كشف مصدر أمني رفيع في تل أبيب، أمس، عن أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وطاقم مساعديه، لم يبلغوا إسرائيل سابقا بأمر توقيع صفقة الأسلحة الضخمة للسعودية، ولم يشاوروها كما جرت العادة. وأضاف المسؤول، أن إسرائيل علمت بأمر الصفقة من مصادر غير رسمية في واشنطن، واستغربت. لكنها لم تسأل ولم تحتج، لكي لا تشوش على الأجواء الطيبة لزيارة الرئيس الأميركي لها. وعندما علمت بالصفقة وبتفاصيلها، كان الأميركيون سباقين بطمأنتها بأنهم سيعملون على ضمان بقاء تفوقها العسكري النوعي على بقية جيوش الشرق الأوسط.
وبعد مغادرة ترمب لإسرائيل، متوجها إلى روما، الليلة قبل الماضية، نشر البيت الأبيض بيانا لخص فيه اللقاءات بين ترمب ونتنياهو. وجاء في البيان، أن ترمب أكد الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل، وناقش مع نتنياهو الجهود الأميركية لتطوير القدرات العسكرية لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، في مواجهة إيران. وأوضح البيان، أن «الزعيمين اتفقا على الحاجة لمواجهة إيران وأذرعها في المنطقة، ومن بين الخطوات لذلك، بناء قدرات عسكرية قوية من أجل الدفاع عن إسرائيل والمنطقة في مواجهة الخطر الإيراني».
وقال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، خلال محادثة مع المراسلين على متن طائرة الرئاسة الأميركية، إن صفقة الأسلحة مع السعودية لا تتناقض مع الالتزام الأميركي بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش. وقال: «أنا متأكد من أننا سنتمكن من الرد على كل التساؤلات أو المخاوف التي تسود لديهم في هذا الموضوع».
وكانت الولايات المتحدة والسعودية، قد وقعتا، يوم السبت، على صفقة أسلحة غير مسبوقة، بقيمة 110 مليارات دولار. وإلى جانب منظومات الأسلحة الدفاعية، كمنظومة الدفاع الصاروخي THAAD، أو مروحيات الشحن العسكري وسفن الصواريخ، التي تقلق إسرائيل بشكل أقل، «وشمل الاتفاق بيع كميات كبيرة من القنابل الموجهة والدقيقة لسلاح الجو السعودي، وتقديم مساعدة أميركية في مجال السيبر وبيع أكثر من مائة دبابة جديدة ومتطورة».
وحسب المصدر الأمني المذكور، فإنه خلافا للإدارات السابقة، وعلى الرغم من الحميمية التي تظهرها الإدارة الحالية برئاسة ترمب، فإنها لم تتشاور مع إسرائيل بشأن صفقة الأسلحة هذه قبل التوقيع عليها، علما بأنه خلال فترة بوش الابن وبداية فترة أوباما، كانت صفقات الأسلحة بين الولايات المتحدة والسعودية في مركز المحادثات الأمنية بين إسرائيل والولايات المتحدة، لتعزيز التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. وأضاف: «في أعقاب تلك المحادثات، امتنعت الولايات المتحدة عن بيع منظومات أسلحة معينة للسعودية، أو فرضت قيودا على استخدام السلاح الذي باعته من أجل منع استخدامه ضد إسرائيل... لكن ترمب أزال هذه القيود، بل زاد نوعية الأسلحة للسعودية وكذلك لدولة الإمارات العربية».
واشنطن لم تبلغ إسرائيل بصفقة الأسلحة للسعودية أو تشاورها

واشنطن لم تبلغ إسرائيل بصفقة الأسلحة للسعودية أو تشاورها

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة