تنظيم جديد بالمنع من التسجيل في حال وصول الديون لرقم محدد وفقا للتنظيم الصادر الذي وزع الأندية على ثلاث فئات.
وتمكنت الهيئة العامة للرياضة من تقليص ديون الأندية حينها إلى أرقام تبدو مقبولة ولكنها لا تزال مخيفة في ظل استمرار الأندية في فوضوية الصرف المالي الباذخ دون وجود سياسيات مالية محكمة تساعد على تخلص الأندية من ديونها وتنجح في تسيير أمورها بطريقة ناجحة.
وفي صيف العام الحالي تبدو الكثير من الأندية ستعاني من عدم القدرة على التسجيل للاعبين المحترفين الجدد سواء المحليين أو المحترفين الأجانب في حال فشلها في تقليص ديونها وفقا لمتطلبات الهيئة العامة للرياضة الهادفة لتقليص المزيد من الديون وعدم إرهاق خزائن الأندية.
وطالت عقوبات المنع من التسجيل في صيف العام الحالي نادي الاتحاد الذي صدرت بحقه عقوبة من لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بالمنع من التسجيل لفترتين «صيفية وشتوية» بسبب مستحقات يطالب بها اللاعب الأسترالي جيمس ترويسي الذي سبق له الاحتراف وتمثيل الاتحاد في فترة زمنية سابقة.
وسارعت إدارة الاتحاد الحالية برئاسة المهندس حاتم باعشن إلى التفاوض مع المحترفين الأجانب الموجدين في صفوف الفريق حيث أتمت الاتفاق مع الثنائي الكويتي فهد الأنصاري والتشيلي كارلوس فيلانويفا للاستمرار موسما إضافيا في ظل عدم القدرة على تسجيل أسماء جديدة بسبب عقوبة المنع.
وتأتي عقوبة منع الاتحاد من التسجيل من قبل اتحاد الفيفا هي الثانية هذا الموسم بعدما أوقف الاتحاد الدولي نادي الشباب ومنعه من التسجيل خلال فترة الانتقالات الشتوية التي عانى معها الليث الشبابي بسبب مستحقات مالية للاعبه الأردني طارق خطاب الذي دافع عن ألوان القميص الأبيض في موسم 2014.
وبدأ اتحاد كرة القدم الدولي «فيفا» صارما في قراراته ضد الأندية السعودية التي أصبحت مثيرة للجدل في أروقة الفيفا بسبب السياسات المالية المتخبطة من قبل إدارات الأندية المتعاقبة، الأمر الذي قاد اتحاد كرة القدم السعودي الجديد بتشكيل غرفة عمليات لمتابعة قضايا الأندية الخارجية برئاسة ياسر المسحل نائب رئيس الاتحاد ومحاولة تجنيب الأندية أي عقوبات قادمة.
وبعيدا عن قضايا الأندية السعودية الخارجية، فقد أصدر اتحاد كرة القدم السعودي قرارا بمنع نادي النصر من التسجيل خلال فترة الانتقالات الصيفية القادمة، وذلك على خلفية قضية اللاعب عوض خميس الذي انتقل لفريق الهلال قبل أن يعود ويجدد مع ناديه الأصفر ويدخل في مشكلة احترافية جديدة قادته للإيقاف ستة أشهر وناديه بالمنع من التسجيل في الفترة القادمة.
ورغم تقدم نادي النصر بالاستئناف ضد القرار وتهديده بالتصعيد تظلما على هذه العقوبة التي يرى أنها غير مستحقة، فإن النادي الأصفر لا يزال مهددا بعدم القدرة على التسجيل لتراكم ديونه وفقا للتنظيم الصادر من قبل الهيئة العامة للرياضة.
