دي ميستورا متفائل بـ«مناقشات» حول دستور سوري جديد

المندوب البريطاني في مجلس الأمن يسأل عن مدى التزام النظام «تخفيف التصعيد»

دي ميستورا متفائل بـ«مناقشات» حول دستور سوري جديد
TT

دي ميستورا متفائل بـ«مناقشات» حول دستور سوري جديد

دي ميستورا متفائل بـ«مناقشات» حول دستور سوري جديد

أعرب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عن الأمل في إطلاق «مناقشات» بين الأطراف السوري إزاء صوغ دستور سوري جديد، وذلك في إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي حول نتائج الجولة السادسة من مفاوضات جنيف بين 16 و19 الشهر الحالي.
وبدا دي ميستورا في إحاطة ألقاها تلفزيونيا من جنيف متفائلا بالإعلان عن البدء في مناقشة الدستور بعدما أنشأ مجموعة للخبراء لمعالجة المسائل الدستورية والقانونية في سياق المحادثات نفسها. وقال إن الأطراف السورية وحدها التي تصوغ الدستور وإن «الأمم المتحدة جاهزة لتقديم المساعدة والدعم وإن اجتماعات الأطراف، التي لم تضيع أي وقت أبدا، مع مجموعات الخبراء على المستوى الفني كانت هامة، شفويا وخطيا»، مؤكدا أن المفاوضات كانت «بناءة ولها زخم كبير يؤمل منها».
وحول انضمام مجموعتي القاهرة وموسكو للمفاوضات وجهود الأمم المتحدة، قال دي مستورا إنه «تم الطلب من منصتي موسكو والقاهرة الانضمام إلى المعارضة»، معتبرا نجاح ذلك يعني «إشارة جديدة تؤكد على وحدة صفوف المعارضة».
ونوه دي ميستورا بالمجلس الاستشاري النسائي الذي قدم «استشارات ممتازة استفدنا منها»، مضيفا أن الأمم المتحدة «ترغب في إشراك جميع رجال ونساء سوريا في العملية». وكشف دي مستورا أنه سيبدأ اعتبارا من الاثنين إجراء «مشاورات عميقة مع ممثلي المجتمع المدني السوري».
وأكد المبعوث الأممي في نهاية إحاطته على أن مشاورات جنيف هي «عملية مهمة جدا هدفها دعم الأطراف ومساعدتها»، وأن اجتماعات الخبراء لن تحل محل الاجتماعات الرسمية، وأن عمل الخبراء يعتمد على المرجعية المتفق عليها». وقال: «التركيز على المسائل الدستورية والقانونية لا يستبعد بأي شكل من أشكال تحديد الشعب السوري حقه في صياغة الدستور، فما يجري في جنيف هو قيام الأمم المتحدة بالمساعدة في التحضير للدستور، لأن أي دستور يجب أن يكون له خلفية فنية». وتابع: «تم الاتفاق على جدول الأعمال وتم بدء العمل مع فرق الخبراء»، كاشفا أن الأطراف وافقت على عقد الجولة السابعة في جنيف في يونيو (حزيران).
ولم يقتصر نقاش المجلس مع ممثلي الدول الأعضاء بالحديث عن جنيف بل شمل أيضا التطورات على الأرض. وفي هذا الصدد، أعرب دي ميستورا عن الأمل في «أن تؤدي (اتفاقات) آستانة إلى تخفيف التوتر فعلا». وأشار مندوب أوكرانيا إلى تقارير تفيد بـ«حرق النظام للجثث لإخفاء الجرائم» في سوريا، بينما أكد ممثل الأوروغواي الذي ترأس بلاده المجلس للشهر الحالي على أهمية حل النـزاع بالطرق السياسية، مؤكدا أن لا حل للنزاع عسكريا.
أما مندوب بوليفيا، فأكد على «أهمية محاربة داعش وعلى أهمية دعم الحوار السياسي وعلى أهمية اجتماعات جنيف وآستانة». وأكد ممثل كازاخستان، التي استضافت عاصمة بلاده اجتماعات بين الحكومة والمعارضة المسلحة «ضمان استمرار عمل المؤسسات الحكومية السورية». وشدد على أن «الاتفاقات يجب أن لا تبقى حبرا على ورق بل يجب تطبيقها من قبل الأطراف وضمانها من قبل الأطراف الضامنة. وتهدف مناطق تخفيف التوتر إلى إنهاء العنف وتحسين الحالة الإنسانية وتهيئة الظروف المواتية للنهوض بتسوية سياسية».
إلى ذلك، لم يتم أي تطور بشأن مشروع القرار الروسي الذي وزعته موسكو في الأسبوع الأول من الشهر الحالي، الذي يطالب بترحيب المجلس باتفاق آستانة بشأن مناطق «تخفيف التصعيد». وبحسب نشرة إلكترونية أصدرتها مؤسسة «تقرير مجلس الأمن» فإن اليابان والسويد، اقترحتا، كعضوين غير دائمين بالمجلس، إجراء حوار تفاعلي غير رسمي مع الضامنين، إلا أنه وحسب نفس المصدر فالاقتراح لم يتلق ردا إيجابيا حتى الآن.
من جانبه، قال المندوب البريطاني ماثيو ريكروفت خارج المجلس: «علينا أن ندين نظام (الأسد) بسبب الاستخدام المفرط للقوة، وهذه المرة خاصة في الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق. وندعوه، وحلفاءه إلى وقف ذلك». وأضاف: «إننا بالطبع نؤيد أي محاولة حقيقية وذات مصداقية للحد من مستويات العنف. لكن لدينا بعض التساؤلات حول مناطق تخفيف التوتر التي لم نسمع إجابة عنها بعد. على سبيل المثال، هل أوافقت جميع الأطراف المعنية الفكرة، ولا سيما النظام؟ هل هناك طريقة سليمة لرصد مناطق تخفيف التصعيد، وتقديم تقارير مثالية إلى مجلس الأمن الدولي؟ وهل هناك طريقة لضمان وصول المساعدات الإنسانية لجميع من هم في حاجة إنسانية؟».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.