مجلس الأمن قد يلتئم اليوم بطلب من طوكيو وواشنطن

سيول ترسل وفوداً لكبرى الدول... وبوتين يقر بخطورة الوضع ويدعو إلى وقف «تخويف الشمالية»

صورة وزعتها وكالة كوريا الشمالية أمس تبين الاختبار الصاروخي الذي أجرى قبل يوم (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة كوريا الشمالية أمس تبين الاختبار الصاروخي الذي أجرى قبل يوم (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأمن قد يلتئم اليوم بطلب من طوكيو وواشنطن

صورة وزعتها وكالة كوريا الشمالية أمس تبين الاختبار الصاروخي الذي أجرى قبل يوم (أ.ف.ب)
صورة وزعتها وكالة كوريا الشمالية أمس تبين الاختبار الصاروخي الذي أجرى قبل يوم (أ.ف.ب)

طلبت واشنطن وطوكيو اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن الذي قد يلتئم بعد ظهر اليوم الثلاثاء في نيويورك، بحسب ما أعلن وفد الأوروغواي التي تترأس المجلس في مايو (أيار) الجاري.
وقالت كوريا الجنوبية أمس الاثنين، كما جاء في تقرير وكالة «رويترز»، إنها سترسل مبعوثاً خاصاً لكل من الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وألمانيا. وقال قصر الرئاسة إن المبعوثين سيلتقون بمسؤولين كبار لتوضيح السياسات الجديدة لكوريا الجنوبية، وتبادل الآراء بشأن كيفية تطوير العلاقات الثنائية، والتداول مع هذه الدول حول التوترات في شبه الجزيرة الكورية. التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية هي الثانية في 15 يوماً، والأولى منذ تولي الرئيس مون جاي - إن مهامه.
وقال البيت الأبيض إن «هذا العمل الاستفزازي الأخير يجب أن يدعو كل الأمم إلى فرض عقوبات أقوى على كوريا الشمالية»، فيما أوضحت وزارة الخزانة الأميركية أنها تدرس «كل السبل المتوافرة لديها» لقطع مصادر التمويل الدولي للنظام الكوري الشمالي.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية أول من أمس الأحد بأنها «خطيرة»، داعياً في الوقت نفسه إلى وقف «تخويف كوريا الشمالية»، وإلى التوصل لحل سلمي لهذه المسألة. وقال بوتين خلال مؤتمر صحافي في بكين: «نحن نعارض بشكل قاطع توسيع نادي القوى النووية بما يشمل كوريا الشمالية» مضيفاً: «نحن نعتبر (التجربة) خطيرة ومسيئة، وتأتي بنتائج عكسية، ونعارضها». لكنه أضاف: «يجب الكف عن تخويف كوريا الشمالية والتوصل إلى حل سلمي لهذه المسألة».
واعتبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الإطلاق الأخير «غير مقبول على الإطلاق»، مشيرا إلى أن التجارب الصاروخية المتكررة من جانب بيونغ يانغ تشكل «تهديداً خطيراً لبلادنا»، وانتهاكاً واضحاً لقرارات الأمم المتحدة. يذكر أن نظام الدفاع الصاروخي (ثاد) الذي نشرته الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية في وقت سابق من هذا العام، والذي تسبب في حدوث احتكاكات مع الصين، بدأ العمل الشهر الجاري.
وذكرت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ في بيان: «تأكدت قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد) أن إطلاق الصاروخ من كوريا الشمالية لم يشكل تهديداً لأميركا الشمالية». وفي مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الإخبارية، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي إن كيم «يعاني من جنون العظمة». وتابعت هالي: «إنه قلق بشكل لا يصدق من أي شيء وكل شيء حوله». وغردت السفيرة الأميركية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «لا توجد أعذار تبرر أفعال كوريا الشمالية. كان هذا قريباً من الأراضي الروسية. الصين لا تستطيع توقع حوار. هذا التهديد حقيقي».
بعد عدة أيام فقط من تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن، الذي دعا إلى مشاركة أوثق مع الجارة الشمالية، أعلنت الوكالة الألمانية نقلاً عن وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أمس الاثنين، أن بيونغ يانغ نجحت في إطلاق تجريبي لصاروخ باليستي جديد يهدف إلى التأكد من القدرة على إطلاق صواريخ نووية. وقالت الوكالة إن «الإطلاق التجريبي يهدف إلى التأكد من أن الخصائص التقنية والاستراتيجية للصاروخ الباليستي المطور حديثاً قادرة على حمل رأس نووي ثقيل كبير الحجم». وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن الصاروخ الذي أطلق أول من أمس الأحد، كان «صاروخا باليستياً استراتيجياً من المديين المتوسط والطويل تم تطويره مؤخراً، ويحمل اسم هواسونغ - 12»، مشيرة إلى أن الزعيم كيم جون - أون «أشرف شخصياً على تجربة إطلاق هذا الصاروخ من النوع الجديد». وأضافت أن التجربة الصاروخية هدفت إلى اختبار «التفاصيل التقنية والخصائص» للنوع الجديد «القادر على حمل رأس نووية كبيرة وقوية».
ووفقاً للوكالة فإن الصاروخ وصل إلى ارتفاع 2100 كيلومتر، وأطلق من قاعدة كوسونغ في مقاطعة بيونغان الشمالية (شمال غربي) صباح الأحد، واجتاز نحو 700 كلم قبل أن يسقط في بحر اليابان، بحسب سيول.
وازدادت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية خلال الأسابيع الأخيرة بسبب برنامج بيونغ يانغ النووي، واختبارات الصواريخ وتهديدات الرئيس لأميركي دونالد ترمب بقيام الولايات المتحدة باتخاذ إجراء أحادي الجانب ضدها كرد فعل على انتهاكاتها. وندد الرئيس الكوري الجنوبي الجديد بما اعتبره «استفزازاً غير مسؤول»، وفق المتحدث باسمه يون يونغ - شان. وبخلاف سلفه، يؤيد مون إجراء حوار مع كوريا الشمالية لتهدئة التوتر في شبه الجزيرة. لكنه حذر الأحد من أن حواراً كهذا سيكون ممكناً «فقط إذا غير الشمال سلوكه». وأصدر مون أوامره للجيش من أجل التعجيل بإقامة نظام دفاع صاروخي كوري جنوبي من طراز «كيه إيه إم دي».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.