هدد موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، بنشر ما يعرفه من معلومات عن صفقة بيع السفن والغواصات الألمانية لإسرائيل، إذا لم يتم تقديم لائحة اتهام جنائية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وابن عمه ومستشاره القريب ديفيد شومرون بتهمة الفساد.
وقال يعلون في تصريح مصور نشره على صفحته في «فيسبوك»، إنه صد صفقة الغواصات، موضحا أن المفاوضات حولها استؤنفت فقط بعد أن ترك منصبه ليتولى أفيغدور ليبرمان، وأوضح يعلون أنه أدلى بإفادة كاملة حول الموضوع في قسم الشرطة، وأنه متأكد أنه سيتم تقديم لوائح اتهام. لكن في حال عدم تقديم لائحة اتهام ضده فإنه سيقدم على نشر المعلومات التي أدلى بها إلى الشرطة.
وكان يعلون قد صرح أول من أمس لبرنامج تلفزيوني بأنه متأكد تماما بأن نتنياهو ومحاميه شومرون متورطان في صفقة السفن والغواصات الألمانية، وأن «الموضوع كله ملوث وتدخل فيه مصالح لا تصب في مصلحة إسرائيل». وأضاف أمس بلهجة متحدية: «إذا لم يتم تقديم لائحة اتهام فسأخرج إلى الرأي العام وأحكي كل شيء».
يشار إلى أن تحقيق الشرطة يفحص صفقتين لشراء ثلاث غواصات لم يتم توقيع الاتفاق بشأنها مع شركة تيسنكروب حتى الآن، وأربع سفن «ساعر 6»، يفترض وصولها إلى إسرائيل في سنة 2019 التي تم شراؤها من شركة تيسنكروب الألمانية من دون مناقصة. وقد تبين أن شومرون قبض عمولة دسمة على هذه الصفقة مقابل أن يساعد في رسوها على الشركة الألمانية، وليس على شركات أخرى (فرنسية وإيطالية ويابانية).
وحتى الآن كان معروفا أن شومرون عمل وحده مستغلا علاقات القرابة مع نتنياهو، وأن نتنياهو شخصيا غير متورط. لكن يعلون أضاء نقاطا جديدة في التحقيق بعد أن قال فيها إن نتنياهو بنفسه متورط في الموضوع.
وقد رد مقربون من نتنياهو على يعلون بالقول: «الرجل فشل في تجميع جماهير من حوله في الحلبة السياسية، فأصبح يبث الأكاذيب لكي ترتفع أسهمه ويحظى بتأييد ما».
من جهة ثانية، قاطع عدد من نواب من كتلة «المعسكر الصهيوني» المعارضة في إسرائيل، الزيارة التي قام بها رئيس الكتلة يتسحاق هيرتسوغ، أمس إلى مستوطنات معاليه أدوميم (قرب القدس) وأفرات وغوش عتصيون (قرب بيت لحم)». واعتبر المقاطعون هذه الجولة «نفاقا لليمين الاستيطاني على طريقة بنيامين نتنياهو».
وهذه هي أول جولة يخطط لها المعسكر الصهيوني، بوصفها جزءا من سلسلة جولات سيجريها في أنحاء مختلفة من إسرائيل، تحت عنوان «يوم في بلدة» بهدف التواصل مع الميدان. وقد وصل نواب الحزب صباح أمس إلى معاليه أدوميم، ومنها انتقلوا إلى نفيه دانئيل وأفرات وتكوع وكفار عتصيون وغيرها.
وأثارت هذه الزيارة خلافات حادة في حزب العمل المعارض منذ الإعلان عنها. وحاول رئيس الكتلة هرتسوغ إقناع رفاقه بالمشاركة فيها، بالقول: «هناك مصوتون لنا يعيشون في المستوطنات لا يجوز لنا تجاهلهم»، فرد عليه أحد النواب: «أنت تعرف كم عدد المصوتين لنا هناك؟». وانضمت النائبة إييلت نحمياس فاربين إلى موقف هرتسوغ، وقالت: «لا يمكننا مقاطعتهم، إنهم جزء من إسرائيل وسيبقون جزءا منها في كل اتفاق».
وكان مساعدو نواب الكتلة قد أجروا الأسبوع الماضي، حوارا عبر شبكة «واتساب»، حول الموضوع. وكتب أحد المساعدين ساخرا من الجولة: «كم هو جميل أننا أنهينا زيارة كل البلدات داخل إسرائيل كي نبدأ الآن بتنظيم زيارات في الخارج»... وكتب مساعد آخر: «المشكلة الآن أن ثمن إلغاء الجولة سيكلفنا أكثر من ثمن القيام بها»، فرد عليه مساعد آخر: «وعندها أيضا أنا أفكر بـ75 بلدة من المفضل الوصول إليها أيضا».
وأعلن نواب ينتمون إلى الجناح اليميني في الكتلة أنهم يشاركون في الجولة لأنهم يتصرفون بوصفهم حزبا يريد العودة إلى الحكم. أما نواب الجناح اليساري، الذين قاطعوا الجولة، وهم يوسي يونا وستاف شفير، وميراف ميخائيلي، وآريئيل مرجليت، وميكي روزنطال، وكسانا سباتلوفا، فأعلنوا مقاطعتهم.
وأدى الخلاف على الزيارة إلى عاصفة في معسكر عمير بيرتس، وزير الدفاع الأسبق الذي عاد لينافس هرتسوغ على رئاسة الحزب. فرئيسة شبيبة الحزب الداعمة لبيرتس، ياعيل سيناي، أعلنت معارضتها الشديدة للزيارة، بينما أعلن بروشي، الداعم لبيرتس، أيضا، أنه ينوي المشاركة. ووصف بروشي سيناي بأنها «هامش متطرف». وتمهيدا للزيارة تم توزيع رسالة على نواب الكتلة، جاء فيها أن «المعسكر الصهيوني يعمل من أجل الحفاظ على كتل المستوطنات كجزء من إسرائيل في كل اتفاق وهكذا فعل في كل مفاوضات». كما كتب في الرسالة أن «الحكومة حولت سكان الكتل إلى أسرى لعمونة والمستوطنات المعزولة». وتذكر الرسالة بأن «حزب العمل هو الذي أقام مستوطنات غوش عتصيون ومعاليه أدوميم كجزء من سياسة الحفاظ على أمن لا يساوم، إلى جانب الاستيطان».
وزير يهدد بكشف معلومات إذا لم يحاكم نتنياهو بتهمة الفساد
يعلون أكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ومحاميه متورطان في صفقة السفن والغواصات الألمانية
وزير يهدد بكشف معلومات إذا لم يحاكم نتنياهو بتهمة الفساد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة