تسليح أكراد سوريا يتصدر لقاء ترمب وإردوغان غداً

الرئيس التركي التقى بوتين في بكين قبيل توجهه لواشنطن

عناصر نسائية في «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً قرب سد الفرات داخل مدينة الطبقة (إ ب أ)
عناصر نسائية في «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً قرب سد الفرات داخل مدينة الطبقة (إ ب أ)
TT

تسليح أكراد سوريا يتصدر لقاء ترمب وإردوغان غداً

عناصر نسائية في «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً قرب سد الفرات داخل مدينة الطبقة (إ ب أ)
عناصر نسائية في «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً قرب سد الفرات داخل مدينة الطبقة (إ ب أ)

فرضت التطورات في سوريا، لا سيما ما يتعلق بالقرار الأميركي بتزويد القوات الكردية بالسلاح في إطار تسريع عملية تحرير الرقة من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، نفسها كأحد الملفات الرئيسية على أجندة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي يتوجه إلى واشنطن اليوم (الاثنين) في زيارة تستغرق 3 أيام، سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترمب غداً (الثلاثاء) للمرة الأولى منذ توليه رئاسة أميركا في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وأكد إردوغان في تصريحات، قبيل توجهه إلى بكين للمشاركة في منتدى «الحزام والطريق» الذي عقد في بكين أمس (الأحد)، أنه يبحث مع ترمب علاقات الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، معتبراً أن قرار واشنطن بتسليحها يتعارض مع العلاقات الاستراتيجية مع تركيا و«ليس من الصواب رؤية حليفتنا الولايات المتحدة جنباً إلى جنب مع تنظيم إرهابي».
وقالت مصادر دبلوماسية تركية لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار الأميركي الذي اتخذ قبل أسبوع واحد من زيارة إردوغان وأثناء وجود وفد تركي مكون من رئيس الأركان خلوصي أكار ورئيس المخابرات هاكان فيدان والمتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، جاء بمثابة ضربة غير متوقعة للعلاقات بين أنقرة وواشنطن، حيث كانت أنقرة تعول على موقف جديد لإدارة ترمب يختلف عن موقف إدارة أوباما السابقة. وأضافت المصادر أن إردوغان سيركز على هذه المسألة بشكل أساسي من منطلق القلق التركي من التهديدات المقبلة من شمال سوريا والعراق عن طريق حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، وأن إردوغان سيوجه رسالة واضحة بشأن التحالف بين واشنطن والميليشيات الكردية في سوريا، تتمثل في أن هذا التحالف يتنافى مع علاقة التحالف الاستراتيجي بين تركيا وأميركا من خلال حلف الناتو، وأنه لا يمكن محاربة تنظيم إرهابي عبر تنظيمات إرهابية أخرى وأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب في المنطقة دون تركيا التي قدمت نموذجاً ناجحاً في الحرب على «داعش» من خلال عملية درع الفرات في شمال سوريا، وأنها يمكنها أن تحقق نجاحاً مماثلاً في الرقة دون الاعتماد على الأكراد.
وأشارت المصادر إلى أن إردوغان سيؤكد أيضاً أن تركيا ستنفذ ضربات جديدة ضد الأكراد في شمال سوريا والعراق، كلما رأت أن ذلك ضروري لحماية أمنها.
في السياق نفسه، كشفت المصادر التركية أن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم نقل إلى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس خلال لقائهما في لندن، الخميس الماضي على هامش المؤتمر الدولي حول الصومال، حساسية أنقرة تجاه تداعيات حصول الميليشيات الكردية على أسلحة متطورة من الولايات المتحدة، واحتمال انتقالها إلى حزب العمال الكردستاني الذي يحارب ضد الدولة التركية، وأن ماتيس أكد ليلدريم أن تسليح واشنطن للوحدات الكردية ليس «خياراً» بل «التزام»، بحسب ما اتفق عليه بشأن عملية تحرير الرقة من «داعش».
ونقلت وسائل الإعلام التركية أمس عن هذه المصادر أن ماتيس أكد أيضاً أن واشنطن ستعمل على إنشاء نظام تتبع للسلاح الذي ستزود به وحدات حماية الشعب الكردية (المكون الأكبر في تحالف قوات سوريا الديمقراطية) لضمان عدم انتقاله إلى جهات أخرى.
وكانت الإدارة الأميركية أعطت تطمينات لأنقرة بشأن تسليح الأكراد تمثلت في إعلان وزير الدفاع جيمس ماتيس اتفاق واشنطن مع أنقرة في وجهة نظرها بشأن المخاطر التي يشكلها حزب العمال الكردستاني على الأمن القومي التركي، وإعلانه دعم تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني وإعلان قيادة التحالف الدولي للحرب على «داعش» أن القوات التي ستحاصر الرقة ستكون غالبيتها من العرب السوريين ثم توسط الإدارة الأميركية في اتفاق تقوم بموجبه قوات سوريا الديمقراطية بإعادة بلدات ذات غالبية عربية سبق أن سيطرت عليها إلى فصائل من الجيش الحر تدعمها تركيا. كما أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عقب لقائه مع ماتيس في لندن أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لن تبقى في المنطقة بعد عملية تحرير مدينة الرقة في سوريا، وأن التركيبة السكانية في المنطقة (التي هي أساس المخاوف التركية) لن تتغير.
وقبيل توجهه إلى الولايات المتحدة، التقى إردوغان أمس في بكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش فعاليات منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، وجرى بحث آخر التطورات في سوريا والتطورات الخاصة بمناطق تخفيف التوتر التي أعلنت في آستانة بضمانة من روسيا وتركيا وإيران واجتماعات جنيف وآستانة المقبلة.
وجاء اللقاء بعد أيام من لقاء إردوغان وبوتين في مدينة سوتشي الروسية في 3 مايو (أيار) الحالي تزامناً مع اجتماع آستانة 4، الذي تم خلاله توقيع اتفاق مناطق تخفيف التوتر في سوريا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.