«لم نكن نعلم» نظرية جديدة في علم السياسة بطلها باسيل

«لم نكن نعلم» نظرية جديدة في علم السياسة بطلها باسيل
TT

«لم نكن نعلم» نظرية جديدة في علم السياسة بطلها باسيل

«لم نكن نعلم» نظرية جديدة في علم السياسة بطلها باسيل

تعليقاً على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الأميركية التي عقدت بالرياض (الأحد)، غرّد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا: "لم نكن على علم بإعلان الرياض لا بل كنا على علم أن لا بيان سيصدر بعد القمة وقد تفاجأنا بصدوره وبمضمونه ونحن في طائرة العودة".
لقيت التصريحات التي أطلقها باسيل، عن الإعلان الختامي الذي صدر عن قمة الرياض، سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
باسيل الذي شارك في الوفد المرافق لرئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، قال إن لم يكن يعلم بإعلان الرياض، فأوقع نفسه في موقف محرج، بعدما سخر منه سياسيون وناشطون لبنانيون.
تبرير وزير الخارجية بأن الوفد اللبناني لم يكن على علم بإعلان الرياض أو بأن بياناً سيصدر بعد القمة وقوله إنه تفاجأ بصدوره وبمضمونه وهم في طائرة العودة، لم يُقنع تيار المردة، حيث غرد رئيس التيار النائب سليمان فرنجية على حسابه الرسمي، قائلاً: "شاهد ما شافش حاجة".
من جهتها، علقت عضو المكتب السياسي في تيار نفسه، فيرا يمين، قائلة: "اذا كنت تعلم مصيبة واذا كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر".
*#لم_نكن_على_علم
اشتعلت مواقع التواصل بتعليقات اللبنانيين، تندد بتغريدة باسيل، الوزير الذي من المفترض أن يكون الناطق الرسمي باسمهم في الخارج، والناقل الأول لأبرز الأحداث والأخبار، فانتشر على موقع "تويتر" هاشتاغ "#لم_نكن_على_علم"، حيث تنوعّت التغريدات الساخرة، التي توجّه النقد لباسيل.
وغرد إلياس مراني: "حرام عليكم.. لم يكن يعلم إنّه هوي موجود بالوفد يلي راح على الرياض أصلا". أما نينا نون فعلقت، قائلة: "طيب هلا صرت على علم، تفضّل اتحفنا شو رح يطلع من أمرك!!".
وتعجب المغرد أنطوني مارون من عدم إدراك الوزير أن كل مؤتمر أو قمة يجب أن تنتهي ببيان ختامي يلخص ما ورد عنها، فقال: "#لم_نكن_على_علم انو فيه قمم واجتماعات كبيرة بتخلص بدون بيان!!"، فيما قال شربل بو حمد: "#لم_نكن_على_علم اصلا بشو انت على علم #باسيل".
يذكر أن العاصمة السعودية استضافت القمة العربية الإسلامية الأميركية التي جرت بمشاركة قادة وممثلين لـ55 دولة من جميع أنحاء العالم، على رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وشدد البيان الختامي للقمة على أهمية بناء شراكة وثيقة بين الدول لمواجهة الارهاب، مشيراً إلى تأكيد القادة المشاركين في القمة على التزام دولهم الراسخ بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله، والتصدي للجذور الفكرية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله.
ودان البيان "مواقف النظام الإيراني العدائية واستمرار تدخلاتها في شؤون الدول الداخلية"، مع الالتزام بالتصدي لذلك، كما رفض البيان "ممارسات النظام الإيراني وتواصل دعمه للإرهاب والتطرف".
*"اللعب على الحبال"
لم يكتف باسيل بالتغريدة الأولى ليعبر عن معرفته السياسية والبروتوكولية المميزة، بل أضاف بعدها تغريدة ثانية وصفت بـ "المستفزة"، حيث قال فيها: "امّا وقد وصلنا إلى لبنان فنقول اننا نتمسك بخطاب القسم والبيان الوزاري وبسياسة ابتعاد لبنان عن مشاكل الخارج وإبعادها عنه ضنا بلبنان وشعبه ووحدته".
ومن الواضح أن باسيل حاول تجنب الوقوع في إحراج أمام حليفه في لبنان - حزب الله -، خصوصًا وأن قادة الدول أعلنوا في البيان رفضهم الكامل لممارسات ايران المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأدانوا مواقف النظام الإيراني العدائية، واستمرار تدخلاته في الشؤون الداخلية للدول، في مخالفة صريحة لمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار.
ومن المعروف أن ما يسمى حزب الله اللبناني، ترتكز سياسته على التبعية الأيدولوجية والمادية والعسكرية لإيران، فنال حصة وازنة من سهام ترمب، الذي وضعه على نفس القائمة الى جانب القاعدة وداعش.
وتعرض باسيل لانتقادات من طرف أنصار حزب الله، الذين وصفوا كلامه بمحاولة التذاكي واللعب على الحبال. وغرد علي الحاج، قائلا: " الصهر الأمين فعلاً.... وفلهوي كمان #لم_نكن_على_علم". أما صفحة "عبق الجنوب" فكتبت التالي: "متل الاطرش بالزفة #لم_نكن_على_علم". وأضاف داوود بعلبكي: "انت #لم_نكن_على_علم بس نحنا كنا اكيدين انو اضرب من هيك عهد ما رح يمرق علينا".
كعادتهم، يبرع اللبنانيون بلغة السخرية وبإثارة موجات من الضحك. ولكن، أتت التعليقات هذه المرة مثقلة بالردود المُثنية، والمنتقدة، والمعارضة. فمهمة وزير الخارجية تولي الشؤون السياسية، أي كلّ ما له علاقة بسياسة لبنان الخارجية، فيجمع المعلومات عن القضايا والعلاقات الدولية، ويدرسها من ناحيتها السياسية، ويرفع المفكرات والمقترحات بشأنها، ويعدّ التعليمات اللازمة إلى البعثات اللبنانية في الخارج ويتابع تنفيذها، فضلا عن المهام الدبلوماسية والإقتصادية والشؤون الإغترابية والمالية للوزارة. إذا نسي الوزير أنه مسؤول أمام مجلس النواب والشعب اللبناني أجمع، عن أعماله وتصرفاته وبياناته، على تيار "التغيير والإصلاح" أن يذكره أنه مرآة لبنان الى العالم. ويبقى المثل الشهير، "نام ساعة الرحيل" الوصف الأقرب لنظريات باسيل وتبريراته السياسية.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.