إيمان بيشه: الموسيقى تزوّدني بالطاقة وأحب الاستماع إلى فيروز

توقّعت فوز زميلتها سارة فاكابوند بلقب «أرابز غوت تالنت»

إيمان بيشه: الموسيقى تزوّدني بالطاقة وأحب الاستماع إلى فيروز
TT

إيمان بيشه: الموسيقى تزوّدني بالطاقة وأحب الاستماع إلى فيروز

إيمان بيشه: الموسيقى تزوّدني بالطاقة وأحب الاستماع إلى فيروز

قالت إيمان بيشه حاصدة لقب «أرابز غوت تالنت 5» مؤخرا إنها لم تتوقّع فوزها أبدا وإنه عند إعلان اسمها كرابحة خيّل إليها للوهلة الأولى بأن المغربية إيمان الشميطي هي التي فازت. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لم أستوعب الأمر في البداية وكذلك والدي فقد كنت أرشّح بيني وبين نفسي فوز زميلتي سارة فاكابوند كونها راقصة بارعة وهي تستحق اللقب».
الطفلة الأردنية إيمان التي لا يزيد عمرها عن ثماني سنوات شغلت العالم بصوتها الأوبرالي الرائع وبأدائها المحترف، فتصدّرت أخبارها مواقع التواصل الاجتماعية منذ إطلالتها الأولى في برنامج المواهب (أرابز غوت تالنت) في موسمه الخامس على شاشة (إم بي سي).
«إنها لم تستوعب نجوميتها بعد» يقول والدها ينال ويضيف: «أنا أيضا لم أتوقع نجاحها وكذلك والدتها (ميغ)، حتى أنني كنت قد كتبت لها مقاطع بالعربية تتضمنها أغنيتها في الحلقة النهائية إلا أنني عدت وتراجعت عن الموضوع لاعتقادي بأنها لن تحرز اللقب في كلتا الحالتين». وأشارت إيمان التي لا تجيد التحدّث بالعربية إلى أنها تحبّ الاستماع إلى أغاني السيدة فيروز رغم عدم تمكّنها من فهم جميع كلماتها وقالت: «أستطيع أن أفهم العربية إلى حدّ ما ولكنني لا أستطيع التكلّم بها. وهو أمر سأعمل على تجاوزه قريبا».
وعن الدعم الذي تلقّته من خلال تصويت المشاهدين لها بشكل كثيف مما أدى إلى فوزها باللقب علّق ينال بيشه: «أعتقد أن مشاهدي البرنامج في مصر شكّلوا الدعم الأكبر لإيمان لا سيما أن الفنان أحمد حلمي هو من ضغط على الزر الذهبي في أول إطلالة لها على مسرح البرنامج، مما جعلها تتجاوز أي مرحلة خطر قد تصادفها». وعن التمرينات والتدريبات التي رافقتها خلال حلقات البرنامج أجاب: «كانت تتمرّن نحو الساعتين في اليوم الواحد ولكنها كانت تفضّل في المقابل أن تشارك أخويها (يحيى وآدم) في لعب كرة القدم».
أكدت إيمان أنها تحلم في الوقوف على المسرح إلى جانب العالمي الأوبرالي أندريه بوتشيللي، فهي معجبة بصوته وأدائه وكذلك الأمر بالنسبة للمغنيتين العالميتين جاكي إيفانكو وسارة برايتمان. «نتمنى أن نحقق حلمها في نهاية الصيف المقبل فإننا نقوم بمحادثات مع مقرّبين من بوتشيللي بهذا الشأن ونرجو أن نوفّق في ذلك».
عندما وصلت بلادها أقيم لها في حارتها حفلة كبيرة ضمّت أصدقاء وأقرباء لها فغنّت واحتفلت على طريقتها. «أحب الغناء بشكل عام ولكنني أيضا أحب الرقص إذ أشعر بأنه يخرج مني طاقات كبيرة». تقول الطفلة بنبرة أكيدة. «هي صاحبة شخصية قوية وفي استطاعتها أن تتحول من فتاة صغيرة تلوّن الرسوم مع أخيها الأصغر منها (آدم 5 سنوات)، لتصبح بعد لحظات أخرى تلعب الكرة مع شقيقها الأكبر فتتحدث بأناقة مع أصدقائه، كما ترينها حنونة دافئة في موقف مؤثّر تتعرض إليه»، يصف ينال ابنته ويتابع: «إنها تعرف تماما ماذا تريد وتصل أهدافها بسلاسة متّكلة دائما على نفسها».
من هوايات إيمان بيشه تناول المثلّجات فوالدها يملك مصنعا في هذا المجال، ولذلك فإنها موجودة دائما في الثلاجة، كما أنها تحب كثيرا الحيوانات على أنواعها «أحب أن أكون طبيبة بيطرية أداوي الحيوانات المريضة».
ومن الهوايات الغريبة التي تحبّ القيام بها هي الخلطات الكيميائية فيتصاعد منها الدخان والأصوات الغريبة كتلك التي تقوم بها الساحرة الجميلة «إنها تسعدني فأشعر وكأنني بطلة قصة خيالية».
بدأت إيمان الغناء وهي في سنّ صغيرة فلفتت والدتها عندما وقفت على أحد المسارح تغني «توينكل توينكل»، فلاحظت أن ابنتها لا تملك رهبة المسرح بحيث لا تخاف الوقوف على خشبته بتاتا. ومن ثمّ أي قبل نحو السنة طلبت منها أن تغني لها «con tepartiro» في مناسبة عيد ميلاد ها فتأثّرت كثيرا إلى حدّ جعل دموعها تنهمر «لقد تأثّرت بغناء إيمان ومنذ ذلك الوقت قررت أن تنمّي لديها هذه الموهبة وبدأت بالفعل تبحث عن برنامج مواهب لتشارك فيه». يقول والد إيمان.
حاليا لا يفكّر والداها بأن تمتهن إيمان بيشه الغناء الأوبرالي بالذات ويوضح في سياق حديثه: «لقد نصحنا خبراء في هذا المجال بأن تتفادى إيمان الغناء الأوبرالي حاليا لأنه يمكن أن يؤثّر سلبيا على حبالها الصوتية كونه يتطلّب ضغطا وقوة كبيرين من حنجرتها. فلذلك ستمارس الغناء الأوبرالي ولكن بشكل أقل، فيما باستطاعتها أن تمارس الغناء العادي».
ولكن ماذا تعني لك الموسيقى؟ تردّ: «أستمتع في سماع أي نوع منها فأشعر وكأنني في عالم آخر فهي تزوّدني بالطاقة، وأحيانا كثيرة أجلس وحيدة في غرفتي لأستمع إلى أغان لعمالقة الأوبرا كماريا كالاس مثلا، فتجتاحني مشاعر قوية لا أستطيع تفسيرها إلا أنها في المقابل لا تدفعني أبدا إلى البكاء».
من المشاريع الجدّية التي يرسمها الوالد لابنته إدخالها المعهد الموسيقي وقد تلقّت منحتين دراسيتين في هذا الشأن من دولة الإمارات العربية دبي. أما الأمر الثاني فيتعلّق بتعليمها العربية. «سأعزز لديها هذه النقطة بالذات من خلال تكثيف الدروس العربية الخاصة، فإن أي عمل أو مشروع فنّي يمكنها أن تقوم به في المستقبل سيتطلّب إجادتها لغتنا، فهي بالكاد تعرف بعض الكلمات مثل (صباح الخير) و(الحمد لله) و(صباح النور) وما إلى هنالك من عبارات قصيرة. فأنا على قناعة تامة بضرورة تعلّمها العربية في أقرب وقت ممكن حتى تستطيع إكمال ما بدأت به في عالم الفنّ».



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».