339 انتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبها الانقلابيون الشهر الماضي

339 انتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبها الانقلابيون الشهر الماضي
TT

339 انتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبها الانقلابيون الشهر الماضي

339 انتهاكاً لحقوق الإنسان ارتكبها الانقلابيون الشهر الماضي

اتهمت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، الانقلابيين، بارتكاب نحو 339 انتهاكاً بحق المدنيين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وقالت اللجنة، في بيان صادر عنها، إنها استطاعت رصد وتوثيق 277 واقعة انتهاك بملفات مكتملة أنجزها راصدوها بعد قيامهم بسلسلة مقابلات للضحايا، وأخذ أقوال شهود عيان في جميع المحافظات.
وجاءت هذه الوقائع في استهداف وتدمير 52 من المنشآت المدنية والممتلكات، و20 حالة إخفاء قسري لمدنيين، و41 اعتقالا تعسفيا، و8 حالات زرع ألغام، وتفجير 10 منازل بالعبوات والمتفجرات، و68 حالة قتل ناتج عن استهداف مدنيين، إضافة إلى 77 حالة إصابة لمواطنين مدنيين، وحالة تدمير دور عبادة.
وقالت إشراق المقطري، المتحدثة الرسمية باسم اللجنة لـ«الشرق الأوسط»، إن اللجنة تأسف لاستمرار الانتهاكات، لا سيما التي تستهدف المدنيين بالأسلحة التي تسقط وسط الأحياء السكنية، مما أدى لارتفاع عدد الضحايا هذا الشهر عن سابقه. وتابعت بأن نتائج التحقيقات التي قامت بها اللجنة أظهرت منهجية عدم احترام حقوق الإنسان وزيادة معدلات تفجير المنازل وتهجير المواطنين قسريا، لا سيما في محافظات صنعاء وحجة والمحويت وذمار.
وتابع البيان بأن اللجنة قامت بالنزول إلى مديرية المخا بمحافظة تعز، وتمكن فريقها الميداني خلال 6 أيام من رصد 62 واقعة انتهاك خلفت 117 قتيلا من المدنيين بينهم 17 امرأة و36 طفلا، إضافة إلى 48 جريحا بينهم 19 امرأة و24 طفلا.
وأضاف: «تتوزع هذه الوقائع بين 49 واقعة استهداف مدنيين، و6 وقائع زراعة ألغام، و3 وقائع اعتقال تعسفي، و2 وقائع تدمير منشآت مدنية، وواقعة استخدام مدنيين دروعا بشرية، وواقعة تعسف إداري»، مشيراً إلى أنها حدثت خلال الأعوام 2015 و2016 و2017.
وأفاد البيان بأن فريق اللجنة أجرى خلال نزوله إلى المخا مقابلات مع كثير من الضحايا وذوي الضحايا والشهود في كل من مناطق: واحجة، والحالي، والكدحة، والمغيني، كما قام الفريق بالانتقال إلى منطقتي باب المندب وذوباب لمعاينة الوضع الإنساني للمواطنين هناك.
وتناول البيان الوضع الكارثي في مديرية المخا الواقعة ضمن مناطق النزاع المسلح المشتعل منذ منتصف عام 2015، ويعاني سكانها، حسب البيان، من انعدام الخدمات الأساسية الضرورية، ومنها الكهرباء وشح وسائل الاتصالات والمواصلات.
وأنهت عملية التحقيق في 392 واقعة انتهاك حدثت خلال 2015، و2016، و2017. إضافة إلى التحقيق في بعض حوادث الاعتداءات على المعتصمين والمسيرات في عام 2011، وكان أبرزها وقائع استهداف وقتل المدنيين والاعتقالات التعسفية، وأيضا وقائع الألغام التي زرعت في أماكن سير المواطنين وتحركاتهم، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة التي أضرت المواطنين وحياتهم اليومية في محافظات: عدن، وأمانة العاصمة، وتعز، وصنعاء، وذمار، ومأرب، ولحج، وصعدة، وحجة.
وأضاف البيان: «اتضح من خلال تلك التحقيقات وجود عدد من الأطراف المتسببة في انتهاكات جسيمة نمطية ثابتة، مست قانون حقوق الإنسان وكذلك القانون الدولي الإنساني، وتسببت في الاعتداء على الحق في الحياة والسلامة الشخصية، وأعاقت حركة كثير من المواطنين».
ودعت جميع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال الإغاثة إلى تكثيف جهودها في إيصال المساعدات للمناطق المتضررة، والتي تشهد حالات فقر وسوء تغذية وانتشار الأمراض والأوبئة الفتاكة، وغياب تام لجميع الخدمات الأساسية المتمثلة بالصحة والكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.