الأسرى الفلسطينيون يصعّدون إضرابهم بالتوقف عن شرب الماء

الدنمارك تدعم السلطة بـ80 مليون دولار على مدار 4 أعوام

الأسرى الفلسطينيون يصعّدون إضرابهم بالتوقف عن شرب الماء
TT

الأسرى الفلسطينيون يصعّدون إضرابهم بالتوقف عن شرب الماء

الأسرى الفلسطينيون يصعّدون إضرابهم بالتوقف عن شرب الماء

قتل مستوطن إسرائيلي شابا فلسطينيا أثناء مظاهرات مساندة للأسرى في الضفة الغربية، مع دخولهم في اليوم 32 في الإضراب عن الطعام، وهو اليوم الذي شهد تطورا خطيرا تمثل في امتناع مضربين من بين الأسرى عن تناول الماء.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس «استشهاد الشاب معتز حسين هلال بني شمسة (23 عاماً) من بلدة بيتا، متأثرا بجراحه بعد إصابته بوقت قصير» قرب منطقة حوارة جنوب نابلس.
وقال مسعف طبي إن مستوطنا ترجل من سيارته وأطلق الرصاص مباشرة على الشاب بني شمسة فقتله وأصاب صحافيا في المكان أثناء مسيرة تضامنية مع الأسرى. وقد كذب المستوطن على الجيش الإسرائيلي وادعى أنه أطلق النار في الهواء ثم تذرع بأنه حوصر قبل أن تطلق السلطات الإسرائيلية سراحه.
ومباشرة بعد ذلك اندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بإغلاق طريق حوارة. فيما شوهد مستوطنون يوزعون الحلوى على الجنود الإسرائيليين في المكان بعد قتل بني شمسة.
ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني معتز بني شمسة: «شهيد مسيرات إسناد الأسرى المضربين عن الطعام»، فيما أوضحت الّلجنة الإعلامية للإضراب «أن قوات الاحتلال قتلت أيضاً الشهيد سبأ عبيد (20 عاماً) في إحدى المسيرات القريبة من نقاط التماس في قرية النبي صالح شمال غربي رام الله، يوم الجمعة الماضي، وأصابت الكثير من المساندين في عدّة فعاليات». كما اتهمت اللجنة المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، سلطات الاحتلال بالإمعان «في قمع الخطوات السّلمية داخل جدران السّجون، فهي تضيّق الحصار على الأسرى المضربين وتنكّل بهم، رغم حقّهم المشروع دولياً في اتّخاذ الخطوات الاحتجاجية السّلمية، كما تشترك بكافّة مستوياتها في قمع المسيرات السّلمية المساندة للأسرى وقتل المتظاهرين».
ومع دخول إضراب الأسرى أمس يومه 32 قرر مضربون الامتناع عن تناول الماء في أخطر مرحلة في الإضراب، إذ قال عيسى قراقع، رئيس هيئة شؤون الأسرى، إن عددًا من الأسرى توقفوا عن تناول الماء بالإضافة إلى الطعام، وهو ما أكدته اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب، وحذر قراقع من خطورة هذه المرحلة بالتأكيد على أنها تعني بداية الخطر الشديد.
واستعدادا لتطورات صحية مفاجئة، نقلت مصلحة سجون الاحتلال الأسرى كافة المضربين عن الطعام إلى 3 سجون قريبة من المستشفيات، وهي سجون «بئر السبع» و«شطة» و«الرملة». وفي هذا الصدد قال قراقع إن «هذا يشير إلى خطورة الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام، وتحسبا لحصول تطورات مفاجئة على حالتهم»، محملا سلطات الاحتلال وإدارة مصلحة السجون المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى، الذين أصيب بعضهم بنزيف داخلي وحالات إغماء، وجرى نقلهم إلى المستشفيات الميدانية.
ويواصل نحو 1300 أسير إضرابهم عن الطعام منذ الـ17 من أبريل (نيسان) الماضي للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم. لكن لم تستجب إسرائيل حتى الآن لأي مفاوضات مع الأسرى داخل السجون، بل أجرت مباحثات مع مسؤولين في السلطة في الخارج.
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله من المجتمع الدولي «الضغط على إسرائيل من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى العادلة، والتي أقرتها المواثيق والمعاهدات الدولية، خصوصا حقهم في زيادة عدد زيارات ذويهم لهم وتمديد مدتها، وحقهم في التعليم والحصول على خدمات صحية مناسبة».
جاء ذلك خلال استقبال الحمدالله وزير خارجية الدنمارك أندريس سامويلسون، الذي طالبه كذلك إلى جانب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتحقيق مطالب الأسرى.
ووقعت الدنمارك اتفاقية دعم لصالح السلطة الفلسطينية أمس بقيمة 80 مليون دولار على امتداد أربعة أعوام، ووقع الاتفاقية رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله مع وزير الخارجية الدنماركي أندريس سامويلسون في مدينة رام الله في الضفة الغربية. وذكر بيان صادر عن مكتب الحمدالله أن الاتفاقية تتعلق بدعم تنفيذ أجندة «السياسات الوطنية» الفلسطينية للأعوام الأربعة المقبلة.
وبحسب البيان، فقد أكد الحمدالله لدى لقائه الوزير الدنماركي على التزام القيادة الفلسطينية بحل الدولتين، والعملية السلمية. لكنه قال إن إسرائيل تقابل الالتزام الفلسطيني بعملية السلام بمواصلة سياسة الاستيطان، وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية «ما يهدد حل الدولتين بالتلاشي».
وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إنها تعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمتابعة إضراب الأسرى عن الطعام ومطالبهم الشرعية، بما فيها حقهم في استقبال الزيارات والتواصل مع ذويهم، كجزء من الجهود الهادفة لضمان الاحترام الكامل لحقوق الأسرى.
وأشارت الوزارة إلى أنها على ثقة بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستستمر بالتوازي مع الجهود لضمان احترام حقوق الأسرى، بمراقبة أوضاع الأسرى الفلسطينيين الصحية وظروف احتجازهم، وبالأخص الأسرى المشاركين في الإضراب عن الطعام، وإعلام ذويهم بأوضاعهم، معتبرة هذه الخطوة على درجة عالية من الأهمية في سياق ولاية اللجنة والجهود المتخذة للحفاظ على كرامتهم الإنسانية، وحياتهم المهددة خصوصا في ظل الإجراءات الإسرائيلية العقابية المتخذة ضدهم.
ومن جانبه دعا نيكولاي ميلادينوف، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط «جميع الجهات الفاعلة إلى ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس، وإظهار المسؤولية واتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتجنب المزيد من التوترات». وقال ميلادينوف «إنه من الضروري التوصل إلى حل في أقرب وقت ممكن بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي والتزامات إسرائيل في مجال حقوق الإنسان»، آملا أن تؤدي الجهود الحالية إلى حل فوري لهذه المسألة، وهو ما يخدم مصلحة السلام والمبادرات الجارية لإحياء العملية السياسية.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».