مستشار الرئيس المصري يتحرك لتفعيل مبادرة «الجيش الإلكتروني» لمحاربة «داعش»

تدشين آلاف الصفحات على «فيسبوك» و«تويتر» وخبراء لملاحقة أفكار التنظيم

مستشار الرئيس المصري يتحرك لتفعيل مبادرة «الجيش الإلكتروني» لمحاربة «داعش»
TT

مستشار الرئيس المصري يتحرك لتفعيل مبادرة «الجيش الإلكتروني» لمحاربة «داعش»

مستشار الرئيس المصري يتحرك لتفعيل مبادرة «الجيش الإلكتروني» لمحاربة «داعش»

قالت مصادر مصرية، إن مستشار الرئيس للشؤون الدينية الدكتور أسامة الأزهري، بدأ في اتخاذ خطوات فعلية لمُبادرته «الجيش الإلكتروني» التي دعا لها لمُحاربة تنظيم داعش الإرهابي على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت المصادر أنه سيتم تدشين آلاف الصفحات على موقعي «فيسبوك» و«تويتر» باللغة العربية والإنجليزية، والعمل على زيادة المُتابعات لتلك الصفحات لتصل إلى عشرات الملايين، فضلا عن تخصيص فريق عمل من الخبراء لملاحقة ورصد جميع الصفحات المؤيدة للتنظيم، والتي تنتشر على مواقع التواصل.
وتعتمد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش» بشكل مباشر على مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب وصغار السن، عبر الترويج لمفاهيم خاطئة عن الإسلام، بحيث يروج التنظيم لهم أفكاره لإقناعهم بالانضمام إليه. فـ«داعش» يمتلك جيشا إلكترونيا لنشر الفيديوهات المصورة عبر دول العالم لزيادة شعبيته، خاصة في الدول الأوروبية.
وأطلق مستشار الرئيس مبادرة قبل أيام لمحاربة تنظيم داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كاشفا عن أن التيارات الإرهابية حققت نجاحا مبهرا بقدرتها على التواصل مع المجتمع، وتسبق مؤسسات الدولة المصرية في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد دعا المؤسسات الدينية في مصر لتجديد الخطاب الديني لمواجهة التطرف والطائفية؛ وذلك في وقت تعاني فيه مصر والمنطقة العربية من تصاعد هجمات المتشددين.
وقالت المصادر إن «هذه الصفحات التي من المقرر أن تطلقها المؤسسات الدينية في مصر سيعمل عليها فريق من الخبراء والمتخصصين، كما أنه سيتم الإنفاق علي هذا الجيش الإلكتروني بسخاء، بحيث لا يقل متابعو تلك الصفحات عن 20 مليون متابع».
وقال الدكتور الأزهري، إن سبب إطلاق مبادرته هو أن تنظيم داعش الإرهابي يمتلك 60 ألف صفحة باللغة العربية على صفحات التواصل الاجتماعي، و40 ألف صفحة أخرى بلغات مختلفة، وهذه الصفحات تضع مخططات للوصول إلى أكبر عدد من الشباب لإقناعهم بالأفكار المتطرفة.
وأكد باحثون أن «داعش» ينشر يوميا ما يزيد عن 250 ألف تغريدة على «تويتر» و«فيسبوك» لتوصيل رسالة بأن عدد الداعمين لأفكار التنظيم في ازدياد مستمر، لافتين إلى أن «داعش» يعتمد اعتمادا كليا على من يطلق عليهم «الهاكرز» لاختراق حسابات رواد التواصل الاجتماعي لجذب مزيد من المتابعين، متجاهلين الخسائر اليومية التي يتلقاها التنظيم في سوريا والعراق.
وأكد الدكتور الأزهري أنه لو استطاعت كل صفحة (أي من التي يمتلكها الدواعش) أن تختطف عقلا واحدا فهذه كارثة، لافتا إلى أن المنصات الجديدة للمؤسسات الدينية في مصر سوف تتحول من الدفاع للهجوم، موضحا أن «(داعش) كلما صنع مصيبة، نخرج ونرد، لذلك فلسفة الرد دائما ضعيفة، وأفضل الطرق الهجوم».
المصادر نفسها التي تحدثت وفضلت عدم تعريفها لحساسية موقعها، قالت إن مستشار الرئيس أكد أن «داعش» قادر على تجنيد الشاب خلال 8 ساعات على «فيسبوك»، وأنه يمتلك أغاني تحث على الحماس والاندفاع، فضلا عن أساليب أخرى للتسلل إلى عقول الأطفال من خلال الألعاب، التي تشحن عقلية الطفل بالتفجير لنسف الطرف الآخر.
وأكدت المصادر أهمية اعتماد المؤسسات الدينية الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي بمصر، بحيث تضمن الوصول للشباب وتصحيح مفاهيمهم الخاطئة، وتصبح حصنا منيعا ضد استقطابهم من قبل تلك التنظيمات الإرهابية، لافتة إلى أن وجود صفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي سيكون له تأثير كبير على تصحيح المفاهيم عن الدين الإسلامي، وهو شكل جديد من أشكال تجديد الخطاب الديني.
ويقول مراقبون إن «داعش» يصوغ استراتيجيته ليخاطب ثلاثة مستويات مختلفة تماما؛ فهناك خطاب للأتباع والمتعاطفين والمؤيدين، وهناك خطاب يستهدف المتابعين الذين يقفون على الحياد، أما الخطاب الثالث فيستهدف ما يعتبرهم التنظيم أعداءه.
وقالت المصادر إن «مبادرة مستشار الرئيس سوف تتصدى لأنشطة (داعش) الاتصالية التي يوفر لها طاقات كبيرة ويحشد لها موارد ضخمة، وتتمتع بدرجة عالية من الاحترافية والجودة»، لافتة إلى أن «البرلمان المصري يدعمها بشكل كبير، وكذا جميع المؤسسات الدينية التي أعلنت إطلاقها هذه الصفحات».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.