انتحاريان يستهدفان مقراً لـ«أحرار الشام» قرب إدلب... والحركة تتهم «داعش»

انتحاريان يستهدفان مقراً لـ«أحرار الشام» قرب إدلب... والحركة تتهم «داعش»
TT

انتحاريان يستهدفان مقراً لـ«أحرار الشام» قرب إدلب... والحركة تتهم «داعش»

انتحاريان يستهدفان مقراً لـ«أحرار الشام» قرب إدلب... والحركة تتهم «داعش»

هزّ تفجيران أحدهما نفذه انتحاري مقرا لـ«حركة أحرار الشام» في ريف إدلب الشرقي، يوم أمس، ما أدّى إلى مقتل وجرح العشرات من العناصر. وفيما لم تتبن أي جهة المسؤولية، رجّح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر قيادي في الجيش الحر أن تكون «خلايا جند الأقصى» التابعة لتنظيم داعش هي التي نفذت العملية.
واستبعد الطرفان أن يؤدي الحادث إلى تجدد الاقتتال بين فصائل المعارضة في الشمال، خاصة أن «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، تحتاط كثيرا في الفترة الراهنة بالتزامن مع التحضيرات التركية للدخول إلى إدلب لمواجهتها. واتهم الناطق الرسمي باسم الحركة محمد أبو زيد تنظيم داعش بالوقوف وراء التفجير، وقال في بيان إن «أحد أتباع التنظيم قاد دراجة نارية ملغمة باتجاه أحد مقرات (أحرار الشام) فركنها خارجا ودخل حيث فجّر نفسه والدراجة بنفس الوقت ليوقع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح».
من جهته، أفاد مصدر قيادي في الجيش الحر متواجد في الشمال السوري، أن التفجير وقع في مقر للأحرار في منطقة تل الطوقان في شرق سراقب حيث كان يُعقد اجتماع لإداريين وليس لقيادات صف أول، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن شخصا كان يحمل حقيبة على ظهره دخل إلى المقر وفجرها بالتزامن مع تفجير دراجة مفخخة أمام المقر. وأضاف: «أدّى التفجيران إلى مقتل قيادي من الصف الثاني وهو محروس أبو أحمد، مسؤول الموارد، كما أدى إلى مقتل 10 عناصر آخرين». ورجّح المصدر أن تكون «بقايا جند الأقصى التي تتبع لـ(داعش) وتنشط في المنطقة المذكورة هي التي نفّذت التفجير، باعتبارها تحمل العداء لأحرار الشام وفصائل الجيش الحر، وهي خلايا تتمركز وبشكل رئيسي في ريف سراقب وريف أبو الضهور»، مستبعدا تماما أن يتجدد الاقتتال بين الفصائل على خلفية هذا التفجير الذي رجّح ألا يتبناه أي طرف. وهو ما وافق عليه رامي عبد الرحمن أيضا.
وفيما اتهم رئيس الهيئة القضائية في «حركة أحرار الشام» أحمد محمد نجيب عبر حسابه على موقع «تويتر» تنظيم داعش بالوقوف وراء العملية، أحصى المرصد السوري مقتل 14 شخصا جراء التفجيرين بينهم قيادي محلي في الحركة، لافتا إلى أن شخصين فجرا نفسيهما في المقر الموجود في منطقة تل الطوكان، الواقعة نحو 11 كلم إلى الشرق من بلدة سراقب في الريف الشرقي لإدلب، وذلك خلال اجتماع دوري لعناصر المقر والمتواجدين في المنطقة. وأوضح المرصد أن أعداد الذين قضوا مرشحة للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة.
وأوردت «شبكة الدرر الشامية» تفاصيل التفجير لافتة إلى أن انتحارياً ركن دراجته على باب المقر العسكري لـ«لواء أسود الإسلام» التابع لـ«أحرار الشام»، ثم دخل إلى قاعة الاجتماع، حيث كان مكتب الموارد البشرية يجري عملية إحصاء للواء، وقام بتفجير الدراجة بداية الأمر، ثم فجر نفسه في الجموع داخل المقر، ما أدى لمقتل 18 عنصراً وجرح أكثر من 12 آخرين. وقالت الشبكة إن مسؤول التنسيب في قسم الموارد البشرية «محروس الخطيب» الملقب بأبي أحمد من بين قتلى الهجوم الانتحاري.
ويتبع «لواء أسود الإسلام» إدارياً لـ«قطاع البادية» في «أحرار الشام»، المنتشر على ساحات واسعة من ريف حلب الجنوبي، وريف إدلب الشرقي، وأجزاء من ريف حماة، وتعرض قائد اللواء الملقب بـ«أبي مرهف» قبل يومين لمحاولة اغتيال عن طريق عبوة ناسفة ونجا منها.
أما قناة «الميادين» المقربة من «حزب الله»، فقالت إن 40 قياديا وعنصراً من حركة «أحرار الشام» قتلوا وأصيب أكثر من 150 آخرين، جراء انفجار مزدوج بداخل ومحيط مقر الحركة في قرية تل الطوكان شرق إدلب. وأشارت القناة إلى أن التفجيرين استهدفا اجتماعاً يضم قيادات من الحركة، حيث فجر انتحاري نفسه ضمن الاجتماع، تلاه تفجير دراجة نارية يقودها انتحاري أمام المقر. ونقلت القناة عن مصادر محلية أن الانفجار المزدوج أدى إلى مقتل كل من بداخل المقر بينهم قياديون من جنسيات مصرية، لافتة إلى احتمال وجود علي العمر «أبو عمار» القائد العام للحركة داخل الاجتماع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.