احتجاجات في بغداد ضد مشروع قانون التظاهر

احتجاجات في بغداد ضد مشروع قانون التظاهر
TT

احتجاجات في بغداد ضد مشروع قانون التظاهر

احتجاجات في بغداد ضد مشروع قانون التظاهر

تظاهر مئات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد، مساء أمس، للاحتجاج على مشروع قانون حرية التعبير والتظاهر الذي أعيد إحياؤه مجدداً. وشاركت في الاحتجاجات نقابة المحامين والاتحاد العام للأدباء والكتاب، إلى جانب عشرات الشخصيات المستقلة وأنصار «التيار الصدري». كما خرج متظاهرون في محافظات وسط العراق وجنوبه.
ولم يخفف مرور أكثر من 6 سنوات على طرح مشروع القانون للمرة الأولى في مجلس النواب، من حدة الاعتراض على كثير من مواده، إذ طرح المشروع للنقاش في عام 2011، وكان يفترض أن يخضعه النواب لقراءة ثانية هذا الأسبوع. غير أن الاحتجاجات المتواصلة ضده أرغمت مجلس النواب على إرجاء التصويت مرات عدة. ويرجح ترحيله إلى البرلمان المقبل.
ولعل من أهم المواد التي أثارت جدلاً واعتراضاً واسعين، الفقرة المتعلقة بحق التظاهر والاجتماع التي نصت على أن «للمواطنين حرية عقد الاجتماعات العامة والتظاهر السلمي بعد إخطار رئيس الوحدة الإدارية، وقبل 5 أيام على الأقل (من تظاهرهم)، على أن يتضمن طلب الإخطار موضوع الاجتماع والتظاهر والغرض منه ومكان عقده وزمانه».
وأثارت الفقرة التي تمنع تنظيم التظاهرات قبل الساعة السابعة صباحاً أو بعد الساعة العاشرة ليلاً، حفيظة كثيرين. ويعاقب التعديل المقترح للقانون بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تقل عن مليون دينار ولا تزيد على 3 ملايين دينار، كل من لم يقدم طلباً إلى الوحدة الإدارية لتنظيم الاجتماعات أو التظاهر.
ويلفت معظم المعترضين على مشروع القانون إلى «المضامين الخطيرة» التي وردت في بنود متعلقة بالتعرض لـ«المقدسات والشعائر الدينية»، ويعتقدون أنها «صممت لتكميم الأفواه وقمع الحريات»، خصوصاً أن العقوبة تصل إلى السجن 3 سنوات والغرامة قد تبلغ 10 ملايين دينار.
ويشير البعض إلى أن «المجلس الإسلامي الأعلى» هو الذي تمسك بمشروع القانون الحالي المثير للجدل. على أن اللافت أن النائبة عن «التحالف الكردستاني» أشواق الجاف دافعت بقوة عن المشروع، واتهمت البرلمان بـ«عدم الجدية في التصويت» عليه، مما عزاه بعض الناشطين إلى رغبة حكومة الإقليم بقانون يضيق على المواطنين الراغبين بالتظاهر.
وأصدر «الاتحاد العام للأدباء والكتاب» في العراق بياناً حض فيه على المشاركة الفاعلة في التظاهرات الرافضة لمشروع القانون. وحذر من «خطورة ما تسعى إليه القوى السياسية المتحكمة من خلال محاولة تشريع قانون يحمل اسم حرية التعبير والتظاهر السلمي، بينما فحواه ضد ذلك».
وأشار البيان إلى أن المشروع «في كثير من فقراته ينطلق قامعاً لحقّ التعبير وإبداء الرأي، ومضيقاً على القوى الوطنية في احتجاجها السلمي عبر التظاهر. وكأن القانون وضع ليصدر باسم المتنفذ الذي تصاغ الفقرات لمصلحته، لا باسم الشعب، كما دأبت القوانين في صدورها. وكأن المسؤول الحالي ضَمَنَ بقاءه في السلطة فرتّب ما من شأنه أن يكون قيداً عليه» في المستقبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.