النظام السوري وداعموه «اقتحموا» حي القابون الدمشقي

النظام السوري وداعموه «اقتحموا» حي القابون الدمشقي
TT

النظام السوري وداعموه «اقتحموا» حي القابون الدمشقي

النظام السوري وداعموه «اقتحموا» حي القابون الدمشقي

بالتزامن مع استمرار عملية تهجير أهالي حيي برزة وتشرين في ضواحي العاصمة السوري دمشق، استكمالا لمسلسل «التهجير القسري» الذي ينتهجه النظام السوري وموسكو، اقتحمت قوات النظام والميليشيات الداعمة لها يوم أمس حي القابون، وأعلنت السيطرة الكاملة عليه. غير أن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نفى حدوث السيطرة، مؤكدا استمرار فصائل المعارضة بالسيطرة على 20 في المائة من مساحته.
«الإعلام الحربي» التابع لـ«حزب الله» اللبناني كان قد ادعى أن «الجيش السوري سيطر بشكل كامل على حي القابون الواقع شمال شرقي دمشق، بعد عملية عسكرية بدأها صباح يوم السبت على جبهة القابون من 3 اتجاهات، الشمال والشرق والجنوب؛ ما أسفر عن سقوط المنطقة عسكريا وانسحاب المسلحين منها باتجاه حرستا وعربين عبر أنفاق فجّرها الجيش لاحقا».
ولكن، في المقابل، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم جديد من الجهة الشمالية الشرقية لحي القابون الدمشقي، عند الأطراف الشرقية للعاصمة، ووسعت نطاق سيطرتها وضيّقت الخناق أكثر على الفصائل الموجودة في الحي وهي «فيلق الرحمن» وعناصر من «حركة أحرار الشام» الإسلامية و«جيش الإسلام». ثم لفت إلى أن مساحة سيطرة هذه الفصائل تراجعت لتصل إلى 20 في المائة من مجمل مساحة الحي. وتابع: «المرصد» موضحاً أن النفق الذي سيطرت عليه قوات النظام والواصل بين بساتين حي القابون وأطراف حي تشرين وحي برزة الواقع عند الأطراف الشرقية للعاصمة، توقف العمل فيه منذ نحو شهر من الآن، نتيجة رصده من قبل قوات النظام.
هذا، ويأتي هذا التقدم بعد عودة الاشتباكات والقصف إلى القابون بصورة متقطعة منذ الـ9 من مايو (أيار) الحالي، بعد هدوء ساد الحي في الأشهر السبعة الماضية. وللعلم، شهد الحي في الأيام الماضية مفاوضات عبر وجهاء وأعيان من المنطقة مع قوات النظام على غرار ما حصل في حيي برزة وتشرين. وجاءت هذه المفاوضات القسرية بعد معارك عنيفة شهدها الحي خلال الأسابيع الماضية بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المعارضة الإسلامية من جهة أخرى، في محيط القابون وأطرافه، حيث تمكنت قوات النظام في جولات عدة متعاقبة من تحقيق تقدم على حساب الفصائل المنشغلة باقتتال داخلي في مناطق الغوطة الشرقية.
في السياق ذاته، نقلت وكالة «قاسيون» عن فصائل المعارضة السورية تأكيدها، أنها صدت محاولة لقوات النظام والميليشيات المساندة لها، بالتقدم على حي القابون. هذا، وقد دارت، بحسب الوكالة المذكورة، اشتباكات بين الطرفين منذ فجر السبت، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي متبادل. وقال ناشطون إن قوات النظام قصفت حي القابون بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ.
جدير بالذكر، أن التطورات في القابون تتزامن مع خروج الدفعة الثانية من مهجّري حي برزة، الجمعة، باتجاه محافظة إدلب بالشمال السوري، وخروج الدفعة الأولى من مهجرّي حي تشرين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».