قوات النخبة تحرر دوعن من التنظيمات الإرهابية

قوات النخبة تحرر دوعن من التنظيمات الإرهابية
TT

قوات النخبة تحرر دوعن من التنظيمات الإرهابية

قوات النخبة تحرر دوعن من التنظيمات الإرهابية

قالت مصادر عسكرية يمنية: إن قوات النخبة الحضرمية التي جهزها التحالف سابقا تمكنت خلال يومين من تحرير غالبية المواقع التي كان يختبئ فيها تنظيم القاعدة الإرهابي بمديرية دوعن الاستراتيجية الواقعة في حضرموت، عبر عملية عسكرية ضخمة ومباغتة ضمن خطة عملياتها العسكرية لاستكمال تحرير مديريات الوادي وملاحقة الجيوب والخلايا الإرهابية بالمنطقة.
جاء ذلك، وفقا لدعم من قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، تواصل قيادة المنطقة العسكرية وقوات النخبة الحضرمية عملياتها العسكرية ضد الجماعات الإرهابية بمناطق الوادي الحضرمي.
وتأتي عملية تحرير مديرية دوعن بعد تزايد العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة على مركز الشرطة وبعض نقاط التفتيش في ظل الفراغ الأمني الذي كانت تعيشه المنطقة، وهو ما استغلته العناصر الإرهابية؛ الأمر الذي دفع قوات النخبة إلى شن حملة عسكرية مفاجئة وتحرير المديرية قبل سقوطها في أيادي التنظيمات الإرهابية.
وأوضح المقدم أحمد بامعس، المتحدث الرسمي باسم المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت كبرى مدن جنوب اليمن، أن تأسيس «محور دوعن العسكري» بوصفه معسكرا جديدا في مناطق حضرموت الوادي يأتي لاستكمال العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية والخلايا النائمة، وتثبيت الأمن والاستقرار؛ حتى تأمين كل شبر من أرض حضرموت.
وأشار المقدم بامعس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معسكر دوعن هو محور عسكري جديد يتبع المنطقة العسكرية الثانية لبسط كامل سيطرة النخبة الحضرمية على مناطق وجبال ووديان دوعن ومديريات الوادي ذات المساحة الكبيرة، واستكمال تعقب وملاحقة الجيوب والخلايا الإرهابية في وادي دوعن، ومناطق ضليعة ووادي عمد وحضرموت.
وحول العملية الإرهابية التي استهدفت محور دوعن العسكري، أول من أمس، وخلفت قتلى وجرحى، قال المقدم بامعس: إن سيارة مفخخة لتنظيم القاعدة استهدفت نقطة عسكرية بعيدة من معسكر دوعن الجديد بسيارة مفخخة، وأسفرت عن استشهاد جندي وجرح ثلاثة آخرين، ومثل هذه العمليات الإرهابية كانت متوقعة في محاولة يائسة للجماعات الإرهابية لاستهداف تأسيس معسكر دوعن الذي يهدف من خلاله إلى استكمال تأمين مناطق الوادي الحضرمي أسوة بمديريات الساحل، وكذا استمرار عمليات التعقب والمداهمات للخلايا الإرهابية التي باتت في الرمق الأخير وبحالة انكسار مستمرة أمام قوات النخبة الحضرمية التي حققت انتصارات كبيرة.
وكانت قيادة المنطقة العسكرية الثانية بمحافظة حضرموت، قد أعلنت في وقت سابق تأسيس محور دوعن العسكري، وهو ما تم مطلع الأسبوع الحالي، حيث بدأت قوات النخبة الحضرمية عمليات انتشار واسعة وشرعت في استحداث نقاط تفتيش في مديرية دوعن كبرى مديريات الوادي، ونفذت دهم وتعقب لجيوب وخلايا إرهابية بأطراف المدينة وفي وادي دوعن، عن طريق حملة عسكرية كبرى تستهدف تأمين وتطهير مديريات الوادي كافة من أي عناصر أو خلايا إرهابية محتملة.
ونجحت قوات النخبة الحضرمية في عملية عسكرية كبرى ومفاجئة من السيطرة الكاملة على مديرية دوعن الثلاثاء الماضي بعد هجوم عسكري كاسح بدعم من قوات التحالف بقيادة السعودية والإمارات الذي دفع بعناصر الجماعات الإرهابية إلى الفرار من المنطقة ناحية جبال وأودية مديريات المحافظة، بحسب مصادر عسكرية ومحلية مطلعة.
وعن أهداف الحملة العسكرية التي تقوم بها قوات النخبة الحضرمية في مديرية دوعن، يقول الكاتب والمحلل السياسي علي الكثيري: إن الحملة تأتي في سياق استكمال العملية العسكرية المتواصلة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي ومجاميعه المسلحة التي انتشرت هناك بعد دحرها من مديريات ساحل حضرموت.
وأردف الكثيري بالقول: من الواضح أن العملية العسكرية في مديرية دوعن وما تكللت به من انتصارات ستشكل حافزا لمواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية التي تنشط في أرجاء مختلفة من مديريات وادي حضرموت؛ وهو أمر يحظى بدعم ومؤازرة شعبية ومجتمعية، وبخاصة بعد أن ضج أبناء حضرموت من نزق ودموية تنظيم القاعدة الإرهابي. وأردف: لعل إحباط محاولة التفجير الانتحاري التي استهدفت يوم أمس قوات النخبة الحضرمية بمديرية دوعن دليلا واضحا على أن ذلك التنظيم الإرهابي بات في حالة انكسار على وقع العملية العسكرية لقوات النخبة الحضرمية، حد تعبيره ذلك.
وتسري في مديرية دوعن عمليات تشييد محور دوعن العسكري بوتيرة عالية وسط انتشار أمني بالمديرية وإعلان حالة الطوارئ في المنطقة من 8 مساء حتى الخامسة فجرا، وفق بيان المنطقة العسكرية الثانية الذي يأتي لتثبيت الأمن والاستقرار، واستكمال عمليات التعقب والمداهمة للجماعات والخلايا الإرهابية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.