«العدالة والتنمية» المغربي يقرر مساءلة العثماني عن احتجاجات الريف

«العدالة والتنمية» المغربي يقرر مساءلة العثماني عن احتجاجات الريف
TT

«العدالة والتنمية» المغربي يقرر مساءلة العثماني عن احتجاجات الريف

«العدالة والتنمية» المغربي يقرر مساءلة العثماني عن احتجاجات الريف

طالب فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) بتخصيص أول جلسة للمساءلة الشهرية لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني المنتمي للحزب ذاته، حول احتجاجات الريف والإجراءات التي اتخذتها حكومته للتعامل مع هذا الحراك الاجتماعي الذي يعرفه إقليم الحسيمة منذ ستة أشهر.
كما تقدم الفريق ذاته بطلب عقد للجنة الداخلية والجماعات الترابية (البلديات) والبنيات الأساسية في المجلس، للاستماع إلى عبد الواحد لفتيت وزير الداخلية، وتقديم التوضيحات اللازمة حول ما يعرفه الإقليم من احتجاجات شعبية.
من جهته، أعلن نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال، أنه سيتقدم طلب إنشاء لجنة تقصي الحقائق حول احتجاجات الريف، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يجتمع العثماني مع ممثلي الأحزاب الممثلة في البرلمان، لوضعهم في صورة ما يحدث في إقليم الحسيمة.
ويأتي تحرك نواب البرلمان بعد الاجتماع الذي عقده وزير الداخلية مع ممثلي أحزاب الأغلبية الحكومية الأحد الماضي، لمناقشة الأوضاع في الإقليم، حيث أعلنت أحزاب الأغلبية عقب اللقاء أن «المغرب لن يسمح بالمس بثوابت البلاد ونشر الفتنة في منطقة الريف»، ووجهت للمحتجين تهم الترويج للانفصال وتلقي الدعم من الخارج، الأمر الذي أثار حفيظة نشطاء الحراك الشعبي في الريف.
وردا على ذلك، انتقد ممثلو أحزاب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي (أغلبية) إضافة إلى الاستقلال بالحسيمة، التصريحات التي أدلى بها قادة أحزاب الأغلبية، وأعلن ممثلو الأحزاب الثلاثة في بيان مشترك شجبهم للاتهامات التي وجهت للمحتجين بتخريب الممتلكات العامة والخاصة، ووصفوا أسلوبهم في الاحتجاج بـ«الحضاري والسلمي»، كما تساءلوا «عن دواعي التدفق غير المبرر لقوات الأمن على الإقليم، وما صاحبه من ترهيب واستفزاز رغم سلمية وحضارية الحراك الاجتماعي»
وطالب بيان الأحزاب الثلاثة، وزير الداخلية بالكشف عن الأدلة التي يمتلكها لإثبات وجود نزعة انفصالية في الريف، وكذا الكشف عن الجهات الأجنبية التي تمول الحراك، كما طالب أحزاب الأغلبية بتقديم اعتذار رسمي عن التصريحات التي صدرت من زعمائها في حق أبناء الريف، داعيا في الوقت نفسه إلى تغليب منطق الحوار والتعاطي بحكمة لإيجاد حلول ناجعة للمطالب الاجتماعية للسكان.
من جهته، أكد حزب الأصالة والمعاصرة المعارض الذي يرأس أمينه العام إلياس العماري جهة (منطقة) طنجة تطوان الحسيمة، والذي يقول إن نوابه تعرضوا لحملة تشويه جراء تلك الأحداث، شرعية المطالب الاجتماعية والاقتصادية التي حملتها الاحتجاجات، مناشدا جميع الأطراف تهدئة الأوضاع ميدانيا لفسح المجال أمام المؤسسات الرسمية والمنتخبة لتنفيذ التزاماتها وتنفيذ برامجها.
واندلعت الاحتجاجات في الحسيمة عقب موت محسن فكري، بائع السمك البالغ 30 عاما، داخل شاحنة لفرم النفايات، بينما كان يحاول الاعتراض على إتلاف كمية كبيرة من السمك صودرت منه من قبل السلطات.
وأثار موت فكري بتلك الطريقة المفجعة موجة غضب عارمة في الحسيمة، حيث خرج الآلاف في مظاهرات، تطالب بمعاقبة المسؤولين عن الحادث، بالإضافة إلى تحقيق مطالب اجتماعية لسكان المنطقة وهم من الأمازيغ. إلا أن الاحتجاجات التي دامت نحو ستة أشهر أخذت منحى آخر عندما بدأ عدد من المحتجين رفع أعلام خاصة بمنطقة الريف، حيث رأت السلطات أن الداعمين للحراك الشعبي لديهم نيات انفصالية مدعومة من الخارج، إلا أن المحتجين ينفون ذلك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».