{طالبان} تهاجم قاعدة عسكرية للجيش الأفغاني

مقتل العشرات من الطرفين في هجمات منفصلة

جنديان خلال اشتباك مع عناصر من «داعش» في ولاية ننجرهار بشرق أفغانستان (إ.ب.أ)
جنديان خلال اشتباك مع عناصر من «داعش» في ولاية ننجرهار بشرق أفغانستان (إ.ب.أ)
TT

{طالبان} تهاجم قاعدة عسكرية للجيش الأفغاني

جنديان خلال اشتباك مع عناصر من «داعش» في ولاية ننجرهار بشرق أفغانستان (إ.ب.أ)
جنديان خلال اشتباك مع عناصر من «داعش» في ولاية ننجرهار بشرق أفغانستان (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن عشرة جنود تابعين للجيش الوطني قتلوا وأصيب عدد آخر في هجوم شنه مقاتلو جماعة طالبان على مقر أمني في بلدة شاه ولي كوت التابعة لولاية قندهار جنوب البلاد. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال دولت وزيري أن الجنود قتلوا في هجوم مباغت لمسلحي طالبان منتصف الليل الماضي مشيرا إلى أن الجيش قتل ما لا يقل عن ثلاثة عشر مسلحا من طالبان في هجوم وتبادل إطلاق النار بين الجانبين. وأضاف دولت وزيري أن جثث قتلى طالبان لا تزال موجودة في الساحة، وتابع بأن تحقيقا يجري حول ملابسات هجوم طالبان على النقطة العسكرية التابعة للجيش في تلك البقعة من المنطقة، وهي المنطقة التي شهدت توترا أمنيا خلال الأسابيع الماضي حسب شهود عيان وتقارير أمنية، كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع بأن قوات إضافية تم إرسالها إلى المنطقة التي شهدت هجوما من قبل جماعة طالبان، مؤكدا أن الهزيمة ستلحق بها قريبا في الساحة وسيتم تطهيرها من فلول المسلحين الذين باتوا ينشطون فيها.
وغير بعيد من ولاية قندهار حيث شهدت محافظة بادغيس وهي تقع في جنوب غربي أفغانستان معارك الكر والفر بين مقاتلي طالبان والجيش الأفغاني المدعوم بالقوات الدولية جوا وعبر مستشارين عسكريين، وقال ظاهر بهاند وهو متحدث باسم حاكم إقليم بادغيس أن مقاتلي طالبان هاجموا نقطة أمنية في بلدة قادس التابعة للمحافظة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من الجنود الأفغان، وأشار إلى أن إحدى النقاط الأمنية التابعة للجيش سقط بيد طالبان، وأن قوات داعمة وصلت إلى المنطقة لشن هجوم على طالبان وإعادة السيطرة على النقطة الأمنية، غير أن حركة طالبان التي تبنت سلسلة هجمات في إقليم بادغيس قالت بأن طالبان باتت تسيطر على سبعة مقار أمنية تابعة للجيش في الولاية ونفت وقوع خسائر في صفوف قواتها المهاجمة.
وكانت حركة طالبان قد صعدت من عملياتها القتالية خلال الأسبوعين الماضيين في عدة مناطق في الشمال والجنوب والشرق ضمن عمليات الربيع التي أطلقتها باسم قائدها الراحل الملا أختر منصور، وتسعى الجماعة المتشددة إلى تفتيت قوى الجيش الأفغاني من خلال تنفيذ عمليات موسعة ومتفرقة في عدة نقاط وفقا للخبراء الأمنيين، يقول جاويد كاكر وهو خبير أمني بأن طالبان دخلت في مرحلة جديدة من عملياتها خصوصا في الموسم الحالي من القتال حيث وسعت من نقاط الاشتباك، وهي تسعى إلى إنهاك قوة الجيش الأفغاني والشرطة بتنفيذ هجمات جماعية تارة وبشن هجمات تكتيكية نوعية تارة أخرى، مشيرا إلى أن الكفة مرجحة حتى الآن لصالح طالبان التي قد لا تلجأ إلى السيطرة على مدن وبلدات بل تحاول كسب التوقيت والحضور الدائم في وسائل الإعلام بشكل مستمر.
وكان مسؤولون أميركيون أعلنوا قبل عدة أسابيع بأن الوضع الأمني قد يشهد سوءا أكثر في أفغانستان خلال الفترة المقبلة بسبب تزايد نشاط طالبان ومقاتلي تنظيم داعش، وهو ما يعزز فكرة إرسال جنوب أميركيين إضافيين إلى هذا البلد الذي مزقه الحرب المستمرة منذ أربعة عقود ومن المتوقع أن تقرر الإدارة الأميركية الجديدة ضمن رؤية جديدة سوف تعلنها بخصوص أفغانستان بعد إنعقاد اجتماع حلف الناتو في بروكسل بعد أيام ضرورة إرسال ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف جنوب إضافي إليها ضن خطة دونالد ترمب في مقارعة التطرف والتصدي لتنظيم الدولة وجماعة طالبان.
وفي ولاية ننجرهار شرقي أفغانستان أعلنت السلطات المحلية مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة سبعة آخرين في اشتباكات بين قوات الأمن الأفغاني ومقاتلي طالبان في بلدة بتي كوت التابعة للمحافظة الواقعة قرب الحدود الباكستانية، التي طالما شهدت نشاطا مكثفا للدواعش.
وكانت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان كشفت أن نحو 11 ألفاً و500 مدني ثلثهم من الأطفال قتلوا أو جرحوا في 2016 في هذا البلد، في أسوأ حصيلة سنوية منذ بدء هذا التعداد في 2009، وهو العام الذي بدأت الأمم المتحدة تعد فيه هذه الحصيلة السنوية.
وأوضحت البعثة في تقرير أن القتال بين قوات الأمن الأفغانية والمتمردين، وخصوصاً في مناطق مأهولة بالسكان يبقى «السبب الرئيسي للخسائر في أرواح المدنيين»، في مؤشر إلى تزايد العنف بعد أكثر من سنتين على إنهاء الحلف الأطلسي المهمة القتالية لقواته في أفغانستان.
وأضافت أن بين الضحايا أكثر من 3500 طفل، في حصيلة تعكس ارتفاعاً بنسبة 24 في المائة على مدى عام و«غير متكافئة» مع الارتفاع في عدد الضحايا المدنيين الآخرين. وقالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة إنها بين الأول من يناير (كانون الثاني) و31 ديسمبر (كانون الأول) 2016. أحصت 11 ألفاً و418 ضحية مدنية (4498 قتيلاً و7920 جريحاً» بزيادة عامة تبلغ 3 في المائة، وبزيادة بنسبة 6 في المائة في عدد الجرحى.
وبينما يؤكد تدهور الوضع الأمني في البلاد، امتد النزاع إلى الولايات الـ34. وصرحت مديرة الحقوق الإنسانية في البعثة الأممية، دانيال بيل مؤخرا بأن البعثة «سجلت عدداً قياسيا من الضحايا في المعارك البرية والهجمات الانتحارية والمتفجرات المتروكة، وكذلك أسوأ حصيلة لضحايا العمليات الجوية منذ 2009». وأسفرت الضربات التي تشنها القوات الأفغانية وحلفاؤها الأميركيون عن سقوط 590 مدنياً بينهم 250 قتيلاً، أي ضعف عدد الضحايا في 2015، وقد استهدفت قرى ومنازل كان فيها نساء وأطفال، كما حدث بالقرب من قندوز في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.