تضامن دول خليجية وعربية مع مصر

وصفوا العملية الإرهابية بأنها جريمة تضاف إلى السجل الأسود للإرهاب

تضامن دول خليجية وعربية مع مصر
TT

تضامن دول خليجية وعربية مع مصر

تضامن دول خليجية وعربية مع مصر

أعربت دول خليجية وعربية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم المسلح في محافظة المنيا المصرية، الذي أسفر عن سقوط عشرات الأبرياء بين قتيل وجريح، والتفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف محطة للحافلات شرق العاصمة الإندونيسية جاكرتا، وخلف عدداً من القتلى والجرحى.
وأوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية أن الرياض تدين، وبأشد العبارات، الهجوم المسلح في محافظة المنيا المصرية. كما أدانت السعودية أيضاً وبشدة التفجير الانتحاري المزدوج الذي استهدف محطة للحافلات في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
وجدد المصدر تضامن السعودية ووقوفها إلى جانب مصر وإندونيسيا، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف، وختم تصريحه بتقديم العزاء لذوي الضحايا، وللشقيقة مصر وإندونيسيا، حكومة وشعباً، مع الأمنيات للمصابين بسرعة الشفاء.
فيما بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، برقية عزاء ومواساة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضمنها خالص تعازيه وصادق مواساته لضحايا الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف حافلة كانت تقل حجاجاً مسيحيين في محافظة المنيا بصعيد مصر، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
وأكد ملك البحرين، في برقيته، استنكار بلاده وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإرهابية المجرمة التي تسعى إلى زعزعة أمن واستقرار البلد الشقيق، والتي يرفضها المجتمع الدولي وتتنافى مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية، مؤكداً موقف البحرين الثابت في رفض الإرهاب بكل أشكاله وصوره.
إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة واستنكار بلادها الشديدين للهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف الحافلة بمحافظة المنيا بمصر، وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية: «إن هذا العمل الجبان يشكل تعدياً وانتهاكاً لتعاليم شريعتنا السمحة، ولكل القيم والأعراف الإنسانية».
وعبر عن ثقته في أن إدراك الأشقاء في مصر لأهداف هذه الأعمال الجبانة التي تستهدف وحدتهم الوطنية وسلامة نسيجهم الاجتماعي سيزيدهم عزماً وصلابة على مواجهة قوى الشر والظلام. وأكد المصدر وقوف دولة الكويت إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنهم واستقرارهم.
كذلك أبدت الإمارات أدانتها بشدة الجريمة الإرهابية النكراء التي استهدفت الحافلة في محافظة المنيا بمصر، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان لها، تضامن دولة الإمارات مع مصر، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العمل الإجرامي الخبيث.
وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية: «نقف مع مصر الدولة والشعب ضد التطرف والإرهاب»، واصفة هذه العملية الإرهابية بأنها جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود للإرهاب والإرهابيين.
كما أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديدين، للهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف الحافلة بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وجدد بيان وزارة الخارجية العُمانية موقف السلطنة الثابت والرافض لكل أشكال العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية التي تروع الأبرياء والآمنين. كما أكد البيان تضامن السلطنة مع مصر حكومة وشعباً لاتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية أمنها واستقرارها ضد آفة الإرهاب والعنف، معرباً عن تعازي السلطنة لأسر الضحايا وللحكومة المصرية وتمنياتها للجرحى بالشفاء.
في المقابل، أدانت اليمن الحادث الإجرامي الذي استهدفت حافلة في محافظة المنيا المصرية، وقال عبد الملك المخلافي، نائب رئيس مجلس الوزراء اليمني وزير الخارجية: «ندين بأشد العبارات الجريمة الإرهابية التي استهدفت حافلة تقل عدداً من الأقباط في المنيا»، وأعرب عن تضامن اليمن مع مصر وشعبها العربي في مواجهة الإرهاب.
من جهة أخرى، أدانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي الهجوم المسلح الذي وقع في محافظة المنيا المصرية، مجددة التأكيد على أن مثل هذا العمل الإجرامي يعكس حالة البؤس التي يعاني منها التطرف الإرهابي، متخذاً من أساليب غدره وخيانته خياراً تجرد به عن كل القيم والأعراف والمواثيق.
وشدد الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في بيان أصدره أمس، على موقف الرابطة من مثل هذه الأعمال الإرهابية التي لا تمت للإسلام بصلة، وتصنف ضمن أبشع الجرائم الإنسانية، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تنال من القيم الرفيعة الداعية للألفة والمحبة والتعاون والتعايش، وأن عموم المسلمين يقفون ضد أعمال هذه الجماعات الإرهابية.
من جانبه، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي على المسيحيين، مضيفاً: «هذه الجرائم تُذكِّر مجدداً بمدى الخطورة التي تمثلها نشاطات جماعات وتنظيمات الإرهاب والتطرف على أمن واستقرار الدول والمجتمعات والأفراد، خصوصاً في المنطقة العربية، وباستعداد هذه الجماعات والتنظيمات لارتكاب أعمال وحشية لا تمت بصلة لأي دين أو عقيدة».
وأعلن الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي، دعمه وتضامنه الكامل مع مصر، مؤكداً أن هذا الحادث ينم عن خسة ووقاحة منفذيه، في سلوك إجرامي لا ترتكبه سوى التنظيمات الإرهابية والإجرامية، مشدداً على ضرورة التكاتف العربي والدولي لمواجهة الإرهاب على جميع الأصعدة للحد من هذه الجرائم الآثمة بحق الآمنين الأبرياء.
وأدان الأردن بشدة الهجوم الإرهابي المروع والوحشي الذي تعرضت له حافلة تقل عددا من الأشقاء المصريين الأقباط كانوا يتجهون إلى دير الأنبا صامويل في المنيا وأسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا غالبيتهم من الأطفال. فقد أدان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الهجوم الإرهابي البشع، وأعرب في برقية بعث بها إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن إدانته الشديدة لهذا العمل الجبان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».