مطعم الاسبوع: «ذا غايم بيرد» نافذة على المطبخ الإنجليزي

«سانت جيمس» تستقبل عنواناً سيبدل رأيك بالتأكيد

جانب من المطعم الإنجليزي المميز  -  الشيف جيمس دورانت  -  سرطان البحر «سي سكالوب»   -  طبق السلمون على طريقة دورانت
جانب من المطعم الإنجليزي المميز - الشيف جيمس دورانت - سرطان البحر «سي سكالوب» - طبق السلمون على طريقة دورانت
TT

مطعم الاسبوع: «ذا غايم بيرد» نافذة على المطبخ الإنجليزي

جانب من المطعم الإنجليزي المميز  -  الشيف جيمس دورانت  -  سرطان البحر «سي سكالوب»   -  طبق السلمون على طريقة دورانت
جانب من المطعم الإنجليزي المميز - الشيف جيمس دورانت - سرطان البحر «سي سكالوب» - طبق السلمون على طريقة دورانت

استقبل فندق «ذا ستافورد» في منطقة سانت جيمس بوسط لندن مطعم «ذا غايم بيرد» The Game Bird ليكون من العناوين القليلة في لندن التي تنصف المطبخ الإنجليزي الذي يعتقد البعض أنه غير موجود أصلاً، وتنحسر أطباقه في البطاطس المقلية، والسمك Fish and Chips، والدجاج المحمر Sunday Roast الذي يقدم أيام الأحد.
اختيار الفندق موفق جداً لعدة أسباب؛ وأهمها أن المطعم يقدم الأطباق البريطانية التقليدية من أسماك ولحوم لتتناسب مع عراقة الفندق الذي يحمل في زواياه 350 عاماً من التاريخ، كما أنه عنوان ملكي؛ حيث كان في السابق متصلاً بقصر سانت جيمس، وكانت توجد به إسطبلات الخيل الملكي، كما تم اختيار الشيف جيمس دورانت، ابن منطقة تشيستير، الذي كان له الفضل في حصول مطعم غوردن رامسي على نجمة ميشلان عندما عمل معه في «مايز» و«رويال هوسبيتال رود» و«كلاريدجز».
ونقل دورانت جعبته الغنية بالخبرة إلى «ذا غايم بيرد»؛ وكلمة «غايم» هنا تعني «الطريدة»، أو الطائر الذي يتم صيده للأكل، وما يفسر الاسم بشكل جيد هو الديكور الذي يستقبلك عند مدخل المطعم، فهناك واجهة عملاقة تعلق فيها الطرائد وشتى أنواع اللحوم، و«بار» من الخشب البني يتوسط المكان.
ويسعى فندق «ذا ستافورد» إلى التعامل مع فنانين كثيرين من خلال عرض أعمالهم الفنية، ومع افتتاح مطعم «ذا غايم بيرد» في السابع عشر من مارس (آذار) الماضي، عرضت على جدران المطعم، كأول محطة فنية، لوحات رائعة لفنانين أمثال: كريس مون، وروث فوكس، وكارن غريفيث.
وتعاقد «غايم بيرد» مع شركة «بيردي» Purdey البريطانية المتخصصة في تصنيع بنادق الصيد للطبقة الأرستقراطية لتصميم حاويات الصلصة التي تقدم إلى جانب طبق الطيور الأشهر في المطعم؛ لتعطي رونقاً إضافياً للأكل في هذا المكان المميز.
من الأطباق المميزة في «ذا غايم بيرد»، فطائر على الطريقة الإنجليزية «Pies» بمكونات متنوعة، بالإضافة إلى لحم الستيك الذي يؤتى به من مزارع خاصة. ومن الأطباق التي يشتهر الشيف دورانت بتقديمها «الحمام المشوي» مع الخضار، وطبق دجاج كييف Chicken Kiev.
كما يركز الطاهي على الأكلات الإنجليزية التقليدية التي لا يعرفها كثيرون؛ لأنها تقتصر على التحضير في البيوت، ومن بينها اليخنات التي تجمع الخضار واللحم. واستطاع الطاهي من خلال لائحة الطعام التي اختارها لمطعمه الجديد أن يعرّف الذواقة على المطبخ الإنجليزي الفقير نسبياً إذا ما قارناه مع مطابخ أخرى معروفة حول العالم. وإذا كنت من ثمار البحر فأنصحك بتذوق المحار المشوي بالفرن مع جبن البارمزان والمحار النيئ، وهنا تجدر الإشارة إلى أن أجود أنواع المحار وأكبرها حجماً موجودة في إنجلترا واسكوتلندا.
جميع الأطباق تعتمد بشكل كبير على نوعية المكون، وجودة اللحم والأسماك، وتأتي بعدها خبرة الطاهي الذي نجح في تجميع وصفات تقليدية استطاع تطويعها في قالب حديث مع حرية التصرف في بعض مكوناتها وبهاراتها.
وإذا كنت من محبي الأسماك أنصحك بتذوق السلمون والسكالوب الذي يقدم مع القرنبيط المشوي. ولمحبي الدجاج يقدم المطعم طبق الدجاج الأسود المدخن على طريقة أهالي نورفولك، ويقدم هذا الطبق مع البيض والمربى والفطر.
وبحسب نقاد الطعام في لندن، فمن المنتظر أن ينقل الشيف جيمس دورانت فندق «ذا ستافورد» إلى مستوى أرقى في مجال الطعام؛ لأن ما يقدمه المطعم من الصعب إيجاده في أي مكان آخر في وسط لندن، وهذا يعود إلى خبرة الطاهي، واختيار أطباق إنجليزية يساهم الطاهي في وضعها على خريطة الأكل المميز.
يشار إلى أن «غايم بيرد» ليس المقصف الوحيد المخصص للأكل في الفندق، فهو إضافة إلى الـ«أميركان بار» الحائز على عدة جوائز، ويتمتع بجلسة جميلة في الخارج في رياض الفندق الأثري الذي افتتح عام 1912، وهو اليوم يتبع إلى مجموعة «بريفيرد هوتيلز آند ريزورتس ليجند كوليكشن».



المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
TT

المطبخ العراقي على لسان السفراء الأجانب

الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)
الطريقة التقليدية لطهي سمك المسكوف (أ.ف.ب)

في مقطع فيديو ظهر السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش الذي يجيد ليس اللغة العربية فقط، بل اللهجة المحلية العراقية ظهر مع وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر في شارع المتنبي وسط العاصمة العراقية بغداد. وشارع المتنبي الذي تعرض للتفجير عام 2006 أيام الحرب الأهلية في العراق أعيد بناؤه بمبادرة من الرئيس العراقي السابق برهم صالح أيام كان نائباً لرئيس الوزراء العراقي عام 2006 بحيث بدا في حلة جديدة تماماً، يجمع بين بيع الكتب وكل أنواع لوازم الثقافة والكتابة، بما في ذلك انتشار عدد من دور النشر والتوزيع فيه إلى انتشار المطاعم والكافيهات والمقاهي وأشهرها المقهى المعروف بمقهى «الشابندر». وهذا الشارع غالباً ما يكون من بين أحد محطات الزوار العرب والأجانب الذي يقومون بزيارات رسمية أو سياحية إلى العراق. ومع أن وسائل الإعلام العراقية تولي أهمية خاصة لهذا الشارع كل يوم جمعة، حيث يزدحم بالزوار والمتبضعين، وذلك للقيام بقصص إخبارية عنه بما في ذلك الفعاليات الثقافية والفنية التي تقام فيه، لكن ما يقوم به بعض السفراء الأجانب لدى العراق ومنهم السفير البريطاني يعد أمراً لافتاً جداً ولا ينافسه في ذلك سوى السفير الياباني الذي غالباً ما يرتدي في بعض المناسبات الشماغ، والعقال العراقي.

ومع كل ما يمكن أن تمثله مظاهر الحياة في العراق بوصفها مادة لوسائل الإعلام وبخاصة العربية والعالمية، لكن غالباً ما يكون المطبخ العراقي هو القاسم المشترك في علاقة السفراء الأجانب في العراق.

دولمة عراقية (أدوبي ستوك)

«لبلبي» في شارع المتنبي

وبالتزامن مع ظهور السفير الياباني لدى العراق فوتوشو ماتسوتو مؤخراً وهو يؤدي النشيد الوطني العراقي مرتدياً الشماغ العراقي كان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتش يصطحب وزيرة الداخلية البريطانية إيفت كوبر التي كانت تقوم بزيارة إلى العراق في شارع المتنبي. الوزيرة البريطانية التي كانت تتجول مع السفير بكل حرية في هذا الشارع عبرت عن إعجابها بأكلة شعبية عراقية هي «اللبلبي» وهو الحمص المسلوق بالماء الحار مع إضافة بعض البهارات إليه، مما يعطيه نكهة خاصة. وبعد تناولها هذه الأكلة الشتوية في هذا الشارع العريق عبرت عن حبها لباقي الأكلات العراقية دون أن تشير إليها قبل أن يطلب منها السفير الدخول إلى أحد أشهر المقاهي البغدادية في شارع المتنبي وهو «مقهى الشابندر» لتناول الشاي العراقي المعروف بمذاقه الخاص. ومن الشاي إلى باقي الأكلات التي يشتهر بها المطبخ العراقي مثل أنواع الحلويات التي تشتهر بها بغداد ومحافظات إقليم كردستان، لا سيما ما يعرف بـ«المن والسلوى»، وهو من بين أشهر الحلويات التي كثيراً ما تكون مادة دسمة في التقارير الإخبارية التلفزيونية، فضلاً عن أنواع أخرى من الحلويات وتعرف بـ«الدهين»، التي تشتهر بها كل من مدينتي النجف وكربلاء، وغالباً ما تكون هذه الحلويات من بين أبرز ما يأتي الزوار لتناوله في هاتين المدينتين.

الكبة على الطريقة العراقية (أدوبي ستوك)

«دهين» جينين بلاسخارت

غير أن من أبرز زوار هاتين المدينتين من الزوار الأجانب ممن يترددون عليهما بكثرة للقاء كبار المراجع ورجال الدين هي السفيرة السابقة لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق «يونامي» جينين بلاسخارت التي انتهت مهمتها في العراق قبل شهور. ومع أن السفيرة الأميركية إلينا رومانسكي انتهت مدتها في العراق مؤخراً فإنها عبرت عن حبها لنمط آخر من الأكلات العراقية وهي من صلب المطبخ العراقي وهما «الدولما والسمك المسكوف». الممثلة الأممية بلاسخارت كان يطلق عليه لقب «الحجية»، كونها كانت ترتدي أحياناً غطاء الرأس، خصوصاً عندما تلتقي بعض كبار رجال الدين في البلاد. وكونها كانت كثيرة التحرك والسفر بين المحافظات فمن بين المدن التي تتحرك فيها كثيراً مدينتا النجف وكربلاء، وهو ما جعلها شديدة الإعجاب بأكلة «الدهينة».

رومانسكي أعلنت أنها سوف تتذكر من بين ما تتذكره عن العراق أكلتي «السمك المسكوف» و«الدولما» وهما من أشهر أكلات المطبخ العراقي.