وبلغت ديون نادي النصر رقما كبيرا هذا الموسم الذي تراجع فيه أداء الأمير فيصل بن تركي في رئاسة النادي قبل أن يلمح إلى استقالته ولا يزال مستقبله غامضا حتى الآن، حيث لم يمنح النصر لاعبيه مرتباتهم منذ 11 شهراً، الأمر الذي يعني أن النادي مطالبا بتقديم ما يفوق ستين مليونا فقط كمرتبات للاعبيه دون النظر لأي مستحقات ومطالبات مالية أخرى كمقدمات عقود وغيرها.
وقد يشهد الموسم القادم خوض فريقي الاتحاد والنصر المنافسة دون إكمال عقد المحترفين الأجانب، حيث ما زال الاتحاد في طور المفاوضات مع مهاجمه المصري محمود عبد المنعم الشهير بكهربا وسط مطالبات مالية ضخمة من ناديه الزمالك المصري.
أما نادي النصر فقد يضطر للعب دون وجود محترف رابع بعد إعلان محترفه الباراغواياني فيكتور أيالا أنه لن يستمر في النادي السعودي بسبب عدم تأقلمه وارتياحه للعب هناك، وفي حال عدم كسب النصر لقضيته واستمرار المنع من التسجيل فإن النادي الأصفر سيكتفي بثلاثة محترفين البرازيلي برونو في حال تجديده مع النادي، والثنائي الكرواتي إيفان توميتشاك ومواطنه توماسوف.
وبصورة عامة فإن سوق الانتقالات الصيفية مهددا بالركود بسبب الديون الكبيرة على الأندية وسياسات الصرف التقشفية التي باتت تنتهجها الكثير من الأندية تفاديا لأزمات مالية كبيرة قد تربك مسيرتها كما يحدث لنادي الاتحاد حاليا الذي وقع ضحية لسياسيات إداراته المتعاقبة منذ سنوات.
في المقابل فإن هبوط نادي الوحدة من دوري المحترفين السعودي إلى دوري الدرجة الأولى من شأنه أن يوجه أنظار الأندية لاستقطاب لاعبيه البارزين، خاصة أن هبوط الفريق قد يصعب مهمة بقاء الكثير من نجومه، ويحضر في مقدمتهم المهاجم مختار فلاته الذي سيكون مطلبا للكثير من الأندية في الأيام القادمة.
ويتوقع أن تنشط انتقالات اللاعبين في أندية الوسط والتي تعزز صفوفها بالكثير من اللاعبين القادمين من الأندية الكبيرة دون حصولهم على فرصة اللعب والمشاركة، كما تجري العادة كل موسم، بحيث يكون انضمامهم إلى تلك الأندية دون مقابل مالي مرهق والاكتفاء بدفع مبالغ بسيطة للاعب إضافة إلى مرتباته الشهرية.
وبحسب الأنباء المتواترة إعلاميا فإن نادي النصر قد يعاني من رحيل عدد من لاعبيه البارزين يحضر في مقدمتهم المدافع عمر هوساوي الذي بات هدفا منشودا لفريق الأهلي لتعزيز خط دفاعه المتراجع منذ رحيل أسامة هوساوي صيف العام الماضي، وقد يكون رحيل هوساوي أحد الحلول المنشودة من إدارة النصر لمعالجة بعض الأزمات المالية.
أما نادي الهلال حامل لقب الدوري وكأس الملك، فإنه قد يضطر للبحث عن حارس مرمى يعزز من قوة الفريق في الاستحقاقات القادمة، حيث يتوقع ألا ينشط الهلال في سوق الانتقالات المحلية لعدم حاجته لأي من الأسماء باستثناء حراسة المرمى الذي ما زال هاجسا يؤرق الهلاليين منذ رحيل الحارس العملاق محمد الدعيع قبل سنوات من الآن.
العقوبات والديون تهددان سوق الانتقالات الصيفية بالركود
الاتحاد والنصر أكبر المتضررين... وهبوط الوحدة يثير شهية أندية المحترفين للاعبيه
العقوبات والديون تهددان سوق الانتقالات الصيفية بالركود
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة