ندوة لحزب صالح في صنعاء تهاجم الأطماع الإيرانية

مجموعة من أنصار صالح عقب الندوة في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
مجموعة من أنصار صالح عقب الندوة في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ندوة لحزب صالح في صنعاء تهاجم الأطماع الإيرانية

مجموعة من أنصار صالح عقب الندوة في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)
مجموعة من أنصار صالح عقب الندوة في صنعاء أمس («الشرق الأوسط»)

في خطوة جريئة، نظم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح ضد شركائه الانقلابيين (الحوثيين)، في صنعاء أمس، ندوة بعنوان «الأطماع الإيرانية ودورها في تأجيج الصراعات الداخلية في البلدان العربية، (اليمن) أنموذجاً» عن الجرائم التي ارتكبتها إيران في المنطقة واليمن على وجه التحديد.
وتحدث محللون بأن الخطوة التي أجراها حزب صالح تعد تحولا في العلاقة بين الشركاء الأعداء الذين فرضت الضرورة تحالفهم، وهي قراءة متقدمة للرئيس السابق لتطورات الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي ومحاولة النأي بنفسه عن أي مسؤولية.
وشارك في الندوة أعضاء من حزب المؤتمر الشعبي العام في مقدمتهم المحامي الخاص لصالح محمد المسوري، والإعلامي المحسوب على حزب المؤتمر كامل الخوداني، وعضو المؤتمر سهيل العبسي، وبعض الأكاديميين.
وتأتي هذه الخطوة، بعد أيام قليلة على تصريحات وزير الخارجية اليمني الأسبق والقيادي في حزب صالح أبو بكر القربي لقناة «بي بي سي» العربية، التي تحدث فيها عن أهمية الوصول لحل للأزمة اليمنية يبدد المخاوف السعودية ويحفظ أمنها واستقرارها.
من جانبه، يرى العميد علي ناجي عبيد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع اليمنية أن الخطوات التي يقوم بها صالح إما شخصياً أو عبر حزبه انعكاس للتحول في سير المعركة على الأرض، مبيناً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحققه التحالف والشرعية عبر الجيش الوطني والمقاومة جعل الأفق مغلقاً أمام التيار الإيراني أو تحالف الضرورة (المؤتمر الشعبي العام والحوثيون)، ولهذا بدأوا يبحثون عن منفذ.
ورغم أنه دليل آخر على احتدام الخلافات بين الانقلابيين - بحسب عبيد - فإن تنظيم فعالية بهذا الحجم وبشكل علني أمام وسائل الإعلام تتحدث عن الأطماع الإيرانية يعني البحث عن حليف جديد بالنسبة لصالح، وأضاف: «هي رسالة للتحالف بأن لديكم في صنعاء من يناصركم وخاصة بعد نتائج زيارة ترمب وصفقة الأسلحة مع السعودية، وسياسات الإدارة الأميركية الجديدة الواضحة تجاه الأطماع الإيرانية التي تعني أن هناك تحالفا دوليا وليس إقليميا فقط ضد العدوانية الفارسية، هذا الأمر فت في عضدهم وأعادهم إلى رشدهم».
وأشارت وسائل إعلام يمنية إلى أن هذه الندوة التي تعد الأولى من نوعها منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، تمثل كسراً للقبضة الحوثية على صنعاء، حاملة في طياتها رسائل كبيرة للحوثيين المتحالفين مع إيران علناً.
ويؤكد رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الدفاع اليمنية أن تحول هذه الإشارات التي يبعثها صالح للتحالف ومدى جديته من عدمها، يظهر من خلال الخطوات الفعلية على الأرض خلال الأيام المقبلة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».