تشهد إحدى قرى محافظة جناق قلعة في شمال غربي تركيا، تقليدا فريدا يتعلق بالزواج، يقفز على جميع الطرق التقليدية والحديثة وحتى على برامج التعارف التي أثارت ضجة كبيرة في تركيا، بسبب تجاوزها للعادات والتقاليد، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار بوقفها.
أما في «شارع العشاق» فالأمر مختلف تماما. في مطلع شهر مايو (أيار) من كل عام، يتوافد سكان قرية مرادلار بمحافظة جناق قلعة إلى هذا الشارع، حيث ينظم سنويا تجمعا لإتاحة الفرصة أمام الشباب والشابات والراغبين بالزواج عموما من مختلف الأعمار، للتعارف عن قرب وجها لوجه.
وعلى مدى نحو 75 عاما، ينظم أهالي القرية مأدبة طعام في مطلع مايو، يتوجه إليها الراغبون في الزواج، وعادة ما ترتدي الفتيات والنساء الملابس التقليدية المعروفة في قرى تركيا، للفت انتباه الطرف الآخر، حيث يُفسح المجال لهم بعد تناول الطعام للمشي في الشارع الذي يبلغ طوله 1.5 كيلومتر فقط. وخلال التجول فيه، قد يصادف كل طرف من يبحث عنه. وفي ذلك قال محمد يلماظ الذي تجاوز الخمسين من عمره: «أتجول في شارع العشاق على أمل أن أجد نصيبي».
يتجوّل المئات غير يلماظ في شارع العشاق بحثا عن شريك أو شريكة الحياة، ووصل عدد المشاركين في مهرجان التعارف المفتوح هذا العام إلى أكثر من 5 آلاف من الجنسين، وصل معظمهم من القرى المجاورة بعد أن نال الحدث شهرة واسعة خلال السنوات الأخيرة.
ويعبر أهالي قرية مرادلار عن سعادتهم الكبيرة لنجاحهم في تنظيم هذا الحدث السنوي الذي ساعد على تزويج معظم سكان القرية.
أما عمدة القرية عيسى كوركماز، فقال إنهم نجحوا في المحافظة على تقليد أجدادهم بتنظيم هذا الحدث السنوي من دون الخروج على الأعراف والتقاليد، كما يحدث في برامج التعارف والزواج التي اكتسبت سمعة سيئة لما ارتبط بها من مواقف وحوادث وإقامة علاقات غير شرعية، مشيرا إلى أنّ المهرجان ليس كتلك البرامج، داعيا المشاركين فيه إلى عدم الخلط بينهما.
ولفت كوركماز إلى أن قريته استقبلت 5 آلاف مشارك من جميع المدن التركية، سار ألف منهم فقط في شارع العشاق، قائلا إنّهم يحتفلون سنويا بزواج نحو 20 شابا وفتاة تعرف بعضهم على بعض من خلال هذا المهرجان السنوي الذي يُنظّم في أجواء شارع العشاق، التي ينتظرها الشباب وعائلاتهم من عام إلى عام.
«شارع العشاق» أسرع وسيلة للزواج في تركيا
في مهرجان سنوي يشكل تقليداً متوارثاً على مدى 75 عاماً
«شارع العشاق» أسرع وسيلة للزواج في تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة