مسؤول مغربي يدعو إلى تجاوز الحواجز السياسية في التصدي للإرهاب

مسؤول مغربي يدعو إلى تجاوز الحواجز السياسية في التصدي للإرهاب
TT

مسؤول مغربي يدعو إلى تجاوز الحواجز السياسية في التصدي للإرهاب

مسؤول مغربي يدعو إلى تجاوز الحواجز السياسية في التصدي للإرهاب

قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية المتخصص في مكافحة الإرهاب، إن التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مجال محاربة الإرهاب يمكن اعتباره نموذجاً عالمياً.
وأضاف الخيام، الذي كان يتحدث أمس في المنتدى الإسباني - المغربي للأمن ومكافحة الإرهاب المنظم بالرباط حول موضوع «مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل: مساهمة المغرب وإسبانيا والاتحاد الأفريقي»، أن الموقع الجيو - استراتيجي للبلدين ساعد في تعزيز هذا التعاون، «فإسبانيا تحمي أوروبا من الشمال والمغرب يحميها من الجنوب».
وتمكن المغرب وإسبانيا من تفكيك كثير من الخلايا الإرهابية في السنوات الأخيرة بفضل تعاونهما الأمني المكثف وتبادل المعلومات الاستخباراتبة.
في هذا السياق، أشار الخيام إلى أنه «ينبغي على دول المنطقة أن تنخرط معنا في هذا المجال لتوحيد القوانين وطرق تمرير المعلومات الأمنية بيننا وإلغاء الحواجز السياسية».
وأوضح المسؤول المغربي أن بلاده لديها تعاون أمني أيضاً مع جميع دول المنطقة؛ سواء دول شمال البحر الأبيض المتوسط أو دول الساحل الأفريقي، بيد أنه لفت إلى وجود «نقطة سوداء» تعترض هذا التعاون تتمثل في انعدام التنسيق الأمني بين المغرب والجزائر، الأمر الذي يُعرّض، برأيه، المنطقة إلى خطر التهديدات الإرهابية، لا سيما مع انتشار التنظيمات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيرها من التنظيمات.
ونبه الخيام إلى أن المنظمات الإرهابية تستغل سوء الأوضاع في الدول للتمدد والانتشار، وهو ما حدث عقب انهيار نظام العقيد الليبي معمر القذافي في ليبيا، وانتشار الأسلحة في البلد بشكل غير مسبوق، ناهيك بانتقال قادة «داعش» من سوريا والعراق للاستقرار في المنطقة.
ولفت الخيام أيضاً إلى أن الوضع المأساوي الذي يعيشه المحتجزون الصحراويون (اللاجئون) في مخيمات تندوف (جنوب غربي الجزائر)، دفع نحو 100 انفصالي إلى الانضمام لصفوف «داعش» والشبكات الإجرامية، مشيراً إلى أن المكتب المركزي تمكن من تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التي كانت لها صلة مباشرة مع الانفصاليين.
واستعرض الخيام تجربة المغرب في مجال التصدي للإرهاب، وقال إن «المغرب اعتمد سياسة متعددة الأبعاد واستراتيجية تقوم على إجراءات عملية واستباقية في مجال مكافحة الإرهاب».
وأوضح أن «التجربة المغربية في هذا المجال أضحت نموذجاً يحتذى به، وأنها لا تهم فقط الجانب الأمني، والتشريعات التي تحدد نطاق عمل الأجهزة الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب، بل تشمل أيضاً إصلاح الحقل الديني لترسيخ التسامح والاعتدال، والاهتمام بالتنمية الاقتصادية لمحاربة الفقر»، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الخبرة المغربية باتت مطلوبة من قبل عدد من البلدان في أفريقيا وأوروبا مثل فرنسا وبلجيكا.
وذكر الخيام أن المغرب انخرط في محاربة الإرهاب منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001 قبل أن يعتمد قانون مكافحة الإرهاب بعد تفجيرات 2003 بالدار البيضاء.
بدوره، قال محمد أوجار، وزير العدل والحريات المغربي، إن خطر الخلايا الإرهابية النشطة على شريط دول الساحل أصبح يقض مضجع كل متتبع للوضع بالمنطقة، وهو ما يقتضي إيجاد أرضية تعاون مشتركة بين مختلف دول الساحل، تأخذ بعين الاعتبار البعد الإقليمي لنشاط هذه الخلايا، مشيراً إلى أن الجهود التي تبذلها كل دولة للقضاء على الأنشطة الإرهابية لا تحقق النتائج المرجوة ما لم تتعاون معها باقي الدول الأخرى.
وأوضح أوجار أن المغرب سبق أن تقدم خلال الاجتماع الأول لفريق العمل حول موضوع تعزيز القدرات في دول الساحل بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي انعقد بالعاصمة الجزائرية، بمقترحين؛ يرمي الأول إلى خلق شبكة إقليمية لتدعيم التعاون القضائي بين النيابات العامة في عواصم دول الساحل، تكون مهمتها التنسيق وتبادل المعلومات القضائية من أجل مواجهة فعالة للظاهرة الإرهابية، واقتفاء أثر التنظيمات والخلايا الإرهابية التي تنشط بالمنطقة. فيما يدعو المقترح الثاني، إلى عقد لقاء تشاوري بالمغرب لفائدة أعضاء النيابات العامة المختصة بمكافحة الإرهاب في دول منطقة الساحل، وذلك لعرض تجربة المغرب والخبرة التي راكمتها النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالرباط في إطار عملها ضمن شبكة الاتصال مع النيابات العامة في كل من إسبانيا وفرنسا وبلجيكا، وهي «التجربة التي أعطت نتائج مهمة في حل كثير من القضايا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.